-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رحيل مارتن زرنير.. باعث الرياضيات بجامعة الجزائر

رحيل مارتن زرنير.. باعث الرياضيات بجامعة الجزائر

تشيد السلطات الرسمية عموما بالأجانب بعد رحيلهم عندما يسبق لهم تقديم خدمة للثورة التحريرية من رجال إعلام وساسة ومصورين وأطباء. لكننا لم نسمع أنهم اهتموا بمن قدم خدمة علمية للجامعة الجزائرية الناشئة بعد الاستقلال. ولعل أفضل من يستحق التنويه والإشادة في هذا الباب هو الأستاذ الفرنسي مارتن زرنير Zerner الذي رحل يوم الثامن ديسمبر الجاري.

زرنير في جامعة الجزائر

 في عام 1966 كان أستاذَا الرياضيات المرحومان عبد الحفيظ مصطفاي (المدير الأسبق للمدرسة العليا للأساتذة-القبة) ورشيد توري (المدير الأسبق لجامعة الجزائر) قد شاركا بموسكو في المؤتمر العالمي للرياضيات الذي ينعقد مرة كل 4 سنوات في بلد من بلدان العالم. وهناك التقيا بأستاذ الرياضيات مرتان زرنير الذي كان يشارك هو الآخر في نفس المؤتمر. فعرضا عليه التعاون مع كلية العلوم بالجامعة المركزية (الجامعة الوحيدة آنذاك) لفتح الباب أمام الدراسات العليا في الرياضيات. وافق زرنير على مضض، فيما يبدو، لأنه كان زار جامعة الجزائر قبل ذلك التاريخ كمحاضر متطوّع ولم يكن راضيا عن الأوضاع السياسية للبلاد واتجاهها الأيديولوجي. فمن المعروف أن زرنير كان من اليساريين المناضلين الذين لم يجدوا ضالتهم في الجزائر.

كان الأستاذ زرنير في ذلك الوقت أستاذا مساعدا في جامعة مرسيليا ثم تحوّل خلال تلك الفترة إلى جامعة نيس، علما أن زرنير قد نال شهادة الدكتوراه عام 1963 تحت إشراف الرياضي الشهير لورنت شوارتز (1915-2002) الحائز على ميدالية فيلدز عام 1950، والذي اشتهر بموقفه المنادي باستقلال الجزائر خلال حرب التحرير، وهو ما أدى به إلى عقوبة إقالته من منصبه كأستاذ في الكلية المتعدد التقنيات الباريسية قُبيل استقلال بلادنا. ومواقف زرنير حيال القضية الجزائرية لم تكن بعيدة عن تلك التي اشتهر بها أستاذه.

زار زرنير الجزائر عام 1966-1967 لتهيئة الأجواء بهدف فتح الدراسات العليا في جامعة الجزائر في مجال تخصصه (المعادلات التفاضلية الجزئية). وكذلك كان الحال حيث فتح دبلوم الدراسات المعمقة في هذا الاختصاص عام 1967-1968، وكان من أوائل المسجلين فيه المرحوم عبد الحفيظ مصطفاي وعمار القلّي (المتقاعد الآن) وهما أول من نالا شهادة دكتوراه الدور الثالث في الرياضيات عام 1969 في جامعة الجزائر. تلك كانت الثمرة الأولى لمجهودات الأستاذ مارتن زرنير.

وقد واصل زرنير تلك الجهود بدون انقطاع واستعان بمجموعة أخرى من الرياضيين الفرنسيين والإيطاليين المتميزين، منهم الأستاذ بيير غريزفار Grisvard  (1940-1994) المنتسب لجامعة نيس أيضا، الذي انطلق هو الآخر في تكوين مجموعة ثانية في نفس الاختصاص دعمت مجموعة زرنير.

أقدم الأستاذ زرنير في منتصف السبعينيات على اقتراح مشروع بحث في الرياضيات التطبيقية وثيق الصلة بمسائل استخراج البترول فتُوِّج ذلك بتكوين فريق قوي تحصل بفضله 7 أساتذة مساعدين جزائريين في جامعة الجزائر على الدكتوراه في الرياضيات قبل نهاية السبعينيات. وممن ساعد كثيرا على تنفيذ هذا المشروع الأستاذ عمار القلّي الذي كان يؤدي دورا مزدوجا إذ كان المشرف الجزائري على المشروع وفي ذات الوقت كان من مسيري قسم الرياضيات في كلية العلوم.

