-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ألعاب المتوسط و"الشان" خطوات على درب التألق

رهان على توهج صورة الجزائر لتحقيق الانتعاش السياحي

ب. يعقوب
  • 759
  • 0
رهان على توهج صورة الجزائر لتحقيق الانتعاش السياحي
أرشيف

يعرف قطاع السياحة في الجزائر في الفترة الأخيرة، اهتماما غير مسبوق، في ظل رهانات قوية من قبل السلطات العليا للبلاد، على جعل السنة الجديدة 2023، عاما لمضاعفة انتعاش القطاع السياحي الوطني، وجعل هذا الأخير، من ضمن أبرز الروافد الاقتصادية البديلة للنفط، لتحقيق عائدات مالية مهمة لخزينة الدولة.
وتعول وزارة السياحة والصناعة التقليدية، على الاستثمار في صورة الجزائر عالميا، في ظل الاهتمام الهائل لوسائل الإعلام الدولية الأكثر تأثيرا، بالمكاسب التي حققتها الجزائر في ظرف قياسي بعودة التعافي السياحي والإجماع الدولي على تألقها في تنظيم الطبعة الأخيرة الـ19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران وعالمية المنشآت الرياضية الضخمة التي حققتها الجزائر في تجهيز ملاعب شان 2022، التي شهدت تدفقا واسعا لوسائل الإعلام الأجنبية، للقيام بالعديد من التغطيات والروبورتاجات عن الجزائر، وهو ما سمح بتعزيز فرص الوجهة السياحية للجزائر لاستقبال سياح من كافة الأقطار، لاكتشاف المؤهلات السياحية التي تزخر بها قسنطينة عاصمة الجسور المعلقة وعروس المتوسط الباهية وهران إضافة إلى بونة عنابة، أمام الزخم غير المسبوق الذي عرفته الجزائر في الأيام الأخيرة بنجاحها في إقامة شان 2022.
وتراهن كثيرا الوزارة الوصية، على تعبئة كافة طاقاتها لاستغلال هذا الاهتمام، لمضاعفة حملة الترويج للسياحة الداخلية في الوطن، والتعريف بالمنتجات الوطنية في ذات الاختصاص السياحي أو قطاعات منتجة أخرى، لكون أن الحملة الوطنية التي انطلقت فيها وزارة السياحة بالتعاون مع قطاع الجماعات المحلية، تكتسي أهمية بالغة، باعتبار السوق المحلية هي المورد الرئيسي للسياح إلى الوجهة المحلية، كما تهدف هذه النسخة الجديدة من حملة “شان في بلاد الشان”، إلى تسويق المنتج السياحي، وتشجيع السياحة في الجزائر والتعريف بثقافة وعادات وتقاليد الجزائريين.
وبرأي كثير من الفاعلين السياحيين في الجزائر، فإن قطاع السياحة والصناعة التقليدية، كان حقق انتعاشة كبيرة في الألعاب المتوسطية الأخيرة في وهران وفصل الصيف إضافة إلى السياحة الصحراوية في الجنوب الجزائري، بتحقيق أهم روافع خارطة الطريق التي رسمتها الوزارة الوصية منها التجربة السياحية باستحضار نجاحات الجزائر في إقامة المنافسات الرياضية الأخيرة وعودة التعافي الاقتصادي الجزائري إلى الواجهة، كما رأى البعض أنه من أبرز المنجزات الأخيرة، هو رفع متوسط الإقامة التي يقضيها السائح الأجنبي في الجزائر من يومين في السابق إلى 4 أيام في المتوسط إلى 7 أيام خاصة في الجنوب الجزائري، لأن السياحة في الجزائر لا تقتصر على فصل واحد، وإنما هي امتداد على أربعة فصول، كما لا تهتم بنوع واحد، بل تشمل الشاطئية والصحراوية والغابية والجبلية.

