-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ستبقى المدرسة منكوبة…

ستبقى المدرسة منكوبة…

الاتفاق الأخير الذي حصل بين وزارة التربية والمجلس الوطني لأستاذة التعليم الثانوي، والذي أنهى أطول إضراب في القطاع منذ سنوات، قد يكون حلا مؤقتا للأزمة الطارئة في قطاع مريض سنوات، لكنه لا يساوي شيئا أمام الأزمة العميقة التي تعيشها المدرسة.

لذلك فإن الخطاب الخشبي الذي صدعت به وزارة التربية الوطنية رؤوسنا وهي تحاول التأكيد بأن ما حدث هو انتصار للمدرسة التي تجاوزت مشاكلها بالحوار مع أحد شركائها الاجتماعيين، لا يعدو أن يكون محاولة للقفز على حقيقة أن المدرسة منكوبة وأن الملايير التي صبت في ميزانيتها لم تغير شيئا من وضعها لدرجة تصنف فيه التقارير الدولية المدرسة الجزائرية في المرتبة الـ100.

وللإنصاف نقول أن معضلة المدرسة ليس سببها الوزير الحالي فقط، ولا الذي سبقه، ولكن سببها المسؤولون الكبار في الدولة الذين لم يستثمروا في العقول، وجعلوا المدرسة آخر الاهتمامات، وكان المؤشر هو وضع المعلم والأستاذ الذي وضع في مرتبة دنيا في السلم الوظيفي، لدرجة أصبح أي عامل بسيط في شركة بترولية يتقاضى أضعاف ما يتقاضاه الأستاذ، فاختلت الموازين، واهتز سلم القيم في المجتمع، وأصبح المعلم مادة للتندر حتى بين تلاميذه.

يحدث هذا في الجزائر، في وقت استثمرت شعوب أخرى في المدرسة فخرّجت أجيالا مثقفة استطاعت أن تنتج قوتها دون الاعتماد على الريع كما نفعل في الجزائر، وتونس ليست بعيدة عنا، حيث يعد النظام التربوي فيها من أكثر الأنظمة تطورا، بل إن الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة كان يرى أن المدرسة أهم من أي مؤسسة أخرى لدرجة فضل صرف ما تملكه تونس من أموال غداة الاستقلال على تعليم التونسيين بدل شراء الدبابات والطائرات.

ومما ينقل عنه أنه رد يوما على القذافي عندما حذره من الثورة ضده فأجاب “أن يثور عليك شعب مثقف خير من أن يثور عليك شعب جاهل”، وصدق هذا التوقع بعد عقود عندما ثار التونسيون ضد نظام الحكم بالمسيرات السلمية والشعارات الراقية على شاكلة “إذا الشعب يوما أراد الحياة..”، بينما ثار بعض الليبيين ضد القذافي بالسلاح والفوضى والاستعانة بالقاعدة والناتو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • بدون اسم

    لا يكفي ذكر الاسباب و المسببات للكارثة التي آلت اليها منظومتنا التربوية ، بل يجب رد الاعتبار لكرامة الاستاذ المربي : توفير سبل العمل المريح : السكن دخل يكفي الوسائل البيداغوجيا .....؟؟؟؟

  • جلطي مصطفى

    شكرا جزيلا أستاذ على هذه المداخلة القيمة ، بخصوص المدرسة الجزائرية يمن القول أنها على شفى حفرة من الانهيار ، إذا لم نتدارك الاخطاء من الجميع . أنطلاقا من التكوين و الاساس من الطور الاول ، لابد من الاستعانة بخبراء علم النفس التربوي للطفل و المراهق حتى لا نفرط في أطفالنا ، الفقر و الجوع بنخر الجزائريين : الطفل الجزائري يعاني مشاكل نفسية جعلته لا يفكر في التعليم .... لابد من فهم التلميد بعمق كبير و التكفل به هذا أقل شيئ نقوم به تجاهه

  • ابن الجنوب

    مأساة الجزائر تكمن في من تركتهم فرنسا ككلاب حراسة ليس على مصالحها فقط بل على تدميرالجزائرمن الداخل وأعني به ضرب القيم وتحطيم الشخصية الوطنية والسهرعلى تحطيم كل فرديفكر إيجابيا مهما كان مستواه وموقعه فلا التعليم سارفي الاتجاه السليم ولا الاقتصاد ولا البناء ولا تأسيس لدولة مؤسسات فالترقيع هو الطريق الوحيد الذي سلكه نظام الاستقلال والنهاية معروفة مسبقا فالبوادرتوحي بأن هذ الكيان الجزائري بدأت معالم تفككه تظهر واضحة وجلية وفرنسا أستعادت السيطرة على المدرسة الجزائريةونهايةأجيالنا أيضا معروفة

  • أمل

    المدرسة الجزائرية ستبقى منكوبة بسبب سياسة الدولة وضعف المستوى والله أنا الجيل القادم سواء من المتمدرسين أو المدرسين أسوء مما هو موجود اليوم فهم لا يملكون أبجديات التعليم فرغم مستواهم الجامعي لا يفرقون بين الاسم والفعل والمتمدرس نجده لا أخلاق والتربية فمدرسا ما ذهبت فى مهب الريح

  • مروى جزائري

    انا جزائرية قلبا و قالبا و دما و تاريخا , اما عن التعريب فلا يلزمني و لا يلزم الجزائريين في شيء الا اذا كان مجرد لغة و اداة للقول و الكتابة . الهوية ليست هي اللغة فقط و الا لكان بعض السكان الاصليين في افريقيا بريطانيين , بما انهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة . انا امازيغية و فخورة بامازيغيتي و ناكر اصله لا ياتي بشيء جميل ....

