-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دوي انهيار كبير في امريكا

صالح عوض
  • 7384
  • 0
دوي انهيار كبير في امريكا

يقولون في أمريكا “ما دام جنرال موتورز بخير، فأمريكا بخير”. وإذا كان هذا المثل الأمريكي حقيقيا وصحيحا، فهل يكون العكس بالعكس أيضا صحيحا: بمعنى أنه إذا غرقت الشركة التي عمرها مائة عام، هل سيغرق معها الاقتصاد الأمريكي.

  • لقد ذكرت صحيفة كريستيان سينس مونيتور الامريكية إنه (في الوقت الذي يناقش فيه الكونغرس إنقاذ الصناعة، تتردد أصداء تكهنات كئيبة في أروقته بأن انهيار جنرال موتورز سيؤدي على الفور إلى إضافة عشرات آلاف الأمريكيين إلى قوائم البطالة. وستتعرض تعاملات السيارات في أنحاء الدولة للخطر. وستخسر ثلة من الموردين -من صاهري الألومنيوم إلى طابعي شرائح الحواسيب- زبونا هاما).
  • إن إفلاس جنرال موتورز سيرفع معدل البطالة في الولايات المتحدة الامريكية من 6.5 % الى 9.5 % مما سيؤدي الى ركود اقتصادي شديد..هذا فقط في الولايات المتحدة ولكن من المعروف ان جنرال موتورز شركة عملاقة لها فروعها في كثير من دول العالم (35 دولة) تصنع سيارات ركاب وناقلات.. الامر الذي يهدد أرزاق موظفين حول العالم من إكوادور إلى بولندا إلى كينيا إلى أوزبكستان.
  • تصحو الولايات المتحدة كل يوم جديد على خبر كئيب عن انهيار اقتصادي يضرب بعنف أسس البنيان الاقتصادي العملاق .. وان الكتل الساقطة من البنيان المنهار تقع فوق رؤوس مئات آلاف المواطنين المستضعفين من العمال وتلقي بهم على قوارع الطرق.. ورغم محاولات الدولة لإنقاذ النظام المصرفي والشركات العقارية والصناعية الا ان الانهيارات تتوالى ولا يعرف بالضبط الى أي قاع ستصل.
  • هنا لابد من الالتفات الى التاريخ وحركته الحتمية في انهيار الحضارات وتبدد المدنيات.. وكأننا نريد ان نقول لفلاسفة أمريكا الجدد ان كل أقوالكم عن بقاء الدولة العظمى الى الابد لأنكم نهاية التاريخ كل ذلك كلام هراء وها أنتم تشهدون في حياتكم وبأسرع مما توقع كثيرون انهيار امبراطورية الشر..انها آيات بينات تحكم الصيرورة البشرية .. لقد أعطيت الولايات المتحدة فرصتها بتشييد أعظم امبراطورية لكنها كفرت بأنعم ربها فحولت الاموال الى سلاح فتاك يدمر الشعوب ويحرق الارض ويشيع الفاحشة والظلم.. فحق عليها ما كان نهاية كل امبراطوريات الشر عبر التاريخ..الامبراطورية الرومانية والفارسية ..والتتار والصليبيين..وامبراطورية بريطانيا العظمى وفرنسا..
  • لم تعد أمريكا هي أمريكا الامس القريب كما أحبت ان تقول المستشارة الالمانية.. لقد ولى عهد أمريكا الى الدرجة التي أصبحت تستجدي المالكي رئيس الحكومة العراقية الحليفة للامريكان ان ينتزع موافقة من البرلمان العراقي الهش على الاتفاقية الامنية بعد ان قبلت بمعظم التعديلات العراقية.
  • قريبا جدا ستتفكك الولايات المتحدة الى أكثر من خمسين دولة، ولعل عهد أوباما هو الخاتمة التي ستشهد هذا التفكك الرهيب ..ذهب المحافظون والمحافظون الجدد وذهبت كل خزعبلاتهم الى الجحيم..وتلك الايام نداولها بين الناس.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!