رحابي: المبادرة ملك للجميع… ويجب الدفاع عن أرضية عين البنيان

دعت أطراف شاركت في المنتدى الوطني الأول للحوار، إلى إجراء تقييم شامل لما جرى السبت، بالمدرسة الوطنية للفندقة بعين البنيان بالعاصمة، فيما عرف بـ”المنتدى الوطني الأول للحوار”، والذي خصص لبحث سبل الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، عبر البحث عن توافق بشأن سلطة تنظيم الانتخابات وموعد إجرائها.
وجاءت هذه الدعوة بعد ما وقف بعض المبادرين الأوائل، ومنهم المحامي عمار خبابة، على بروز أطراف كانت داعمة للعهدة الخامسة للرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، وتبوئها الصفوف الأولى على حساب “فعاليات قوى التغيير من أجل نصرة الحراك الشعبي”، التي وصل غصب بعض أطرافها حد اتهام منسق المبادرة، وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، بأنه أصبح منسقا للمبادرة خارج إرادة أصحابها.
وتضم فعاليات قوى التغيير مجموعة من الأحزاب المحسوبة على المعارضة، على غرار كل من حركة مجتمع السلم، وحزب طلائع الحريات، وحركة النهضة، وجبهة العدالة والتنمية، وحزب الحرية والعدالة، وحزب الفجر الجديد.. وبعض منظمات المجتمع المدني..
وتحدث عمار خبابة في اتصال مع “الشروق” عما اعتبره محاولات لتهميش الأحزاب التي كانت السباقة في إطلاق المبادرة، ومحاولة إغراق المشهد ببعض الجمعيات والشخصيات التي ثبت تورطها في دعم العهدة الخامسة للرئيس المستقيل، ووقف على هذه المعاينة بداية من اللقاء التاسع، الذي شهد انطلاق العمل من أجل خلق فضاء جديد يكون بديلا للفضاء الأول، وقد اختير وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، منسقا له.
ووفق خبابة فإن الشكوك بدأت تنتاب بعض الفاعلين في المبادرة، بعد ما حرموا من الاطلاع على تقارير اجتماعات اللجان التي أنشئت من أجل التحضير لاجتماع السبت المنصرم، وعددها أربعة، وهي لجنة الإعلام والاتصال التي كلف بها حزب الحرية والعدالة الذي يرأسه وزير الاتصال الأسبق، محمد السعيد، ولجنة التنظيم التي كلف بها جبهة العدالة والتنمية التي يرأسها عبد الله جاب الله، ولجنة الرؤيا، التي أسندت إدارتها لممثلين عن حزب طلائع الحريات، الذي يرأسه وزير رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، فضلا عن لجنة الاتصالات التي ترأسها عبد العزيز رحابي.
وبرز الخلاف بين الفريقين بشكل واضح صبيحة انعقاد المنتدى، حيث طالب الفريق الأول وهم الغاضبون من طريقة إدارة المنتدى، بضرورة عرض مخرجات لجنة الرؤيا على المشاركين في البداية، في حين تحفظ الفريق الآخر وعلى رأسهم منسق المبادرة ورأى بضرورة إرجاء تلاوة التقرير إلى غاية نهاية الأشغال، كما وقع الخلاف أيضا حول تشكيلة المكتب الذي يجب أن يشرف على المنتدى، حيث تم الاتفاق، وفق المصدر ذاته، على أن يتكون من ممثلين عن الأحزاب الخمسة، بالإضافة إلى رحابي بصفته موزعا للكلمات، غير أن المفاجأة كانت مدوية، يقول خبابة، عندما تم اختيار ممثلين عن المجتمع المدني زائد الخبيرة في القانون الدستوري، فتيحة بن عبو، والناشط السياسي محمد أرزقي فراد وآخرين.. بل وصل الأمر حد اتهام بعض المشاركين بأنهم لم يشاركوا في صياغة البيان الختامي للمنتدى، بل ولم يطلعوا عليه حتى.
وفي الجهة المقابلة، يؤكد رحابي في اتصال مع “الشروق” أن تعيينه منسقا لمنتدى الحوار، تم على مستوى فعاليات قوى التغيير، وأن اللجان التي تم استحداثها جاءت في جو من التوافق بين المعنيين، وذلك بعد أن تقرر توسيع قائمة المشاركين إلى ممثلين عن المجتمع المدني، رافضا الخوض في هذه المسائل والتي اعتبرها “متاهات”.
وتحدث رحابي عن تحول في المبادرة، التي أصبحت تسمى “أرضية عين البنيان”، وليس “مبادرة فعاليات قوى التغيير”، وأكد على أن “الجميع بات ملزم بالدفاع عنها، بغض النظر عن موقعه فيها”، لافتا إلى أنه ومنذ مساء السبت لم يعد منسقا للمبادرة، بل مجرد أحد الموقعين عليها.