-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زوجة الأب.. هل تعوض حنان الأم؟!

الشروق أونلاين
  • 7173
  • 0
زوجة الأب.. هل تعوض حنان الأم؟!

تعد كابوسا حقيقيا عند الكثير من الأولاد بعد رحيل الأم البيولوجية سواءً بالموت أو الانفصال، حكم عليها العديد من الناس أنها مشتتة الأسرة، حيث تسعى إلى قلع جذور الأم السابقة من أجل التأسيس لأسرة خاصة بها، ويبقى الأب هو القاسم المشترك بينهما حين تنقسم عاطفته بين هؤلاء كذكرى من الزوجة السابقة وآخرين كحياة جديدة، صراع وإن لم يظهر للعيان، إلا أنه يبقى يسيّطر على العلاقة داخل أسرتين أحد أطرافها غائب وهو الأم البيولوجية.

 أحكام وصل إليها الكثير من الناس، انطلاقا من قصص عديدة وعناوين جرائد ومجلات وحصص تلفزيونية، مفادها أنّ زوجة الأب تعذّب ابن زوجها وتسبّب له عاهات دائمة، طفلة صغيرة ترمى في الشارع من قبل زوجة الأب بعد أسبوع فقط من الزواج، وعناوين أخرى رسمت في أذهان الكثير من الناس أنّ زوجة الأب هي المتهم الوحيد في العالم الذي يحكم عليه حتى من دون وجود أدلة على جريمته.

غير أنّ الواقع اليوم يعكس الكثير من الأمور، فليست هي المعذّبة والمفرّقة والظالمة فحسب، والواقع لا ينفي هذا أبدا في الكثير من الحقائق التي نسمعها ونراها واقعا بالقرب منا، لكن هي كذلك أم بديلة صنعت من أولاد زوجها عائلة راقية متعلمة استطاعت أن تُنسيهم في الكثير من الأحيان غياب أمهم الحقيقية ولو بعد حين.

حقائق تدعمها الكثير من القصص الواقعية اليوم، “نادية” تروي ردة فعلها بعد وفاة أمها واعتراضها على زواج أبيها، خاصة من فتاة عازبة، بل وصل بها الحال إلى أن تركت البيت والتحقت ببيت جدتها، لكن الأيام أثبتت لها العكس “صحيح أنّ حنان الأم لا يعوّض، لكن ما عشته إلى حد اليوم مع زوجة أبي لم أكن أتصوّره أبدا، خاصة بعد تجربة صديقتي مع زوجة أبيها أين وصل بها الحال إلى العيش مع عمتها، من هنا أخذت الحكم المسبق على زوجة الأب، هي اليوم تساعدني، تقف إلى جانبي، تدعمني، تبكي في الكثير من الأحيان لبكائي وهي حقيقة أعيشها لا أنكرها أو أتهمها بغير هذا”.

“جمال” كذلك يحكي عكس ما يصوّر للكثير من الناس عن زوجة الأب، من تلك المشعوذة التي تسعى بكل الطرائق إلى تشتيت الأسرة ودفع الزوج إلى القسوة على أولاد الأم البيولوجية “على الرغم من أنني كنت صغيرا بعد وفاة أمي، إلا أنّ زوجة أبي التي تزوجها بعد عام فقط من رحيل أمي وقفت إلى جانبي ولم تعتبرني في يوم من الأيام ابن غيرها حتى بعد ازدياد ولدين لها. صدّقني لم أحس يوما بمحاولة التأثير على أبي أو التفريق بينه وبيني أو القسوة على إخوتي في المعاملة، بل أطفالها يعتبرونني الأخ الأكبر لهم ونعيش في أسرة واحدة من أمين مختلفتين”.

