-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رحلة الـ 1500 متر.. انطلقت؟

رحلة الـ 1500 متر.. انطلقت؟

الجزائر من البلدان القليلة في العالم، التي لا تعرف ثرواتها الحقيقية، ولا تقيّم بعض الميزات النادرة فيها، ولو بذلت بعضا من الجهد، ولا نقول كلّه، لصارت ظاهرة، أو على الأقل نافست كبار العالم في الكثير من المجالات.

لقد انطلقت منافسة الألعاب الأولمبية التي يتابعها الملايير من البشر، وتراهن عليها الكثير من الأمم لأجل الترصّع بالذهب، وببقية المعادن.. وإذا كانت الجزائر لم تحصد في تاريخها الرياضي القصير، سوى خمس عشرة ميدالية، من كل الألوان، ومنها خمس من المعدن النفيس، فإن الملاحظة التي يجب أن تتوقف عندها السلطة والرياضيون، هي كون الجزائر تحصلت، في تاريخها الرياضي الوجيز، أو منذ دورة برشلونة عام 1992، على أربع ميداليات ذهبية في سباق 1500م، وهو قلب أمّ الرياضات، الذي يعتبر المسافة الأكثر متابعة في الألعاب الأولمبية بعد المئة متر. 

ورقم أربع ذهبيات هو إنجاز عظيم، لا تحلم به الكثير من البلدان، التي تشارك في الألعاب الأولمبية منذ أولى دوراتها، ومنها فرنسا، التي تصف نفسها بمدرسة مسافة 1500 متر، ولم يسبق لرياضي أو رياضية منها أن حصد ذهبية الألعاب الأولمبية في هذا الاختصاص. كما أن إنجلترا، التي تسمي نفسها إمبراطورية المسافات المتوسطة، لم تتحصل في تاريخها، وهي التي شاركت في الألعاب الأولمبية منذ نشأتها عام 1896 في أثينا، على سوى خمس ذهبيات، بداية من إنجاز “شارل بينيت” في دورة 1900، مرورا بـ”آرنولد جاكسون” 1912 و”ألبيرت هيل” 1920 وانتهاء بـ”سيباستيان كو” 1984 والعداءة “كيلي هولمس” في دورة 2004 في أثينا، بينما في صمت ومن دون ضجة ومن دون حتى تشجيع ولا افتخار، تتربع الجزائر على مركز ثان عالمي مرموق من الميداليات الذهبية، في هذه المسافة، التي تخطف لوحات الإشهار والمتابعة القياسية من كل بلاد العالم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم يتحصل عداؤوها على ذهبية هذه المسافة، سوى مرتين في دورتي 1904 و1908. وتحدّث رئيس الاتحاد المغربي، قبل بداية أولمبياد البرازيل، بفخر، عندما قال إن بلاده مرشحة لذهبية 1500 متر لأنها ملكة السباق، بالرغم من أنها لم تحصد ذهبية هذه المسافة، سوى مرة واحدة، بفضل هشام القروج.

لا نفهم لمَ تنفق الجزائر آلاف الملايير، على لعبة كرة القدم، التي لم تمنحها سوى لقب إفريقي يتيم، تحقق على التراب الوطني، ولا تلتفت إلى هذه المسافة التي جعلتها سيدة العالم الأولى في العشرين سنة الأخيرة، من زمن حسيبة بوالمرقة إلى زمن توفيق مخلوفي، الذي قد يرفع الجزائر إلى المركز الأول في تاريخ المسافة، إن تمكن من تحقيق ذهبية هذه الألعاب، وحينها سيمكنها أن تعلن إمبراطوريتها الكبرى، أمام احترام العالم، كما فعل الكوبيون في القفز الطويل، والجمايكيون في سباقات السرعة.

ألم نقل لكم إن الجزائر من البلدان القليلة في العالم، التي لا تعرف ثرواتها الحقيقية، ولا تقيّم بعض الميزات النادرة فيها؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كريمة

    هههههههه قالك الاتحادية سطرت تجيب 5ميداليات ديما ترجع للوراء قتلتونا بالتسطير 35 مليار دولار ترحو تلعبو علي الادوار الاولي si nn بقوافي دياركم

  • لان الجزائر بتاريخها لها في كل ميدان مثال و ظاهرة واحدة لا تتكرر / والسبب لانها بلاد عاقرة بعد كل مولود لن يولد بعده / و برغم شساعتها و برغم تاريخها الحافل الا ان شعبها يحيا و يعيش عام في كل 100 سنة / يعني بالمختصر المفيد ..
    البلاد التي لا تملك قدرات بشرية قوية بطاقاتها المتنوعة و متواصلة دون انقطاع
    فهي حتما بلاد فقيرة الانتاج عاقر مفتقرة للابناء
    ليست الثروة بما يملك البشر
    بل الثروة هي البشر البشر البشر وفقط
    لا اشباه بشر