-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دور العثمانيين في تحرير الثغور العربية

عثمان سعدي
  • 469
  • 0
دور العثمانيين في تحرير الثغور العربية
ح.م
مجسم القائد العثماني “بابا عروج” بولاية عين تيموشنت

يجري الخلط بين أردوغان التركي المعتدي على سوريا فهو معاد بذلك للعثمانيين، وبين العثمانيين المسلمين الذين حافظوا على الخريطة الإسلامية لمدة أربعة قرون. نذكّر بدور البطل العثماني فخر الدين باشا، الذي حمى المدينة المنورة في ملحمة خالدة من حصار ظالم في الحرب العالمية الأولى، وأود بهذه المناسبة أن أشيد بدور العثمانيين في تحرير الثغور من الغزو الصليبي الإسباني والبرتغالي بالمغرب العربي.

وأذكر أعمال العثمانيين بالمغرب العربي حيث وصلوا  سنة 1516 م أي بعد ربع قرن من سقوط آخر مملكة عربية بالأندلس، فساهموا في تنظيم المغاربيين فأُوقف المد الصليبي الإسباني والبرتغالي الذي تمدد بالمغرب العربي بمجرد سقوط آخر إمارة عربية بالأندلس سنة 1492 وقرار الإسبان تمسيح المغرب العربي. حرر العثمانيون مع المغاربيين أكثر من عشرين مدينة ساحلية مغاربية من الاحتلال الإسباني والبرتغالي في ليبيا وتونس والجزائر. لكنهم لم يصلوا المغرب الأقصى فبقيت (سبتة، ومليلة، والجزر الخالدات [الكناري] ، والجزر الجعفرية التي تسمى بالأمازيغية إشنارن بالإسبانية islas chafarinas) محتلة حتى الآن.

دخل الإخوة الأتراك بابا عرّوج وأخواه القطر الجزائري وساهموا مع المغاربيين في تحرير مدنه بما فيها مدينة الجزائر. ومن بين الإخوة الثلاثة استشهد اثنان منهم: بابا عروج وهو يدافع عن مدينة تلمسان، وإلياس وهو يدافع عن مدينة مستغانم. كان الإسبان يسيطرون على ميناء مدينة الجزائر من خلال بنائهم (لقلعة) في مدخله ولمدة عشرين سنة، وفي شهر أيار/مايو سنة 1529 م تمكن خير الدين من تدميرها وتحرير الميناء. حاول شارل الخامس الإسباني السيطرة على إيالة الجزائر التي كانت تقف سدا أمام مدهم الصليبي بالجزائر وتونس، فشن عدة حملات تحطمت كلها في مدينة الجزائر.

وبقيت إيالة الجزائر مسيطرة على البحر الأبيض المتوسط الذي كان يلقب ببحيرة الجزائر، إلى أن سقط أسطول الجزائر مع الأسطول العثماني في معركة نافارينو سنة 1827 أمام الأساطيل الأوروبية، وبعد ثلاث سنوات أي سنة 1830 احتل الفرنسيون الجزائر.

 بهذه الحقائق التي أقدمها للقراء العرب وباختصار أبين الجانب المضيء في الخلافة العثمانية التي يحاول البعض إنكارها . نحن لا ننكر أن للعثمانيين أخطاء بالمشرق العربي، لكن بالمغرب العربي كان العثمانيون إيجابيين. وهذا يجعلنا نؤكد بان أردوغان بسوريا الآن لا يمثل العثمانيين بل إن عدوانه على سوريا خيانة للعثمانيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!