-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفيرة واشنطن زارتها مرتين في أقل من أسبوعين

رسائل الإدارة الأمريكية في زيارة أوبين إلى تندوف

محمد مسلم
  • 3758
  • 0
رسائل الإدارة الأمريكية في زيارة أوبين إلى تندوف
ح.م

في ظرف أقل من أسبوعين، تزور سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، إليزابيث مور أوبين، تندوف وفي المحطتين كان حضورها لافتا في مخيمات اللاجئين الصحراويين، لكن زيارتها الثانية كانت رسالتها أكثر وضوحا لمن هاجموها خلال الزيارة الأولى، متهمين إياها بوضع بلادها في موقف الحرج، إزاء النظام المغربي.
وكتبت السفارة الأمريكية في تغريدتها الأخيرة على حسابها على “إكس” (تويتر سابقا): “تنبهر السفيرة أوبن دائما بدفء الجزائر وجمالها، وهي ممتنة لمبادرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تنظم رحلتين كل سنة للجهات المانحة لتقف بشكل مباشر على الجهود التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة في تندوف”.
غير أن السفيرة إليزابيث مور أوبين، وثقت الزيارتين بصور معبرة وبجمل واضحة لا تقبل التأويل. وفي صورة الزيارة الثانية، التي كانت الخميس 29 نوفمبر، بدت الدبلوماسية الأمريكية مع سيدة صحراوية متوشحة الزي الصحراوي وخلفهما العلم الصحراوي وصورة كبيرة للرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي.
أما الزيارة الأولى التي كانت في 16 نوفمبر المنصرم، فتوجتها السفارة الأمريكية بتغريدة جاء فيها: “تتواجد السفيرة أوبن حاليا في تندوف في إطار بعثة الأمم المتحدة للمانحين إلى المخيمات الصحراوية، التي تنظمها المفوضية. والولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة، حيث تساهم سنويًا في المساعدات الإنسانية. تدعم الولايات المتحدة العملية السياسية للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، وتهدف إلى التوصل إلى حل دائم، والتشاور مع الأطراف والشركاء من أجل تحقيق السلام”.
وقد خلفت الزيارة الأولى جدلا كبيرا في الإعلام المغربي الموالي للنظام، وذهبت بعض المنابر إلى الحديث عن وضع السفيرة الأمريكية بالجزائر، بلادها في وضع لا تحسد عليه، بزيارتها لولاية تندوف، حيث مخيمات اللاجئين الصحراويين، بل إن هناك من وصفها بـ”الساذجة”، لمجرد أنها التقت بأعضاء في جبهة البوليساريو التي تطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، الأمر الذي اعتبر “اعترافا ضمنيا” بالجمهورية العربية الصحراوية، كما يقول منتقدو الزيارة في الجارة الغربية.
الرسالة كانت واضحة منذ الوهلة الأولى، وخلال زيارة 16 نوفمبر المنصرم، والتي تحدثت من خلالها الدبلوماسية الأمريكية عن دعم بلادها لـ”العملية السياسية للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية”، بهدف “التوصل إلى حل دائم، والتشاور مع الأطراف والشركاء من أجل تحقيق السلام”، وهو الموقف المعبر عنه في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، ولم تتحدث مثلا عن السيادة المزعومة للمملكة العلوية على الأراضي الصحراوية المحتلة، وفق ما جاء في تغريدة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قبل مغادرته البيت الأبيض بأسابيع.
ومع ذلك، فقد حرصت إليزابيت مور أوبين، على إيصال رسالة ثانية أبلغ وأقوى لمن لم تعجبهم الرسالة الأولى ليرتاحوا قليلا أو ليخرجوا من جلدهم، فالصورة في بعض الأحيان أقوى من الكلام، ولا شك أن ظهور السفيرة الأمريكية مع سيدة صحراوية وبزي صحراوي وفي خلفية الصورة العلم الصحراوي ورمز الجمهورية العربية الصحراوية، ممثلا في رئيسها إبراهيم غالي، ينطوي على الكثير من المعاني لا يخطئها اللبيب.
وعادة ما يبيع النظام العلوي الوهم للشعب المغربي، ويسوّق مقولة أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة حليفة للنظام في الرباط ولا يمكنها أن تخون “قضيتهم الوطنية الأولى” كما يسمونها، وهو الوهم الذي انكشف مع وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، بتراجعه عن “تغريدة” سلفه ترامب، الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، كما يقول المثل العربي، في مشهد صدم دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني، داخل النظام العلوي وأضعف حجيتهم أمام الشعب المغربي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!