-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“زبانية” التخوين!

حسان زهار
  • 2154
  • 11
“زبانية” التخوين!
ح.م

ليس أسوأ من “التكفير” ونزع الإيمان من الناس.. سوى “التخوين” ونزع الوطنية عنهم.

ومع ذلك، إذا كنا عشنا في التسعينات موجة “التكفير” بالتقسيط، لمن يرفض الاسلام المتشدد، ويرفض الحجاب بالإكراه، فإننا اليوم في زمن “التخوين” بالجملة، لكل من يريد أن يمارس حقه في الاختيار، أو كانت لديه النية في الانتخاب.

صارت الانتخابات جريمة كبرى والله، والاحتكام إلى الصندوق هو احتكام للطاغوت، أما الرافضون لذلك، المؤمنون بالعدمية وديكتاتورية الشارع، فهم وحدهم الوطنيون الأشراف، هم الأحرار أبناء الأحرار من أحفاد عميروش وعلي لابوانت!

الرافضون لروح الديمقراطية، المتمسكون بالتعيين والزعامات الفيسبوكية، صاروا هم “الزبانية”.. يسومون الناس سوء العذاب بالوطنية، ويضربون المخالفين لهم في الرأي بالبيض والحجارة، ويطلقون عليهم جزافا، من رادع من أخلاق أو ضمير، أوصاف الخيانة والعمالة والتحقير.

لقد انتقل زبانية التخوين، من تخوين قيادات الدولة، إلى تخوين الشعب، ومن تخوين المرشحين للرئاسة إلى تخوين الناخبين أنفسهم، والمطالبة بقتلهم، وحرق صناديق الانتخاب.

إنهم يدعون علانية إلى مهاجمة المرشحين ومطاردتهم، والاعتداء عليهم ومنعهم من الحركة، بل إن هناك من دعا صراحة إلى “إعدام” المرشحين بتهمة الخيانة العظمى، وهؤلاء هم أنفسهم، زبائنية التخوين، من رقت قلوبهم الطيبة بالأمس، لحال رؤوس العصابة في السجن، وطالبوا بحقهم في العلاج والمعاملة الكريمة.

إنهم أنفسهم من ذرفوا دموع التماسيح عند سجن بعض رؤوس العصابة، فقالوا عن أحدهم  “المؤمن مبتلى”، وقالوا عن إحداهم “رفقا بالقوارير”!

لقد أثبت زبانية التخوين، أن لديهم قلوبا رحيمة، عندما يتعلق الأمر بمن نكل بالشعب، لكنهم ينقلبون إلى وحوش ضارية بلا رحمة، اذا تعلق الأمر بالشعب، الذي يسير في مسلكهم، ولا يردد كالببغاوات ما يطلبونه منهم.

والنتيجة أن حملات التخوين والتحريض هذه، أدت إلى ظهور فئات متعصبة من داخل الحراك، تصف جزائريين آخرين في تجمعات المرشحين للانتخابات، بأكثر من الخيانة، أنها تعتبرهم “ذباب وليسوا بشرا”، وترى فيهم “نجاسة” تستدعي احضار الصابون والجافيل، لغسل أماكن “التجمعات الانتخابية” من تلك الأوساخ.

فهل هذا مستوى يمكن أن نتعامل معه أو مع أصحابه؟ وأي تطرف أحمق هذا الذي يتجه نحوه البعض، مدفوعين بخطابات الكراهية والتخوين؟

أليست الدعوة إلى الله، تكون بالحكمة والموعظة الحسنة؟ أليس الدخول في الدين وما أدراك، لا يكون بالإكراه؟

فكيف تكون الدعوة إلى الحرية والديمقراطية بالغضب والتخوين؟ كيف يدعي دعاة الديمقراطية العصمة من الخطأ ويرفضون الرأي الآخر؟ بل كيف يكون بناء دولة الحق والعدل، بهذا الكم من الظلم والجور والقلوب السوداء؟

يحتاج الأمر إلى وقفة جماعية، عاقلة، لتفادي أخطاء الماضي، فنحن شعب يبدو أننا لا نستوعب دروس التاريخ جيدا، الحرية التي يمارسها البعض اليوم، لا تختلف اطلاقا عن الحرية التي مارسها آخرون في بداية التسعينات، ففي الحالتين، انبهرت فئة من الناس بهامش الحرية المفاجئ الذي أحرزوه، ولم يقدروا أبدا أن الحرية مسؤولية قبل كل شيء، فكان الشارع منطلقا للانحرافات كلها.

