-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توجه صحي نحو أكثر من 10 بهارات جديدة

سوق التوابل الرمضاني ينافس الصيدليات

 وهيبة. س
  • 221
  • 0
سوق التوابل الرمضاني ينافس الصيدليات
أرشيف

توسع سوق التوابل في الجزائر، وتنوعت سلعه، وباتت فنا، وديكورا يميز بعض المحلات، إلى درجة التشابه بينها وبين الصيدليات، فالمتجول يلاحظ الكم الهائل من التوابل المختلفة التي يلتف حولها المتسوقون.. رمضان في تقاليد المطبخ الجزائري لا يمكن أن يمر دون أن تعطره التوابل المختلفة وخاصة ما تعلق منها بطبق المائدة “الشوربة” أو”الحريرة”.
ومع بداية الشهر الكريم، تبدأ روائح التوابل والبهارات تملأ أرجاء الأسواق، والأزقة والأحياء، بل إن الكثير من التجار يجعلون منها تجارة موسمية مربحة، يتفننون في عرضها، لكن ما يميز رمضان 2024، تلك الأنواع الجديدة من التوابل المستوردة التي التفت إليها الجزائريون في ظل الوعي الصحي الذي ساهمت فيه وسائل الإعلام و”السوشيال ميديا”، وجائحة كورونا.
ومن خلال جولة استطلاعية عبر محلات جديدة تزينت بحلة تجلب الزبائن، وأسواق شعبية عرفت منذ سنوات بالإقبال الواسع للمواطنين عشية رمضان، حيث يتنافس تجار الطاولات والباعة الموسميون في عرض أنواع جديدة ويتفننون في طريقة عرضها في أكياس مختلفة، أو علب وأوان زجاجية.

توابل جديدة.. وخلطات جاهزة بحسب الأطباق
وفي سوق ساحة الشهداء، أين كانت بعض النساء المتجولات يحرصن على اقتناء مجموعة واسعة من أنواع التوابل، بعضها في شكل حبوب تفضل بعض ربات البيوت، تحميصها وطحنها في البيت، حفاظا على الرائحة والنكهة، وتجنبا للوقوع في عمليات احتيال من طرف بعض الباعة الذين يسوقون توابل قديمة ولا رائحة لها.
واتضح من خلال زبائن سوق التوابل، الاهتمام البالغ ببعض البهارات مثل الكاري والكركم، الكروية والكمون، والهيل والقرفة والزنجبيل، والفلفل الأسود والأبيض، القرنفل، واليانسون النجمي، وبعض الأعشاب كالرند والنعناع والزعتر والزعيترة.
وقال أحد الباعة إن التوابل المعبأة في أكياس مضادة للرطوبة، أكثر ما يفضله الزبائن، حيث لم تعد تثير تلك المعروضة في أكياس كبيرة والمعرضة للهواء والأتربة، اهتمامهم، فالحرص الشديد على بقاء رائحة التوابل والبهارات أمر مطلوب عند الأغلبية.
وفي محل جديد بحسين داي، فتح لاستقبال الزبائن في رمضان تحت شعار “سلة وغلة”، كان لجناح التوابل ديكور يجلب الانتباه، وخاصة أنها أنواع عديدة ومتنوعة، معبأة في أوان زجاجية مغطاة، وعلب كبيرة الحجم، وأيضا علب صغيرة تباع معبأة بنوع البهار أو العشب المجفف الخاص بالتتبيل.

خلطات توابل لإنجاح مختلف الأطباق
وقال أحد الباعة، إن الكثير من العائلات باتت تشتري خلطات توابل جاهزة، وكل خلطة تتعلق بطبق معين، فعلى غرار “رأس الحانوت” الخاص بـ”الشوربة” و”الحريرة”، هناك مزيج لبهارات وأعشاب خاصة بـ”طاجين” الزيتون، والدجاج المشوي أو المحمر، وأطباق “المحشي”، و”الشطيطحة”، و”الدوارة”، و”البوزلوف”، و”المثوم”، و”الغراتان”، وأطباق “الحوت”، وكل هذه الخلطات تغني السيدات في المطبخ عن شراء كميات كبيرة وأنواع عديدة من التوابل.
وبحسب ذات المتحدث، فإن أسعار خلطات التوابل تتراوح ما بين 1000دج إلى 2000دج للكيلوغرام، موضحا أن أكثر التوابل غلاء هو القرنفل بسعر 7500دج للكيلوغرام، والفلفل الأبيض بـ3500دج، والكمون السوري بـ2200دج للكيلوغرام، وأما زعفران الشعرة، فكمية ضئيلة جدا منه تباع بـ100دج وهي بمثابة “قرصة” باليد.
وما ميز سوق التوابل لرمضان هذه السنة، هو تنافس شركات إنتاج المواد الغذائية، في توفير علب جاهزة للاستعمال المباشر معبأة بأنواع البهارات والأعشاب الجافة، والخلطات، وتحمل معلومات كتاريخ الإنتاج ونهاية الاستهلاك، وفوائد كل نوع، وهي علب محكمة الغلق، تباع أيضا في القصابات ومحلات بيع اللحوم البيضاء وفي المراكز التجارية.

قائمة “الزنجبيليات” تتوسع.. وأكثر من 10 توابل جديدة تدخل مطبخ الجزائريات
وحول الموضوع، أكد نائب الأمين العام للفيدرالية الوطنية لمحترفي النباتات والمواد الطبيعية، ثامر مزهود، لـ”الشروق”، أن زبائن سوق التوابل في رمضان، يتوجهون إلى اختيار الأكثر ثقة، والأنسب لأطباق موائد الإفطار، مشيرا إلى أن اغلب هذه التوابل والبهارات مستوردة مما زاد في سعرها مع بداية رمضان بنسبة 40 بالمائة، حيث لا تمثل المحلية سوى 25 بالمائة في هذه السوق.
وقال إن أكثر من 10 أنواع جديدة من التوابل المستوردة خلال السنوات الأخيرة، عرفت طريقها إلى المطبخ الجزائري، وخاصة بعد جائحة كورونا، وهي بحسبه، أغلبها من “الزنجبيليات”، حيث يرى بأن الفلفل الأسود والأبيض لم يعد مطلوبا بكثرة، لما له من تأثير على الهضم بعد الإفطار.
وبحسب مزهود، فإن التوجه للأعشاب المجففة والمعطرة، أكثر من بعض البهارات، ثقافة بدأت تنتشر عند الجزائريين، وذلك حفاظا على صحتهم، ومواجهة لبعض الأمراض المصابين بها، كالقرحة المعدية مثلا، فقد تعودت بعض العائلات على 30 عشبة كالزنجبيل والقسط الهندي، وغيرها خلال فترة المخاوف من عدوى كورونا، علما أن، بحسب المتحدث، أغلب الأعشاب والتوابل والبهارات تستورد من الهند، وباكستان، ومصر، وإندونيسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!