وهكذا تطوّر فرع المعادلات التفاضلية الجزئية في نهاية السبعينيات واشتد ساعد أعضاء الفريق السابق الذكر وشكّل هؤلاء الأعضاء نواة من المكونين في ذلك الاختصاص. وما زاد في نشاط الفريق أن الكثير من طلبة جامعة الجزائر آنذاك استفادوا من منح دراسية إلى الخارج، وكثير منهم واصلوا في نفس الفرع. والجدير بالذكر أن الفروع الرياضية الأخرى (لاسيما الإحصاء والاحتمالات وبحوث العمليات) لم تر النور في الجزائر تقريبا إلا بعودة هؤلاء الممنوحين إلى أرض الوطن بعد أن تخصص بعضهم في هذه الفروع.

 

فَضْل الأستاذ زرنير

ونظرا لكل هذا، يمكن القول إن الفضل الأول في بعث هذا الفرع في الجامعة الجزائرية، ومن ثم الرياضيات، في جامعتنا، هو مارتن زرنير ذلك أن جامعة الجزائر كانت بعد الاستقلال خالية على عروشها لاسيما في اختصاص الرياضيات.

وفي الواقع، لم يكن زرنير أستاذا في فرع من فروع الرياضيات بل كان يلم بمجمل اختصاصات الرياضيات. فقد كان موهوبا، لكنه لا يهوى النشر إذ لم تتجاوز بحوثه 37 بحثا بدأ مشواره فيها عام 1958 وأنهاه عام 1996. وبطبيعة الحال فنحن هنا نشير فقط إلى البحوث الأصيلة المنشورة في مجلات الرياضيات المتخصصة.

وما يثبت موهبته الخاصة وثقافته العلمية الواسعة أنه كان مثلا يحضر الحلقة الأسبوعية في قسم الرياضيات بجامعة نيس ويجلس في الصف الأخير وينشر وثائقه فوق الطاولة وينهمك في الاشتغال بها خلال العروض والمحاضرات. ومن حين لآخر يرفع رأسه لينظر ما كُتب على السبورة، وفي معظم الأحيان يفاجئ المحاضر بأسئلة وملاحظات لم ينتبه إليها غيره وأحيانا تكون جد محرجة.

ومما رواه لنا الوزير الأسبق الأستاذ أحمد جبار أنه كان يلقي ذات يوم في جامعة فرنسية محاضرة في تاريخ الرياضيات العربية الإسلامية بحضور الأستاذ زرنير فأشار جبار في معرض حديثه إلى “الأعداد الناطقة” (ونطقها بالعربية بعد المصطلح الفرنسي) وإذا بالأستاذ زرنير يعقب عليه قائلا إن هذه الأعداد تسمى بالعربية “الأعداد المُنطقة” وليس “الناطقة” ففاجأ الأستاذ جبار بهذه الملاحظة لأنه لم يكن يعلم أن زرنير ملم باللغة العربية. ومن المعلوم أن هذا المصطلح موجود فعلا في التراث العلمي العربي الإسلامي.

تخرّج زرنير من المدرسة العليا للأساتذة (باريس) عام 1956 بعد أن نجح في مسابقة دخولها عام 1952. وشغل منصب باحث في المركز القومي للبحث العلمي خلال الفترة 1957-1962. وفي العقدين الأخيرين اهتم بتاريخ الرياضيات حيث انضم إلى فريق الأستاذ رشدي راشد، مؤرخ العلوم العربية المنتسب إلى جامعة باريس السابعة، واهتم بتاريخ الرياضيات الأوروبية بعد النهضة الأوروبية.

ومن طرائفه، ما حدثنا به الأستاذ يوسف عتيق (مدرسة القبة، المتقاعد الآن) علما أن زرنير كان أشرف على أطروحته في السبعينيات. فقد مازح عتيق أستاذه إثر رحيل الرئيس هواري بومدين عام 1978 بالقول : “تصور أن مواطني تمالوس (مسقط رأس الزميل عتيق) طالبوا بومدين بفتح جامعة في قريتهم”، فعقب عليه زرنير بقوله “لا شك أن ذلك ما أنهى حياته”!

أما عن تواضع الرجل فيكفي أن نشير إلى أنه كان من كبار أساتذة جامعة نيس، وكان مناضلا سياسيا يقوم أحيانا حتى بتوزيع المناشير في مدخل المطعم الجامعي. وبطبيعة الحال كانت تلك المناشير ترمى من قبل الجمهور بعد الاطلاع. وعندما تنتهي العملية فلا يتوانى الأستاذ زرنير (رغم عاهته، فهو أعرج منذ صغره) في الإتيان بالمكنسة والقيام بتنظيف المكان بنفسه من المناشير المتناثرة.    