بالأمس باسم الدولة الاسلامية “كفروا” نصف المجتمع، واليوم باسم “الحراك” يريدون “تخوين” نصفه الآخر.

بينما الحقيقة الساطعة التي لا يبصرها إلا العميان، هي أن هذه الجزائر جزائر الجميع، من أراد أن ينتخب فله ذلك، ولا إكراه في الديمقراطية، ومن أراد المقاطعة، فله ذلك ولا إكراه في الرفض، أما أن يقوم طرف بتخوين طرف آخر، فقط لأنه لا يبث على نفس الموجات الصوتية، ولا يمتلك نفس الذبذبات، فتلك كارثة حقيقية، إذا لم نستوعب مخاطرها من الآن، فإن المآل لن يكون أفضل من مآل الأمس الحزين.

فلتتوقف مصانع طبع صكوك الوطنية، وعلى “زبانية التخوين” أن يتوقفوا عن ممارسة هذه “السادية” المفرطة ضد شعبهم، لأنهم في النهاية، ومهما عملوا لن يتحولوا الى ملائكة أبدا.. أبدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • alilao

    هل توقف انتاج الفليطوكس في الجزائر؟

  • جزائري

    الله خالقنا يقول :من شاء فلؤمن ومن شاء فليكفر. اما بعض اصحاب عقلية الاحتكار الشبيهين بعقلية النظام السلطوي فهم يقولون من لم ياتي معنا فهو خاءن. السؤال هو : هل اتفق احد مع احد على شيىء محدد حتى يكون للخيانة معنى. من اللذي كان يقرر ومع من . هل الفيسبوك هو من يحدد مصير امة . هل الاشباح تحدد مصير امة . هل السراب يحدد مصير امة. هل حمل لافتة في الشارع يحدد مصير امة. هل تروحو قاع تحدد مصير امة. الانفعال لا يحل مشكلة بل يعقدها. الاقصاء لا يحل مشكلة بل يخلقها. لا احد يمتلك الحقيقة المطلقة او يحتكرها. الحراك كان يريد اقصاء النظام فاذا به يريد اقصاء جزء من الشعب لا يوافقه الراي ويصفه بالخيانة!!؟؟؟

  • مناع ـ الجزائر

    الزعامات الخفية للحراك في داخل الوطن وخارجه من تدعوا لتكوين جبهة التصدي لإنتخابات 12/12 لا تختلف عن جبهة انقاذ الجزائر التي تاسست في بداية 1992 وترأسها فئة الفرنكو علماني إلا في أن البعض من قيادات الأخيرة اليوم هم من قيادة الجبهة الإسلامية وبعض المتأسلمين الذين كانوا ضحية للجبهة الأولى

  • مامون

    اننا سننتخب. المواطنون لان الجزائر في خطر ومستقبلنا واولادنا في خطر ولن نتلع اللئكيون الفرنكوش الذين امتصوا خيرات الجزائر وافسدوها.والذين يؤمنون بالتعيين لا التصويت وحكم الاقلية على الاغلبية لان الشعب الجزائري في نظرهم لازال قاصرا ومتخلفا هم من وقف ضد ارادة الشعب في1991 ووقفوا مع جنرالات الموت واعطوهم الغطاء السياسي واليوم يذالبوننا بعدم الانتخاب حتى تتاح لهم الفرقة للامساك بالحكم فلن نتبع اوهامكم ونعطيكم المصداقية..يننتخب.ان شاء الله للجزائر.

  • جزائري

    ظهر الان بوضوح ان حكاية السلمية كانت مجرد تمثيل ادوار مسرحية او في احسن الاحوال تكتيك سياسي مرحلي قبل العودة الى طبيعة العنف المتاصلة في بعضهم لكنها متخفية حتى اشعار اخر. لست ادري لماذا وباية صفة يريد البعض فرض رؤيتهم الخاصة للاحداث ويريدون احتكار المشهد واقصاء منلا يشاطرهم الراي. هل فكر الحراك دين جديد لا يمكن مناقشته لانه منزل من السماء.كنا متفقين على ايقاف العهدة الخامسة ومحاربة الفساد . المطالب اللتي اتت بعد ذلك ليست محل اجماع كل الشعب الجزاءري. الشارع لا يمثل كل الشعب . من يريد ان يحترمه الاخرون عليه هو ان يحترمهم والا فلن يحترمه احد. تعلموا احترام غيركم ليحترمكم.

