-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سجل‭ ‬تجاري‭!‬

قادة بن عمار
  • 7236
  • 0
سجل‭ ‬تجاري‭!‬

يستعمل الوزير الأول وزعيم حزب الأرندي كلمة السجل التجاري أكثر من أي كلمة أخرى في خطاباته، ومن بينها خرجته الإعلامية الأخيرة بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب الذي مايزال ينظر إليه الكثيرون، داخل الأرندي وخارجه، أنه صنيعة الإدارة وثمرة التزوير، وبأنه وليد غير‭ ‬شرعي‭ ‬لاتفاق‭ ‬أطياف‭ ‬النظام‭ ‬وأركانه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭!‬

أويحيى ينظر إلى دفاع تركيا واتهامها لفرنسا بارتكاب مجزرة في الجزائر على أنها استعمال لدماء الجزائريين كسجل تجاري من طرف أردوغان وجماعته، كما أنه يتهم حليفه السابق في التحالف، حركة مجتمع السلم على أنه يقفز للمعارضة في الدقائق الخمس الأخيرة بحثا عن استعمال هذا‭ ‬الانقلاب‭ ‬كسجل‭ ‬تجاري‭ ‬لمخادعة‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوان‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬اتهام‭ ‬حليفه‭ ‬المستمر‭ ‬الأفلان‭ ‬باستخدام‭ ‬التاريخ‭ ‬والثورة‭ ‬والوطنية‭ ‬كسجل‭ ‬تجاري‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الأغلبية؟‭!!‬
ومواصلة لفكرة السجل التجاري، يقول أحمد أويحيى أن حزب العمال ينتقد الإصلاحات الأخيرة للرئيس تارة، ويتهم الأرندي بإفراغها من محتواها تارة أخرى، بحثا عن سجل تجاري يبرر وضع لويزة حنون لرِجل في المعارضة، وأخرى في السلطة، في حين يرى بأن النقابات ماتزال تستعمل آهات العمال ومشاكلهم وأيضا قرارات طردهم وتسريحهم على أنها سجل تجاري للعبث بمشاكل أولئك الجزائريين البسطاء والزوالية المقهورين، في مقابل الاحتفاظ بالمصالح المالية الخاصة، ولأويحيى رؤية خاصة في أحداث جانفي المعروفة بثورة السكر والزيت، حيث أنه وعلى عكس لجنة التحقيق البرلمانية، يتهم محركي تلك الفتنة بأنهم كانوا يرمون لاستعمال مشاكل المواطنين الاجتماعية وضعف قدرتهم الشرائية كسجل تجاري لتصفية الحسابات مع الجزائر من الخارج، وهنا، لا يتوقف أحمد أويحيى عن اعتبار الربيع العربي برمته سجلا تجاريا يبحث البعض من ورائه عن خلق‭ ‬الفتنة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬مبينا‭ ‬بأن‭ ‬الجزائر‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬ربيع‭ ‬عربي‭ ‬حتى‭ ‬تثور؟‭!!‬
خصوم أويحيى داخل الحزب وخارجه، ليسوا في نظر الوزير الأول، سوى هواة لممارسة العبث بحثا عن سجل تجاري لتحقيق المصالح الخاصة، أمّا منتقدو الانتخابات التي أتت بالأرندي إلى الساحة، باعتباره حزبا وُلد بالموسطاش ذات سنة كبيسة في الديمقراطية، ليسوا سوى من أتباع السجلات التجارية التي تغري أويحيى بنقد أصحابها، كما أن المشككين في موالاة الأرندي للإدارة، وتبعيته لأجهزة خاصة في السلطة، وقفزه فوق الإرادة الشعبية، وقبوله اتخاذ قرارات لا تخدم المصلحة العامة، وتخطيطه للانقلاب على الرئيس الذي اختفى وراء برنامجه كل هذه السنين،‭ ‬ليسوا‭ ‬سوى‭ ‬متآمرين،‭ ‬عبثيين،‭ ‬مندسين،‭ ‬عاجزين‭ ‬سياسيا،‭ ‬ومختلين‭ ‬عقليا؟‭!!‬
هكذا يرى أويحيى خصومه، وهكذا يريد منا نحن أن نرى خصومه، ولا غرابة غدا عندما تنتهي الانتخابات، وتكشف حجم الأرندي الحقيقي، بعيدا عن انتفاخه السلطوي وشوكته الإدارية، أن يخرج علينا أويحيى نفسه ليتهم الشعب الذي لم يختره بأنهم من أصحاب السجلات التجارية الباحثة عن‭ ‬تحويل‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬لرهينة،‭ ‬وحينها‭ ‬سيكون‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬فات،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطابات‭ ‬قد‭ ‬أفلس،‭ ‬وزمن‭ ‬مصادرة‭ ‬إرادة‭ ‬الشعوب‭ ‬قد‭ ‬ولّى‭.‬

    أضف تعليقك

    جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

    لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
    التعليقات
    0
    معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!