الرأي

زيدان رئيسا للجزائر؟

تُشبه حالة الدولة الجزائرية، والأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الوقت الراهن، حالة المنتخب الجزائري لكرة القدم، قبل جيل كريم زياني، الفرنسي الأم والمولد والجنسية ومراد مغني، البرتغالي الأم والفرنسي المولد والجنسية والمشارك مع منتخب الديكة، فكلاهما تائه، ويبحث عن نفسه في مدارس جزائرية عجزت عن إنجاب المقتدرين، وفي بطون أمهات عقرت عن إنجاب الزعماء القادرين على إخراج البلاد من عنق الزجاجة، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو حتى كرويا، في الوقت الذي حافظت المدرسة الفرنسية على خصوصياتها فواصلت العطاء في كل المجالات، وكما تحوّل المنتخب الجزائري إلى جامع للاعبين لا أحد منهم يتقن العربية أو الأمازيغية، ومنهم من لم يزر الجزائر في حياته، وبعضهم من آباء غير جزائريين مثل مبولحي الكونغولي وكاداموري الإيطالي وتايدر التونسي، فإن المشهد السياسي الحالي يوحي بأن الرئاسيات القادمة، قد تكون على شاكلة منتخب رابح سعدان ووحيد خاليلوزيتش بنكهة فرنسية حتى لا نقول روح فرنسية، حيث أعرب ما لا يقل عن أربع شخصيات عن نيتهم في الترشح رغم حملهم لجنسيات أجنبية.

وإذا كانت المادة 73 من الدستور توجب على المترشح للرئاسيات أن يحمل الجنسية الجزائرية وحدها، فإن ما حدث لمختلف الدساتير المُعدّلة على المقاس قد يطال الدستور الحالي، الذي لم يحدث في التاريخ وأن احترمته السلطة، فما بالك بالمواطنين، أما عن تواجد هؤلاء المرشحين في الخارج، وامتهانهم عالم المال والأعمال فإنهم لن يجدوا أسهل من الدفاع عن اختيارهم العمل في فرنسا وسويسرا، ما دام الرؤساء السابقون جميعا من دون استثناء اختاروا العلاج ودفن أسرار أمراضهم في فرنسا وبلجيكا وروسيا وغيرها من البلدان الأجنبية.

في عام 1977 عندما تقمّص اللاعب سحنون، ألوان المنتخب الفرنسي، وصفته الجزائر بالخائن ابن الخائن، والآن يلعب في المنتخب الجزائري 8 لاعبين سبق لهم وأن دافعوا عن ألوان المنتخب الفرنسي في فئاته الصغرى، وأكثر من ذلك فقد استقبِل النجم العالمي زين الدين زيدان، الذي أفنى عمره الكروي في الدفاع عن النشيد والعلم الفرنسين مثل الأبطال من طرف السلطة والشعب على السواء، وفي عام 1962 عندما اختار مصالي الحاج منفاه في فرنسا، وُصف بالخائن ابن الخائن، ومات وحيدا في باريس عام 1974، وقد نجد في الرئاسيات القادمة من تقدّم للرئاسيات الفرنسية، وعندما عجز عن الترشح ولّى وجهه شطر الجزائر، كما فعل الكثير من اللاعبين الذين اختاروا الجزائر، بعد أن تأكدوا بأن أبواب منتخب فرنسا مغلقة في وجوههم.

 

قنوط الجزائريين من الذين يتحدثون باسم الأسرة الثورية، أو باسم الدين الإسلامي أو البُعد الحضاري، حتى تحوّل الشهيد وكتاب الله إلى سجلين تجاريين، يحقق بهما الأفراد مآرب مادية ومسؤوليات غير مناسبة لرجال غير مناسبين، جعل الكثير من الجزائريين يرون أن الحل قد يأتي من خارج الحدود، من رجال حملوا جنسيات أخرى مضافة إلى الجنسية الجزائرية، وكما بذل الحاج روراوة، جهدا في استخراج جوازات سفر جزائرية للاعبين هم حاليا يصنعون ربيع الكرة الجزائرية، قد يلجأ “الحاج المخفي” لاستخراج جواز سفر جزائري لمشروع رئيس الجزائر المقبل؟ 

مقالات ذات صلة