-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تاريخ ظهوره يعود إلى قرون خلت

رجل “الدندون”.. موقظ الصائمين بقصور توات والقورارة

ب. العربي
  • 306
  • 0
رجل “الدندون”.. موقظ الصائمين بقصور توات والقورارة
ح.م

يتميز شهر رمضان المعظم بالجنوب خاصة بولايتي أدرار تيميمون بالكثير من العادات والتقاليد وحتى بعض المظاهر والفنون والمهن منها المسحراتي أو رجل الدندون كما يعرف في قصور توات الوسطى، تاكركبة بقصور إقليم تيدكلت دائرة اولف وولاية عين صالح، أما بولاية تيميمون فيعرف باللهجة الزناتية ب”التفتيح”، ويعود تاريخ ظهور المسحراتي إلى قرون خلت حين كانت قصور المنطقة تفتقد للمنبهات والساعات، فإذا كانت معرفة توقيت موعد الإفطار بغروب الشمس، فإن موعد السحور يحدد بحركة النجوم.
وتوضح الباحثة عائشة بلبالي أن سكان المنطقة كانوا يستعينون خلال الشهر الفضيل بساكن من السكان للقيام بهذه المهمة النبيلة، وتختلف تسمية المسحراتي من جهة لأخرى ففي قصور توات الوسطى يعرف برجل الدندون بـ: “الدندون”، وبقصور شمال أدرار بالدبيدبة على غرار “بودة”، حيث يجول المسحراتي قبل وقت الإمساك تقريبا بساعة أو أكثر موقظا الناس للسحور باستعمال “الدندون” وهي آلة إيقاعية، و”الدندون” دف كبير وعصا يضرب بها ضربا سحريا جميلا، فيما يستعمل المسحراتي ببعض المناطق “اقلال”، دون مقابل مادي.. ومن أشهر المسحراتيين خلال العقود الأخيرة ببودة أبو بركة، أبو حمادي رحمهما الله، حيث كان “الدندون” قديما صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها لكونها من ضمن تقاليدنا الشعبية الرمضانية وتراث منطقتنا العريقة بحسب الباحثة “عائشة بلبالي” مرددا الأيام الأولى من الشهر الفضيل وهو يضرب على دفه “اللهم صل على النبي” وفي ليالي العشر الأواسط من الشهر الفضيل يردد: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد” لعدة مرات، أما في الأيام الأخيرة من الشهر فيردد: الوداع الوداع يا شهر رمضان قال ليكم سيدي رمضان تبقاو على خير.
وتزامنا واحتفال أطفال المدارس القرآنية بما يعرف “بالعرفات” وفي ليلة (الفضيلة) وببعض المناطق صباح اليوم السابع والعشرين من رمضان، يقصد المسحراتي مرفقا ببعض الأطفال بيوت الساكنة ليقدموا له ما تجود به أيديهم من الخيرات كصدقة، وفي بعض الأقاليم بعد عيد الفطر المبارك كهدايا أو صدقات، وتختم الباحثة بلبالي قولها إنه خلال عقود خلت وإلى غاية نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبداية التسعينيات كانت للمسحراتي مكانة كبيرة في شهر رمضان الكريم، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه وظل محفورا في الذاكرة الشعبية ولا يزال، بل ويواصل مهمته في بعض المناطق لحد الآن رغم كل التحولات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!