في يوم 26 أكتوبر 2009 نظمت مدرسة القبة يوما دراسيا تخليدا لذكرى المرحوم عبد الحفيظ مصطفاي (تلميذ زرنير) فأبى زرنير إلا أن يشارك في هذا التخليد وأن يتناول -إضافة إلى ذكرياته مع المرحوم- موضوعا رياضيا، وهو “قانون دارسي Darcy” حول الأوساط المسامية الذي كان منطلق أعمال فريق الباحثين الجزائريين في الجامعة المركزية خلال السبعينيات!

كل ذلك يدعونا إلى التعبير عن الامتنان والتقدير والعرفان لهذا الرجل الذي لولاه لما عرفت الرياضيات في الجزائر الازدهار الذي وصفه جاك لويس ليونس Lions (1928-2001)، رئيس أكاديمية العلوم الفرنسية، عندما ساوى عام 2000 بين وضع الرياضيات في الجزائر وفي إسبانيا. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • بدون اسم

    شكرا يا أصيل هكذا أعرفك ليس لديك عقدة لما هو فرنسي ديدنك الوحيد هو العلم اين ما كان وحيث ما وجد وايا كان صاحبه عكس اخرين .انت دائما قدوتي وستضل قدوتي فبارك الله لنا فيك ودمت بخير .

  • nacer

    عليك نفسك دخلها الجنة و أهلك إذا استطعت و إن شاء الله ما تكونش عالة على المجتمع هذا يكفيك، و دع أمر المخلوق للخالق

  • أبو بكر خالد سعد الله

    للعلم فإن مارتن زرنير ولد يوم 05 ديسمبر 1932 ... وقد سقطت هذه العبارة من المقال.

    ردا على سؤال : لا أدري من كان مدير جامعة الجزائر آنذاك. وفي وقت لاحق (السبعينيات وبداية الثمانينيات) كان المرحوم رشيد توري مديرا للجامعة.

  • نصرالدين بوزكرية

    السلام عليكم
    لك مني جزيل الشكر والامتنان على هذه المقالة القيمة، وأعلمك يا صديقي مجالات أخرى قدم فيها العلماء الفرنسيين خدمات قيمة للتقدم العلمي في الجزائر رغم الامكنات البدائية التي كانت عندهم، أعلم ياصديقي أننا في الجزائر نعمل بالمسح الجيولوجي الذي قام به العلماء الفرنسيون في الربعينات والخمسينات ولوتحدث عليه سوى تغيرات طفيفة.
    بارك الله فيك والسلام عليكم

  • جلول

    هذا الرجل اجنبي و قدم خدمات جليلة الى الجزائر , اين الجزائريين المتواجدين في الخارج( المنفى) و باستطاعتهم فتح اقسام بجامعات الجزائر او مساعدت بعض الاساتذ في خلق بعض الفروع الجديدة؟

  • محفوظ

    ......نشكر الكاتب على المقال وعلى اللفة الطيبة......أصحاب العلم يُروجون العلم وللعلماء......وغيرهم يُروجون لكرة القدم و للشاب خالد............مع الأسف...

  • تقي الدين

    -2-
    و هذا يدل على مدى جدية التكوين العلمي في تلك المرحلة التاريخية، مما ادى الى ظهور اساتذة جزائريين قدموا هم ايضا خدمات جليلة في مجال التكوين و البحث العلمي . شيء جميل ان تدرس او تؤرخ مرحلة اساسية من مراحل الكفاح العلمي في الجزائر، ليتعرف الشباب على فطاحل العلم، الذين اهيل عليهم التراب من غير ان يسمع بهم احد . هناك بعض الكتابات التي نشرت في بعض مجلات تؤرخ بدقة للكيمياء في جامعة باب الزوار و مراحل بروزها و كذلك الاساتذة الذين ساهموا في تطويرها و توسيعها ... هي بداية رائعة استاذ و نتمنى ان تستمر

  • تقي الدين

    -1-
    جميل ان يُشكر كل من قدم خدمات جليلة لوطننا، و ساهم بكل قوته في تثقيف ابنائنا و تطوير بحوثنا في شتى مجالات العلوم .. حقيقة كثير من العلماء الفرنسيين الذين درّسوا في الجزائر شكلوا المحفز الاول و اللبنة الاساسية في بناء القدرات العلمية للنخبة الجزائرية و ذلك بعد استرجاع الاستقلال .. و الشيء الملفت للنظر، ان الاساتذة الذين جاءوا للتدريس في الجزائر اصبحوا فيما بعد من كبار العلماء في اختصاصتهم المتنوعة، رياضيات، كيمياء و فيزياء .. و هذا يدل على مدى جدية التكوين العلمي في تلك المرحلة التاريخية، م

  • محمد -

    نشكر للاستاذ الفاضل هذا الجهد المتميز اننا و الله نتابع مقالته باهتمام

  • د.عبد المجيد شنوقه

    منك نتعلم ودمت لنا ذخرا يادكتور خالد

  • أمين احريش

    شكرا أستاذ على هذه المواضيع المنعشة.

