-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رحيل‮ ‬حكيم‮ ‬الجزائر

رحيل‮ ‬حكيم‮ ‬الجزائر

شاء القدر أن يرحل المجاهد الرمز عبد الحميد مهري، في وقت تستعد الجزائر للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وهو الذي ساهم في صنع التاريخ المعاصر عبر نضال طويل يمتد من أربعينيات القرن الماضي، مرورا بالثورة التحريرية إلى معركة البناء بعد الاستقلال.

ويكفي أن نعلم أن مفجري الثورة وهم كلهم من شباب الحركة الوطنية كانوا يحملون الكثير من التقدير والإعجاب لنضال هذا الرجل ومواقفه، ما دفعهم ليقترحوا عليه تزعم الثورة كشخصية وطنية لها وزنها، لكن الرجل فضّل العمل والتّضحية بعيدا عن بريق الأضواء وجاذبية الزعامة.
قلائل أولئك الذين وصفوا بكونهم رجال دولة لكنهم احتفظوا لأنفسهم بتفكير مستقل ومواقف نابعة من قناعات شخصية، والراحل عبد الحميد مهري واحد من هؤلاء الذين وفقوا في الجمع بين صفة رجل الدولة وصفة الشخصية الوطنية التي تنال احترام وتقدير جميع الأطراف بمن فيهم المعارضة‭.‬

وبعد الاستقلال لم يدخل مهري قطاعا إلا وترك فيه بصمات واضحة، ابتداء من قطاع التربية والتعليم الذي خط فيه معالم المدرسة الجزائرية الأصيلة، إلى قطاع الإعلام الذي فتح فيه نقاشا جريئا، وفي المجال السياسي عرف الرجل خلال التسعينيات برجل الحوار والتسامح وقطع أشواطا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬فكره‭ ‬ونهجه‭ ‬المستقل‭.‬

الرجل وبشهادة العارفين به كان ملاذا للمقهورين والمظلومين، ولم يكن يتردد في حماية من يقصده طالبا المعونة، وقصته مع عمر أزراج معروفة للجميع، فضلا عن أن المجاهد عبد الحميد مهري كان معروفا منذ زمن الثورة التحريرية بأنه رمز للتسامح والحوار، ولم ينشب خلاف بين المجاهدين‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬مهري‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬التوفيق‭ ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬المتخاصمين‭.‬
وبعد الاستقلال لم يدخل مهري قطاعا إلا وترك فيه بصمات واضحة، ابتداء من قطاع التربية والتعليم الذي خط فيه معالم المدرسة الجزائرية الأصيلة، إلى قطاع الإعلام الذي فتح فيه نقاشا جريئا، وفي المجال السياسي عرف الرجل خلال التسعينيات برجل الحوار والتسامح وقطع أشواطا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬فكره‭ ‬ونهجه‭ ‬المستقل‭.‬
انتقل الرجل إلى ربه وهو يحمل أثقالا وأوجاعا لا يعرفها إلا من اقترب منه وسمع حديثه حول مختلف القضايا الوطنية والدولية، خصوصا القضية الفلسطينية التي كان يحملها في قلبه وعقله، ولم يتأخر عن أية خطوة تضامن مع قضية المسلمين الأولى، وقد قاد العديد من المبادرات وشكل‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المجاهدين‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬جميلة‭ ‬بوحيرد‭ ‬ولخضر‭ ‬بورڤعة‭ ‬ضمير‭ ‬الجزائريين‭ ‬الحي،‭ ‬الذي‭ ‬يتفاعل‭ ‬ويتألم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬يسقط‭ ‬شهيدا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!