الجزائر
صيف أسود على الحوامل في المستشفيات

رؤساء مصالح التوليد يستغيثون.. “مالحقناش”!

كريمة خلاص
  • 4685
  • 7
أرشيف

يعود مع كل صائفة، وبالتحديد شهري جويلية وأوت، سيناريو الاكتظاظ والضغط بمصالح التوليد والأمومة، حيث تعيش هذه المصالح عبر مختلف مستشفيات الوطن حالة ضغط رهيب بسبب الإقبال المكثف للحوامل عليها، ما أدّى إلى افتراش بعضهن الأرض بسبب انعدام الأسرّة وفي حالات أخرى كثيرة يكون الرفض مصيرهن ليجدن أنفسهن أمام رحلة طويلة يطرقن خلالها كل الأبواب ويستنجدن بكل الوسائط.
بات الظفر بسرير في مصلحة التوليد والأمومة في مستشفياتنا ضربا من الخيال حتى إنّ البعض يستعطف الأطباء فقط لقبوله في المصلحة وإنقاذ حياة زوجته أو ابنته حتى وإن لزم الأمر افتراش الأرض أو تشارك السرير مع مريضة أخرى.
“حياة. ب” سيّدة في الثلاثين من العمر تستعد لاستقبال طفلها الثالث تقول إنها تعرضت منذ أيام وهي في شهرها السابع لمضاعفات كادت تفقدها صغيرها فذهبت إلى أقرب مستشفى منها وهو مستشفى بلفور لكن لم تقبل بدعوى عدم وجود حاضنات لصغيرها وهو ما جعلها تتوجه إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي الذي لم يحمل لها أي جديد فقصدت على إثره مستشفى بارني ومنه مستشفى الثنية بولاية بومرداس لينتهي بها المطاف ختاما في مستشفى عين طاية الوحيد الذي تعاطف مع حالتها وقبلتها مصلحته.
بدورها “كاتيا. ب” وضعت مولودها الأوّل بمستشفى مصطفى باشا تفاجأت عندما طلب من أهلها أن يجلبوا لها فراشا على الأرض، حيث قضت به ليلتها الأولى وعندما احتج أهلها على الأمر أجابهم الأطباء: “أتفضلون أن تفترش المريضة الأرض أم أن نرفضها ونحولها إلى مؤسسة أخرى وتقضون بعدها ساعات في التجوال بين المستشفيات”، فما كان منهم إلا القبول بالوضع.
وفي السّياق، أوضح البروفيسور عدّاد رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أنّ مصلحته تشهد اكتظاظا كبيرا خلال هذه الفترة وهو ما دفع بهم في بعض الحالات إلى وضع النساء أرضا في غياب أسرة تحويهن.
وأضاف عدّاد أنّ استقبال النساء وإنقاذ حياتهن هو الأهم بالنسبة إليهم في ظل الاكتظاظ الرهيب لمصالحه، وبرر رفض الحالات التي قد ترفضها مصالحة بانعدام الحاضنات أو انعدام الأماكن أصلا، وفي بعض الحالات المعقدة يقول محدثنا لا يمكننا المغامرة بحياة المرضى.
وبدوره أفاد البروفيسور مشطوح رئيس مصلحة النساء والتوليد بمستشفى نفيسة حمود “بارني”، في وقت سابق لـ”الشروق”، بأن شهري جويلية وأوت يمثلان الذروة ويستنفران كافة العاملين الذين يتجنّدون على قدم وساق، غير أنّ الظروف والإمكانيات أحيانا تحول دون تمكنهم من تلبية جميع الطلبات، وهو ما يثير تذمر المرضى وذويهم.
وقال مشطوح إنّ الفريق العامل يبذل قصارى جهده في ظل ما يتاح له من إمكانيات، غير أنّ التدفق الهائل للحوامل على مصلحته يربك العمل أحيانا.
ويزداد هاجس الخوف والقلق لدى النساء الحوامل وعائلاتهن من تكرار سيناريو السنة الماضية ووفاة بعض الحوامل بعد أن تقاذفتهن مختلف المصالح، لاسيما مع رفض هذه الأخيرة استقبال بعض الحالات نأيا بنفسها عن المسؤولية، وهو ما جعل كثيرا من المواطنين يتساءلون عن برنامج الوصاية للتحكم في الوضع المتكرر سنويا؟.

مقالات ذات صلة