-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دلتا يحصد الأرواح في شرق المتوسط

دلتا يحصد الأرواح في شرق المتوسط

شرق المتوسط عالم مكشوف، يخترقه دلتا المتحور من فايروس كورونا، بمعدل فائق السرعة، في حصد الأرواح، وإصابة فاقدي الحصانة في مقاومة وباء مستجد في التاريخ البشري، لم يكشف أحد سر ظهوره بعد.

قوة “دلتا” الهجومية تفوق قوة هجوم صاروخي محمل برؤوس نووية، لا تكشفه أجهزة الإنذار المبكر، ولا يواجه بأسلحة تقليدية، تضرب منذ أسابيع سكان شرق المتوسط من أقصى المغرب العربي إلى باكستان في الشرق الأدنى، والبالغ عددهم 680 مليون نسمة، لا غطاء يقيهم من موت محقق.

15  دولة في شرق المتوسط يسري فيها متحور دلتا، بدءا من منطقة المغرب العربي مرورا بإفريقيا وصولا إلى الشرق الأوسط وآسيا، لم تملك منظمة الصحة العالمية التي جاء بيانها بعد وقوع الكارثة، سوى التعبير عن قلقها من ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في هذه البلدان الأقل تحصنا على مستوى العالم.

زيادة شهرية في أعداد الإصابات والوفيات بوباء كورونا في دول شرق المتوسط، بنسبة 55 بالمائة شهريا، و15 بالمائة في عدد الوفيات، بمعدل إصابة أسبوعي يبلغ 310 ألف إصابة، و3500 وفاة.

متحور “دلتا” استقر في شرق المتوسط، وهيمن عليه بالكامل، وبات الخطر الأكبر الذي يهدد سكانه غير المحصنين بنسبة 95 بالمائة، بما يعني أن نسبة المحصنين بلغت 5 بالمائة تقريبا.

منظمة الصحة العالمية، التي يقع على عاتقها الأمن الصحي لشعوب العالم، لا تملك أجهزة إنذار مبكر ترصد موجات وباء قاتل قبل الوصول إلى أهدافها، وباتت هجمات دلتا أقوى من قدرات التصدي لها أو رصدها في زمن مبكر على الأقل.

حصيلة هجمات كورونا منذ تفشي وبائها بلغت 196,821,264 مصاب و4,205,319 وفاة، والأعداد آخذة في التزايد مع متحور دلتا الناشط في أكثر الأماكن كثافة سكانية.

سنتان تقريبا على دوران كوفيد 19 حول الأرض، اختتم موجاته الثلاث، ومازال دائرا بموجته الرابعة الأشد فتكا في دول العالم الثالث دون غيرها، يحصد متعمدا الرؤوس الزائدة في كثافته السكانية، دون رادع وقائي، تتحمل منظمة الصحة العالمية بناء قواعده في زمن مبكر، وفقا لخصائصها الاستباقية في رصد الحدث الكارثي، لكن ما جرى في دوائر عملها هو التخصص في إعداد البيانات الصحفية حول حصيلة هجوم دلتا في بلدان نامية وبلدان أقل نموا.

كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب محقا حين أمر بتعليق المساهمة المالية التي تقدمها واشنطن إلى منظمة الصحة العالمية، بسبب سوء إدارتها لتفشي وباء كورونا والتعتيم على ظهوره وتطور انتشاره.

منذ البدء تتحمل هذه المنظمة التي تتلقى مساهمات مالية كبرى من جميع الدول الأعضاء، مسؤولية نشر المعلومات الخاطئة حول مصدر العدوى وانتشارها في جميع دول العالم، والتلاعب بأعداد الإصابات والوفيات، بما ساهم في إضعاف قدرات البلدان على مجابهتها في الوقت المناسب.

عجز ضرب دوائر منظمة الصحة العالمية، ففقدت حضورها الفاعل في أقاليم عملها كافة، جعلها أدنى مستوى من الحدث، وحصر مهامها في إصدار البيانات الصحفية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!