-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشارع أخذ اسمه من أول تاجر بالمنطقة

زنقة “فليج ببشار”.. قبلة الباحثين عن التوابل

ن. مازري
  • 422
  • 0
زنقة “فليج ببشار”.. قبلة الباحثين عن التوابل
أرشيف

بأعرق أحياء مدينة بشار، لازال شارع القصر القديم، يشهد إقبالا كبيرا لسكان مدينة بشار، المعروف عند سكان عاصمة الولاية بشار، بزنقة “فليج”، الذي سمي على اسم صاحب أول محل تجاري لبيع التوابل بالشارع المذكور

حيث عرف على مدار ستة عقود من الزمن، ثلاثة تغييرات لاسمه، حيث ظل يعرف باسم شارع القصر القديم إبان الحقبة الاستعمارية، ثم شارع القدس، فشارع سيدي إبراهيم، إلا أن الكثيرين يفضلون تسميته بشارع القصر القديم، باعتباره الشارع الذي يؤدي إلى مدخل القصر العتيق، ليستقر اسمه على “فليج”، بعد فتح محلات بيع التوابل، ليصبح من الشوارع الأكثر رواجا لتجارة التوابل، والأعشاب، وطحن القهوة وبعض الحبوب، ناهيك عن المواد الغذائية، والمكسرات، والعطور، وغيرها، معطيات جعلت من هذا الشارع الذي تحول إلى سوق، مقصدا لسكان مدينة بشار منذ أكثر من عقدين من الزمن.

ومع اقتراب شهر الصيام وعلى غرار ولايات الوطن، يعرف شارع “التوابل” جوا، لم يعد فيه لحديث المواطن البشاري من شيء يُغنيه، سوى الحديث عن الاستعداد لشهر رمضان، حيث طغت على معظم محلاته حركة غير عادية، ليُصبح الممر الحتمي، والوجهة الوحيدة لربات البيوت، ومقصدا للعائلات القادمة من دوائر وبلديات الولاية، أين يُجسد التهافت الكبير، على محلاته التي تزينت رفوفها، وتنافست معروضاتها على كل شيء له صلة بالشهر الفضيل، بهذا السوق المتميز والجذاب، ترى عديد الرجال يحملون لائحة مدون عليها أسماء مقتنيات جد بسيطة، فثقافة الذكور قلّما تفقه مثل هذه التسميات، بدءا من حزمة الرند، إلى آخر عُشبة تدخل في تركيبة توابل معروفة بمنطقة الجنوب الغربي، بما في ذلك الدشيشة التي لا يستغني عنها السكان في إعداد “الحريرة”، الوجبة الأساسية، بل سيدة المائدة طيلة شهر رمضان.

أصحاب المحلات الذين تربطهم في العادة أواصر الألفة مع زبائنهم الاعتياديين، تفننوا في عرض كل أنواع التوابل التي يمكن للزبون أن يطلبها، سواء مطحونة، أم على طبيعتها، حيث يكثر الطلب على بعض التوابل الطبيعية، أو كما يحلو للكثيرين تسميتها بـ “توابل حب” لتقوم ربات البيوت بتحميصها، وطحنها، للاحتفاظ بنكهتها الطبيعية، في حين ينهمك الكثير من تجار هذا الشارع، في العمل المتواصل، من طلوع الشمس إلى غروبها، في طحن التوابل، وتحضير كميات كبيرة، لعرضها أمام الزبون، وسط حركة متواصلة، تكاد تكون طيلة السنة بهذا الشارع الذي مازال يتحمل رغم ضيقه، ركن السيارات على الجهتين، مقابل حركة سير باتت تأخذ ساعات من وقت عدد هائل من المتبضعين الذين يتهافتون عليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!