-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رد حضاري على سلوك استفزازي

رد حضاري على سلوك استفزازي

كان واضحا أن كمشة الأشخاص “الوقحين” الذين كدّروا صفو سكان تيزي وزو، واعتدوا على حرمة رمضان، أن الهدف هو استدراج السلطات لمواجهتهم أو اعتقالهم من أجل استغلال تلك الصور عالميا للدلالة على انعدام حرية التعبير في الجزائر، والتضييق على الحريات الدينية، لكن الرد الذي لم يكونوا يتوقعونه هو أن يأتي الرد من سكان تيزي وزو أنفسهم، الذين عبّروا عن استنكارهم لانتهاك حرمة رمضان في مدينتهم، بطريقة أقل ما يقال عنها أنها سلوك حضاري راق.

 سكان تيزي وزو الشرفاء هالهم أن يسوّق دعاة الانفصال تلك الصور المبتذلة لأتباع فرحات مهني، وهم يجاهرون بـ”أكل رمضان” في مشهد بئيس لم تشهده الجزائر في تاريخها، فجمعوا أنفسهم ونظّموا إفطارا جماعيا في نفس المكان الذي انتهكت فيه حرمة رمضان، ولم يكن مفاجئا لأحد أن يشارك في هذه التظاهرة عشرات الأضعاف مقارنة مع المنسلخين عن الدين من الذين شاركوا في انتهاك حرمة رمضان.

بل إن الأصداء القادمة من تيزي وزو تقول إن الإفطار الجماعي شارك فيه حتى أولئك الشباب الذين يوصفون بالمنحرفين من الذين يأكلون في نهار رمضان خفية، حيث رفضوا أن تنتهك حرمة الشهر بتلك الطريقة الفجّة التي قام بها المحسوبون على دعاة الانفصال.

والجميل في الموضوع أن الإفطار الجماعي جاء عفويا من قبل سكان المنطقة، ولم تنظمه أية جهة رسمية أو غير رسمية، بل إن مديرية الشؤون الدينية، رفضت تأطير التظاهرة بعد أن طلب منها أصحاب المبادرة ذلك، ولو كانت بتأطير من الوزارة لفقدت طابعها الشعبي وتحولت إلى نوع من المزايدة.

لقد أظهرت هذه الحادثة سكان المنطقة على حقيقتهم، وأبرزت صفاءهم ورفضهم للممارسات الاستفزازية التي لا يقدم عليها غير المسلمين من الذين يظهرون قدرا كبيرا من الاحترام لمشاعر المسلمين، ومنهم من يشاركهم الصيام ومنهم من يرفض الأكل أمام الملأ في بلد مسلم، وهي أخلاق راقية لم يتحل بها أتباع فرحات مهني.

نعم، لقد وصلت الرسالة الحضارية من أحرار القبائل ومضمونها يقول: أن المنطقة تعد إحدى قلاع الإسلام، وأن قيام بعض المنحرفين بعملية استفزاز لمشاعر الصائمين في مدينتهم، إنما هو سلوك معزول قام به هؤلاء لأجل مكاسب سياسية لحركتهم الانفصالية، التي تسعى إلى إحراج الجزائر أمام المجتمع الدولي من خلال إعطاء الانطباع بغياب الحريات الفردية والجماعية، لأن التعامل الحذر للسلطات مع الاعتداء على حرمة رمضان أفسد مخططهم في تحويل الموضوع إلى قضية دولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ahmad ben khouja

    لا حول ولا قوة الا بالله

  • ahmad ben khouja

    لا حول ولا قوة الا بالله

  • الزهرة البرية

    هاته هي القبائل الحرة التي رفضت الرضوخ للإحتلال وقدمت قوافل الشهداء , إنما هؤلاء حالة شاذة وعفن أصاب جسم صحيح ما لبث أن عاد لعافيته. أما الجهات التي كانت تحرض على إثارة الفتن نقول لهم موتوا بغيظكم فالجزائري الحر أكبر من أن تستثيره كمشة ذباب لا تحط سوى على العفن .

  • m;b

    احيي كاتب المقال على الرؤية الموضوعية للموقف ولكن باعتقادي ان ضاهرة كهذه يجب ان تواجه بصرامة لانها وللاسف اصبحت تلاحظ في ولايات اخرى طبعا ليس بمثل ما حدث في تيزي وزو ولكن مجرد الاتيان على ذكرها هو شيئ مزعج فمذا لو لم يكن رد فعل سكان تيزي وزو اللذين احييهم بالمناسبة بعيد عن الشكل الحضاري الذي شهدناه وتطور الامر الى الاقتتال فلو قامت السلطات باعتقالهم لاتهمها العالم بالقمع لكن السلطات لها القدرة على المواجهة لكن لو فلتت الامور وحدثت المواجهة كانت ستتهم بالتقصير ونخسر الامن والاسقرار فايهما افضل