تأشيرة تسوية للسياح الأجانب
ومن ضمن جهود الدولة في تحريك عجلة السياحة، تقرر وضع إجراءات جديدة كـ”تأشيرة التسوية” للسياح الأجانب، فضلا عن فتح خط جوي مباشر بين باريس وولاية جانت، للتحفيز على زيارة جنوب البلاد ذي المؤهلات المهمة. ومن بين الترتيبات التي باشرتها الدولة، مؤخرا، لصالح السياح الأجانب “تأشيرة التسوية” التي استبدلت التأشيرة العادية حتى لا يحتاج المعنيون بالسفر إلى الجزائر وقتا طويلا. وتم تخصيص هذه التأشيرة للسياح الأجانب الراغبين في زيارة المسالك السياحية، خاصة المتواجدة في مناطق تادرارت الحمراء إلى إسنديلن وإهرير وسفار وغيرها من الجهات عن طريق وكالات السياحة المحلية المعتمدة.

فرصة سانحة!
في غضون ذلك، يحفز فتح الخط الجوي باريس – جانت السياح على التوافد للصحراء الجزائرية عبر هذا الخط الجوي المباشر الذي أطلق منتصف شهر ديسمبر الماضي، وهو ما شكل قيمة مضافة في سياق تنشيط السياحة بالمنطقة، بحيث قد تساعد هذه التدابير التحفيزية على مضاعفة تدفق عدد السياح الأجانب في سنة 2023، وفق ما هو مخطط له، إذ ساهمت إجراءات رفع القيود بسبب جائحة كوفيد-19، في تجدد تقاطر السياح على المعالم السياحية في جنوب البلاد، بنحو 2728 سائح من بينهم 1000 سائح أجنبي من مختلف الجنسيات و1728 سائح محلي.
على هذا النحو، يعتبر أستاذ الاقتصاد، عبد القادر عيداني، “أن قطاع السياحة من الروافد البارزة في تعزيز قاطرة الاقتصاد، ولذلك وضعت الحكومة، إستراتيجية تمتد إلى غاية عام 2030، تستهدف تنشيط هذا القطاع، وجعله يسهم في الناتج المحلي الإجمالي”، مشيراً إلى أن “الأمر يستهدف السائح المحلي، وجعله يفضل الوجهة الداخلية بدلاً من الوجهة الخارجية”، موضحاً، أن “تحريك الوجهة الداخلية يسمح بتنشيط عديد القطاعات كالإيواء، الإطعام، النقل، الصناعات التقليدية”.
ويرى عيداني في حديث لـ”الشروق” أن وزارة السياحة اشتغلت كثيرا في السنوات الأخيرة لإنعاش السياحة في البلاد، من خلال الرفع من قدرات استيعاب المؤسسات الفندقية التي وصلت إلى 140 ألف سرير خلال موسم الاصطياف الفائت، وهو ما رفع من تدفق العائلات الجزائرية وأبناء الجالية بالخارج، وحتى الأجانب، الذين زاروا بكثرة وهران تحديدا في صيف السنة.

اهتمام إعلامي دولي
من جهتها، أكدت فاطمة الزهراء عزايز، عضو سابق في مجلس الأمة، أن الجزائر بمثابة تحفة سياحية متكاملة المقاييس، وبلد يصنف بأنه أكبر بلد إفريقي بمؤهلات سياحية متنوعة بين الهضاب والصحراء والسواحل، وعليه، فإن التفاؤل بانتعاش متوقع لحركة السياحة الداخلية أمر منطقي جدا، ويمكن البناء عليه، خاصة في ظل الدعم الحكومي الواسع باستغلال السمعة السياحية التي باتت تحظى بها الجزائر في الخارج، لتحقيق عوائد اقتصادية.
ووقفت عزايز، التي كانت عضوا بلجنة السياحة في الغرفة العليا، على جهود الدولة في تنزيل الخط الدولي المباشر بين جانت وباريس وتأشيرة التسوية لتسهيل ولوج أعداد كبيرة من السياح على الجزائر دون الحاجة إلى تدابير أخرى.
جدير بالذكر أن صحيفة “واشنطن بوست” كانت نشرت مقالا تفصيليا، يستعرض القدرات السياحية الضخمة في الجزائر، الذي يحتل المرتبة العاشرة في العالم من حيث المساحة، واصفة قطاع السياحة في الجزائر، بأكثر الأماكن تميزاً، والتي يمكن الوصول إليها من أوروبا، عبر رحلة قصيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!