  • الاديب/بوخاتم حمداني

    العيب موجود في البرامج والاطارات والهياكل والاصلاح الذي افسد المدرسة الابتدائية مقصود بدليل انخفاض المستوى التعليمي ، وتوظيف من هب ودب وخاصة ((اصحاب المعرفة))والبزنسة في الكتاب المدرسي بزيادة الماء للبحر ، واقصد دور النشر التي لايهمها الا الربح المادي ، وانطبق علينا مثال المرحوم بوعلام بن حمودة ((دير 15 واربط))في كل مرة يستبدل البرنامج القديم بالجديد فيستفيد الناشر ماديا وينخقض المستوى التعليمي ، وتسير المدرسة من سيئ الى اسواوالحل هو الخوصصة التي تقضي على البزنسة والاتجار وا

  • بدون اسم

    عجبت لما تقولين ياأيتها الجزائرية الأصيلةكيف تعلقين كل المصائب التي لحقت بالجزائر الغالية من بعد الاستقلال على التعريب الذي هو جزء من هويتك شئت ام ابيت أتمنى أن تكوني موضوعية أكثر فهذا لا يليق بانسان واعي يدرك حقيقة الأمور

  • الاديب/بوخاتم حمداني

    ضرورة المجازفة بالمدرسة الابتدائية في القطاع الخاص ، تمليها الظروف التي جعلت قطاع البناء ينجح بالصينيين ويقفز قفزات عملاقة في انجاز المشاريع ، والعودة بالمستوى الدراسي الى عهده(( لاينجح الا من يحصل على معدل 10)) لانالعيب كل العيب في نجاح الكل والبزنسة باسئلة الامتحان وتسريب اسئلة البكالوريا مما جعل شهادة الليسانس 2013 تعادل الشهادة الابتدائية1971 واعادة التاريخ والتربية الاسلامية الى البرامج والحد مناللغة الفرنسية التي اصبحت ضرة للعربية ، ولا باس من دخول المتوسط

  • الاديب/بوخاتم حمداني

    المدرسة الابتدائية
    دخلتها كممرن يوم20/9/1971 وخرجت منها كمدير يوم 31/8/2013 وخلال مدة 42 سنة التي قضيتها في هذه المدرسة التي تسميها منكوبةشربت المر والامر وذقت العلقم وتوضات بالحنضل وكدت افقد عقلي بعدما فقدت طاقتي البدنية واصبت بعدة امراض مزمنة لاتزال تنغص عيشي كنا نتقاضى مبلغ 49000 الف سنتيم شهريا ، وكان المعلمموضوع تهكم واستهزاء وسخرية من طرف مجتمع جاهل ، وبعدما تحسنت الرواتب الشهرية بقيت المدرسة على حالها، والحل هو القطاع الخاص المنافس ، والا ستبقى المدرسةعلى حالها

  • محمد

    فعلا ،ستبقى المدرسة منكوبة إلى أجل غير مسمى ،لأن وزارة
    التربية بدون رأس !!!
    و إذا غاب الرأس غاب التفكير و التسيير و التدبير و الإصلاح ،و حلت
    الفوضى و التسيب و الارتجال !
    و حفظ الله جزائرنا !

  • مروى جزائري

    المدرسة الجزائرية قامت بتخريج الارهابيين و المتطرفين و العنف , خاصة بعد القضاء على التعليم الذي ورثناه عن المستعمر بالرغم من النقائص الموجودة فيه , ثم عملية التعريب التي اسندت الى اساتذة من الشرق فكان التعريب على هذا الشكل اخطر من الاستعمار . و الطامة الكبرى كانت مع سياسة الابواب المفتوحة لكل الشيوخ و انصاف العلماء الهاربين من بلدانهم الذين استثمروا في الشباب الجزائري سنوات الثمانينات ليصبحوا فيما بعد نواة للعمل الارهابي لعشريتين كاملتين مازالت اثارهما الى الان .

  • أمل

    أستاذي المبجل ما قلته حقيقة فرغم أنني قضيت زهرة شبابي في هذا القطاع أصدقك القول أنني كرهت العمل بكل مال لكلمة من معنى لأنني أرى أن كل يوم تدني المستوى والأخلاق فلم يبقى فى القطاع إلا القلة القليلة التي مازالت نتفانى فى أداء عملها أما الأغلبية فلا ضمير والسبب فى ذلك هم الوزارة التي جعلت المعلم لضحكة أمام أبناءه مع الأسف

  • نبيل

    العبوا بكل شيء كيفما شئتم الا المدرسة عواقبها دائما سلبية ووخيمة يرحم والديكم