-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رؤية الفنان عريوات… تتحقق

رؤية الفنان عريوات… تتحقق

الفنان الكبير عثمان عريوات عندما أصدر فيلمه الكوميدي الشهير “كرنفال في دشرة” نظر إليه الناس على أساس أن فيه نقدا لتلك المرحلة فحسب، ولم ينتبهوا إلى أنه أيضا تضمن رؤية فنان للمستقبل السياسي للبلاد، بل أجزم القول أنه تضمن عناصر رؤية استشرافية بعيدة المدى بامتياز، عندما اختتم فيلمه بالتعبير عن طموح “سي مخلوف” في اعتلاء كرسي الرئاسة، كان يشير إلى أن هناك من الناس من لا يتوقف عن طلب الارتقاء في درجات سلم المسؤوليات بحثا عن السلطة والنفوذ والجاه، من غير أن تكون لديه المؤهلات، حتى وإن كان المنصب المرتقب هو منصب رئيس الجمهورية القاضي الأول للبلاد… وفي ذلك تعبير على غياب الضوابط والحدود والأخلاقيات التي يفترض أن تكون من مخرجات الأحزاب كمؤسسات سياسية أولى تُعنى بالشأن السياسي الوطني…

وبما أنه حدث تفكك وتعدد وتشتت لهذه المؤسسات في العقد الماضي بالخصوص بعد أن تخلت على برامجها وانصهرت في برنامج واحد، لم يعد هناك من ضابط لدى الأفراد ليروا أنفسهم بديلا عنها.. ويتقدموا بأنفسهم فرادى للترشح، متجاوزين كل الأحزاب التقليدية ذات الوزن الثقيل والخبرة التاريخية، ناهيك عن تلك التي تشكلت منذ أيام.

الفنان عثمان عريوات، بنظرته الثاقبة للمستقبل، عبر عن ذلك منذ أكثر من عقدين من الزمن، وانتقد الواقع السياسي الذي كانت تعيشه البلاد عند الإرهاصات الأولى للديمقراطية، وكنا نظن أن تلك الانتقادات، إضافة إلى ذلك التقييم الذي تم في حينه من قبل سياسيين يشهد لهم بالباع الطويل في هذا المجال، سيمكناننا من تصحيح المسار وكشف الثغرات وعدم  تكرار الأخطاء.. فإذا بنا اليوم ونحن على أبواب مرحلة انتخابية مفصلية في تاريخنا المعاصر نكاد نعيد تكرار سيناريو سي عثمان، وأحيانا بنفس الكلمات والعبارات والوجوه ومستوى الخطاب السياسي.

تكفي نظرة في اليوتوب لكيفية ربط الجيل الجديد من متصفحي الانترنت بين سلوكات بعض السياسيين اليوم ولقطات من الفيلم الكوميدي، لنكتشف أن هؤلاء الذين ولدوا بعد الفيلم في غالبيتهم  وجدوا أنفسهم فيه، وأحبوا الفنان عريوات باعتباره ليس فقط فنانا كوميديا إنما كسياسي بامتياز ضمّن فيلمه أكثر من رسالة مازالت تقدم الإيحاءات الصحيحة إلى اليوم.

 

ليتنا ندرك أن للفن أيضا علاقة بالسياسة، لا يكتفي بأن يعكس الواقع الذي نعيش، إنما يوحي لنا بمستقبل هذا الواقع لنتمكن من تغييره، بل أكثر من ذلك يعلمنا السياسة ونحن نضحك، بدل تلك الأحزاب التي لا تعلمنا السياسة إلا ونحن نبكي… ليتنا نُعمِّم مدرسة سي عريوات في النقد السياسي، على الأقل نفرج على أنفسنا بضحكة أو ابتسامة أمل ونحن نشكو حالنا، بدل أن نزيدها هَمًّا ويأسا ونحن نتابع تصريحات بعض السياسيين ممن يزعمون أنهم يحملون الحلول السحرية لنا، كما حملها فريق “سي مخلوف” لزعيمهم… والكل يعرف من هم هؤلاء، وكيف كانت تلك الحلول..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • نايلي

    الاخ الكريم تصحيح الايةا{ان استطعتم....

  • بدون اسم

    من يستطيع التنبؤبالمستقبل عدا من خلق الاكوان انه علم الغيوب وهو لا يهب لعلم الامن يشاء ادا نظرة اي كان للمستقبل تبنى على الحدث الاني مما يعني ان احوال البلاد لم تتغير(خليفة)

  • بدون اسم

    ياسي سليم قام الاعلام الامريكي بانجاز الافلام الخيالية حول حرب النجوم فالتقطها السياسيون وعملوا بها برامج دولة وإرتقو بها وجسدوها على ارض الواقع وأصبحوا يملكون السماء والارض بفضل العلم والخيال العلمي قال الله تعالى(يامعشر الجن والانس إناستطعت أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون ألاَ بسلطان ) لم تنزل عليهم هذه الاية ولكنهم طبقوها بعلم اوبدون علم ونحن عندنا مطربة الحي لاتطرب حتي يموت الشخص فنبدأ في مدحه ونبكي على الاطلال يا سي سليم

  • صلاح

    لكن المعروف لدى الجميع أن عثمان عريوات يكتب أفلامه ويشرك الفنانين الآخرين في كتابتها لهذا فالفضل يجب أن ينسب إلى أهله

  • الجزائرية

    ومن قال أن الفن لا يحمل رسالة كبرى في الحياة إذا اقترن بالمعرفة و الثقافة. قبل سنوات قليلة كنت قدرأيت فيلما لخالد يوسف يشرّح فيه الواقع المصري الإجتماعي المزري و ما آلت إليه أحوال المصريين في عهد مبارك من فقر وفساد و انحرافات و في الأخير ختمه بمقطع لا أنساه و هو قيام ثورة شعبية عارمةو كان ذلك استشرافا منه لمستقبل بلده..أما الفن السابع في الجزائر فقد عرف بأحداث الثورة المباركة وفنّد مزاعم فرنسا من أنها إرهاب و تمرد و لا ننسى رائعة ريح الأوراس الذي تألقت في آداء دور الأم فيه الراحلة كلتوم

  • sahar

    tout ce que vous avez dit est juste Docteur

  • oukaci

    او د فقط التذكير ان الفيلم من اخراج محمد اوقاسي و ليس ل عثمان عريوات.الاداء الراع لعمي عثمان يكفيه فخرا ، لذا فهو ليس بحاجة للمزايدة و ان ننسب له اخراج الفيلم