سارة برتيمة: “شيخة البلاد” تكريم لمساهمة الفنانين في ثورة التحرير

كشفت الكاتبة والسيناريست، سارة برتيمة، أنها بصدد التحضير لمسلسل تلفزيوني من 29 حلقة، عن الديفا الراحلة فضيلة الدزيرية، وأضافت برتيمة في اتصال معها، أنها استغرقت خمس سنوات كاملة في الإعداد والبحث التاريخي حول سيرة ومسار واحد من أعمدة الفن الجزائري، فضيلة الدزيرية، بمشاركة نخبة من المؤرخين والمختصين، أمثال عبد القادر بن دعماش والدكتور جمال شعيب من جامعة البليدة والفنان محمد سليم وزهير عبد اللطيف وليلى الجزائرية ومصطفى سحنون وغيرهم.
وقالت كاتبة مسلسل “الدامة” إنها تعتبر مشروعها حول “شيخة البلاد” فضيلة الدزيرية، بمثابة “أم كلثوم الجزائر”، لكونه يعبر مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر ويتناول واحدا من المواضيع غير المطروقة، وهو التراث الفني الجزائري ومساهمة الفنانين الجزائريين إبان الثورة الجزائرية، وكذا الإضافات التي قدمتها الفرق النسوية في تلك الحقبة، سواء كان للفنن الشعبي أم للثورة المضفرة.
يواكب عمل سارة برتيمية الجهود الوطنية في التصدي لحملات سرقة وتشويه التراث الوطني، حيث يركز العمل بحسب كاتبته، عن حياة الجزائريين في عشرينات القرن الماضي، إذ يغطي المسلسل الفترة الممتدة ما بين 1921 و1970 وحياة الجزائريين مطلع الحرب العالمية وما بعدها.
وتأمل سارة برتيمة أن يلقى مشروعها الدعم الذي يستحقه من السلطات العليا في البلاد، حيث أعربت كاتبة مسلسل “الدامة” عن طموحها في أن يحظى مشروعها الجديد بدعم من وزارة الثقافة، لكون عملها يدخل في إطار الحفاظ والدفاع عن التراث الجزائري أمام حملات التشويه والسرقة التي تطاله يوميا، من قبل جهات خارجية تحاول نسبته إلى غير موطنه، خاصة وأنها سبق وتقدمت بطلب مقابلة للوزيرة بقيت حبيسة أدراج مكاتب الاستقبالات.
وكشفت برتيمية أنها استغرقت سبع سنوات في الإعداد والتحضير لعملها، منها خمس سنوات في البحث وعامين في الكتابة، حيث كشفت سارة أنها قامت ببحث معمق حول شخصية شيخة البلاد فضيلة الدزيرية شمل حياتها والحقبة التي عاشت فيها، حيث عادت إلى أرشيف التلفزيون الجزائري وكذا الأرشيف العائلي للراحلة، من خلال تعاقدها مع ابنة أخي فضيلة الدزيرية، السيدة راضية قلي، رئيسة جمعية أحباب فضيلة الدزيرية، التي سهلت لها الوصول إلى الأرشيف العائلي، عندما اقتنعت بجدية المشروع، إضافة إلى شهادات الفنانين والمختصين، على غرار رئيس جميعه القصبة والباحث في التراث الراحل بلقاسم باباسي وأمينة بلوزداد وفتيحة بربار وغيرهم وكذا أرشيف الإذاعة والتلفزيون الجزائري.
وكشفت المتحدثة أنها فضلت اعتماد طريقة في الكتابة تتيح للمسلسل أن يكون عبر تقنية “البلات فورم” أو “المنصات” حتى يسهل توزيعه بأكثر من طريقة. وفي السياق، قالت برتيمة إنها لم تتفق بعد مع أي منتج لتبني العمل، وإن كانت قد تحدث بطريقة غير رسمية مع القائمين على التلفزيون الجزائري، مؤكدة أن التعامل مع التلفزيون الجزائري شيء مشرف جدا، ويبقى خيارا أمثل لتبني عملها، ولكنها تأمل أن يكون لهذا العمل رعاة آخرون لكون الميزانية التي يتطلبها ضخمة، ويفرض إمكانيات كبيرة حتى يكون في مستوى ثراء وغني التراث الجزائري وتنوعه، ورهان الحفاظ عليه والتسويق له على المستوى الدولي.
وفي سياق آخر، كشفت صاحبة المشروع أنه سيتم إطلاق كاستينق وطني لاختيار الممثلين، عبر 58 ولاية. وهذا لاختيار أفضل الأسماء التي تجسد الأدوار التي يتطلبها العمل.