  • كرمية بوعلام

    شكرا يا استاذي أنه تاريخ في الرياضيات ذكرتنا بالمرحوم الدكتور مصطفى واستاذنا الفاضل يوسف عتيق افتنا بمعلومات عن عالم الرياضيات زرنير لم اكن اعرفها . من كان عميد الجامعة اناذاك أليس عالم الرياضيات الفرنسي موريس أودت ؟

  • سعودي خالد

    أستاذنا الفاضل، إن توجيهاتكم و مساهماتكم في علوم الرياضيات عبر هذا المنبر، زادتنا معرفة و تنويرا . . . . فعلينا دائماً أن نشكر ونقدر من قدّموا المساعدة ومدّوا يد العون من أجل تطوير البحث العلمي في الجزائر.

  • عبد الحميد السلفي

    أخي قال الله تعالى:"إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"
    الهداية إثنان هداية بيان وهداية إيمان,والأول هو القصد.
    أمّا إمكانية دعوته إلى الحق,مع إمكانية ورودها فضئيلة لأنّ الجو السائد
    في جامعاتنا في زمن المتعاملين الأجانب, لم نلتمس ولو جهد طفيف
    من أجل دعوتهم إلى الله.

  • من خريجي القبة

    ما شاء الله عليك يا ابن قمار ولاية الوادى والله مواضيعك كلها قمة في المعلومات في عالم الرياضيات وحتى في مواضيع يتشدق بها بعض المحدودين في لغة ادبية لا تغني ولا تسمن من جوع امام امثالك يا استاذ همهم ان يتكلم الجزائري الفرنسية بل العلم والعالم اليوم هو انجليزية ورياضيات وفيزياء وكيمياء معلومانك عن الرياضيات وعلمائها لا يعرفها ولا يعرف قيمتها اذناب فرنسا في وزارة التربية اليوم بقيادة الغبريطة التي مؤخرا قامت بنز نقطة من معامل الرياضيات فهي ومن معها لا يفقهون معنى الرياضيات كنا ننتظر رفع معاملها.

  • محمد

    نشكر اساذنا الفاضل على هذا المقال الرائع الذي يكسبنا زادا في تاريخ علم الرياضيات والعلماء
    نتمنى ان تقوم الدولة بتكريم هؤلاء العلماء على الاقل ان تسمى عليهم جامعات او معاهد او مراكز او مؤسسات تعليمية لانهم ذخرا لبلادنا وللامة الاسلامية ككل.
    نحن مدينون لهؤلاء الابطال
    بارك الله فيكم استاذنا

  • Ahmed

    Et que sais-tu de son au delà ? As-tu un accès direct ? as-tu oublié le verset ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة/62

  • العربي

    قل لم يسعوا الى دعوتهم وليس لهدايتهم از الهداية بيد الله ثم من ادراك انهم لم يفعلوا ذلك ولكنهم لم يفقوا

  • جزائري

    المقال يُبرز جهد الأستاذ مارتن زيرنر وفضل السبق في انطلاق عدة مشاريع بحث في الرياضيات في الجزائر ...ولا شك بعده كثيرون ...وبما أن الأستاذ فرنسي تذكرت حاملي الحقائب (porteurs de valises) وإسهاماتهم في الثورة الجزائرية...

    من جانب آخر يمكن أن نرى حجم الكارثة الناتجة عن سياسات خاطئة أدت الى قطع التعاون الدولي في مجال التعليم والبحث العلمي والتقني...وهذا من الأسباب التي جعلت إسبانيا تتقدم والجزائر تنحدر !

  • عبد الحميد السلفي

    السلام عليكم.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ) صحيح.
    لهم الذكرى الحسنة عندنا والمقام المناسب في الدنيا لكن كل الأسف والأسى لضياع أخراهم.واللوم كل اللوم على من عرفوهم ولم يسعوا لهدايتهم.

  • بن بقاسم

    تحية طيبة أستاذة
    وأخرى رياضياتية
    شكرا على هذه المقالات ذات الطابع
    العلمي الثقافي.