ماذا لو مت أو رحلت هل أقبل هذا لأولادي من بعدي؟

تعترض الكثير من النساء على القسوة ضد أولادهن، كما ترى الكثيرات منهن ممّن تحدثنا إليهن، نعم هناك حقائق قاسية عن زوجة الأب وأخرى عكس ذلك تماما، فلا يمكن الحكم بكل حال من الأحوال على زوجة الأب، وذهبت الكثيرات منهن إلى أنها كما ترفض هذه المعاملة مع أولادها ترفضها كذلك مع أولاد غيرها، في سؤال لخص الكثير من ردود الفعل وهو “هل أقبل تلك القسوة على أولادي من بعدي؟”،

بين القاسية والإنسانة الحنونة، تبقى زوجة الأب محل حكم سابق ومتهمة محكوما عليها حتى من دون قاض، وتبقى صورتها التي خدشتها الكثير من الحقائق القاسية تلاحقها، والواقع ينصفها في الكثير من مواقف الحنان والعطف التي تلمع صورتها، والمؤكد اليوم أنّ واقع الكثير من الأولاد مع زوجة الأب يعكس أنه لكل تجربته الخاصة وحسب.

السيدة منال.ح مختصة في علم الاجتماع: “يجب على الأب شرح أسباب زواجه من ثانية لتفادي الفكرة السيئة عن الزوجة الثانية”

 عن النظرة السيئة التي ألصقت بالزوجة الثانية في مجتمعنا والتي أصبحت المتهم الأول الذي تجب محاكمته حتى من دون جرم، تقول السيدة “منال.ح” مختصة في علم الاجتماع: “إن هذه النظرة التي أخذها الكثير من الأشخاص في مجتمعنا على الزواج الثاني في حياة الأب سواء كان بعد فراق بين الطرفين أو وفاة الزوجة يعود في الغالب إلى الطريقة التي قدم بها الزوج هذه المرأة للأولاد في البداية التي تعتبر غريبة عنهم، لذا فإن الكثير من الأطفال لا يتقبلون فكرة أخذ مكان الأم من طرف امرأة وهو في الغالب يرجع إلى إحساسهم بأنها سوف تبعد الأب عنهم، كما يرى الكثير من الأبناء أن سبب هذا الزواج هو زواج أراده الأب من أجل مصلحته فحسب دون مراعاة مشاعر الزوجة السابقة، أي أمهم البيولوجية، ولذا يجب على كل رجل يريد الإقدام على الزواج الثاني لظرف من الظروف هو استمالة الأبناء والمحافظة على العلاقة التي كانت تربطه بهم مند البداية لكي لا تنقلب مشاعرهم تجاهه فيما بعد ويتضح بذلك أن الزوجة الثانية أثرت عليه سلبا”.

 من الطبيعي أن دخول امرأة ثانية في حياة الأطفال على أساس أنها أم ثانية له الأثر الكبير على نفسيتهم، لذا وجب على الأب اتباع العديد من الطرق من أجل الحفاظ على استقرار العائلة وكذا الحفاظ على مشاعر الأبناء واعطاء صورة ايجابية عن الزواج الثاني، وعنه تضيف السيدة “منال.ح” مختصة في علم الاجتماع: “من الطرق التي يجب على الأب اتباعها من أجل تبديد فكرة أن الزوجة الثانية حلت محل الأم البيولوجية عنوة وهي امرأة غريبة عن حياتهم، أولا، يجب على الأب أن يشرح للأولاد الأسباب والدوافع التي دفعت به للزواج مرة ثانية، وهو مثلا من أجل مصلحة العائلة لا غير، كذلك يجب أن يحافظ على المسافة في التعامل معهم كما كانت من قبل أو التقرب منهم أكثر والسماع إلى مشاكلهم ومعاناتهم ومساعدتهم، كما يجب عليه إبراز الجوانب الإيجابية لهذا الزواج من الناحية الشرعية والاجتماعية، وإن كانت الأم البيولوجية حية يجب عليه أن يتفادى الصراع بينها وبين الزوجة الثانية أمام الأبناء لكي لا تنشأ عندهم فكرة سيئة عن الزوجة الثانية، كما هو الشأن بالنسبة للزوجة الأولى، يجب عليها أن تعطي فكرة جيدة عن الأب وظروف زواجه من ثانية دون التحريض على الكرة والضغينة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!