  • Ahmed

    لا فض فوك يااستاذ. تشخيص الواقع كما هو دون لف ودوران, بداية الحل. ايضا من العجيب هو تحالف تكفريو التسعينات مع زبانية التخوين الفشيست بكسر الفاء, ولا اقول الفاشيست! هؤلاء الفشيست الجدد يعانون من هذاء العظمة megalomania and narcissism disorder لذلك, وهم قلة, يرون الاغلبية ذبان. هؤلاء يلزمهم مصح عقلي كبير يمتد على عدة كلمترات وليس نشاط سياسي يمارسون فيه هبالهم.

  • Riad

    انا احترم رأي الاخ أمين لكن ماهو الحل سوف تقول لي مرحلة انتقالية لكن من يمثل من والرأي الذي لا يختلف فيه اثنان من يريد تمثيل الشعب لازم يخرج من الصندوق والحراك حقق مالم يتحقق منذ الاستقلال من كان حتى يفكر في ازاحة هاته الوحوش وليس ايداعها سجن الحراش والديمقراطية الحقة ان نحترم الرأي الاخر مهما كان مخالفا لرأينا من أراد أن ينتخب فهو حر ومن يقاطع فهو حر لا تخوين ولا تكفير فالحكم للشعب والنجاج يبدأ خطوة خطوة وتصحيح الاخطأ للوصول للهدف المنشود وهو بناء دولة ديمقراطية حقة لا تغول فيها احد على احد والحفاظ على الجزائر حرة مستقلة وموحدة والجيش والشعب خاوة خاوة

  • نمام

    التستر تحت الوطنيةالتي ولكثرة تداولها ناسين عن عمد الموالين للسلطان تم تشويهها والمسؤول ليست الطبقة السياسية التي اثرت على حساب القيم الوطنية ولا المؤسسةالدينية التي ركبت قطار السياسة فاضاعت الايمان و القيم السماوية واصبحت الوطنية مركبا لكل فاسد و طامع متربص فاحتجزوا الوطن وجعلوا شعبه عبيدا وتدثروا بحرب العصابة على خيانتهم وهم من زرعوابذرة التخوين فاصبح كل من لا يفكر بما يفكر النظام متامرا وعميلا ومن الطابور الخامس واصبح الشرفاء يخشون الحساب باثر رجعي لانهم لم يهللوا في المسيرات العفوية واصبح المنتفعين في حصانة ولو علقوا صورة الرئيس على ظهرك واليوم لم نعد نثق باحد حتى اولئك الصارخين دفاعا عنا

  • الأرجح

    انا سانتخب وعلى الرافض ان يحترم راي

  • أمين أمين

    يا أخي دعك من هاؤولاء . ودعنا نطرح السوءال بكل موضوعية .هل النظام الذي ينظم الإنتخبات هو نظام شرعي ، او هل هل هو نظام عادل
    أنظر لحال البلاد منذ الإستقلال و ما تملكه من خيرات و إلى ما آلت إليه ، ساتعرف الإجابة

  • عبد الله freethink

    أنا سأنتخب من منطق إستراتيجي، لن أترك الفرصة للعلمانيين المتشددين الليبراليين أن يحصدوا الغلة مجانا، بعد كل ماعانيناه، القضية كلها حسابات ولاينسى كل هؤلاء وأتحداهم أن يقولوا لنا كيف وصل أردوغان الذي حسب زعمهم بطل نهض بتركيا إلى السلطة من غير الصندوق؟ كيف ؟؟ أجيبوا؟
    وهو وصل إلى السلطة في ظل نظام علماني أتاتوركي متشدد..رغم أن الحكاية لها تشعبات.
    قضيتم ثمانية أشهر في الصياح والمشي بدون أي قيادة للحراك ولا مساهمة نحو الحل، هل يعقل هذا، كالشاة مقطوع رأسها تتخبط بلا هدى، الرسول (ص) وصانا أن لايذهب ثلاثة في سفر بدون تعيين قائد، فما بالكم بدولة؟
    أنا والكثير سننتخب واللي يقول أنا يجي يمنعنا.