سيّدة تغسل الأجهزة الكهربائية وأخرى تمسح الخبز بالماء!

من بين كل مائة امرأة، هناك ثلاث نساء مصابات بوسواس النظافة، وهو الوسواس الذي يستنزف الجهد والوقت ويقود إلى الاكتئاب.

والوقوع في هذا الاضطراب، يفتح على المرأة سيلا من الأفكار والمخاوف التي تجعلها في حرب معلنة على ميكروبات خفية تتوقع وجودها في كل مكان.

ولا شك أن البحث عن هذا النوع من النساء لا يحتاج إلى وقت طويل، أو تقص مضن، فيمكن أن تكون هذه “الموسوسة” هي أختك، أو أمك، وربما تكونين أنت.

معاناة يومية

حول هذا الموضوع، تقول سيدة أطلقت على نفسها اسم”حلزونة”:

“أنا أعاني من الوسواس القهري في نظافة الأواني التي أتناول فيها الأكل، وكذلك اختيار نوعية الطعام”.

وتعترف “حلزونة” التي ربما قصدت إطلاق هذا الاسم على نفسها: أنها تهرب من “كل ما هو مستورد ومعلّب ومجمّد ومعالَج”.

مضيفة “ترهـبـني كثرة الدسم في الأكل والحلويات، والملوّنات الغذائية، والجيلاتين”.

واستخلصت أن”آخر الدراسات تقول أن معظم البشر لديهم وسواس قهري اتجاه شيء ما، فحياتنا تصقلها الصُّدف والتجارب والصّدمات، كلٌّ منها يترك أثره على الفرد، مُخلّفا وراءه ما يسمّى بالوسواس القهري”.

أما السيدة جميلة، التي عرفت هذا النوع من الوسواس، الذي ترفض أن تسميه اضطرابا، في سن مبكرة جدا.

بدأ هذا الأمر لديها كنوع من النظافة، ثم تطور إلى الوسواس الذي حرمها من أن تكون إنسانة طبيعية.

فالسيدة جميلة، تقضي ساعات طويلة في المطبخ، ولا تترك شيئا إلا وغسلته بالخل وماء “جافيل”، وترفض أن يدخل معها المطبخ شخص آخر لأنها تعتبره مصدرا للميكروبات.

وليس غريبا أن تحرم جميلة نفسها من أنواع كثيرة من الأكل الذي تعتبره ملوثا بالجراثيم، حتى ولو كانت بيضة “طبيعية”، لأنها “تتهم” الدجاجة التي “باضتها” بأكل النفايات المنتشرة في الأرياف، مثلما ترفض أن تأكل الديك الرومي”الداند”لأنها “ضبطته” ذات مرة وهو يأكل فأرا!

أما عندما تشتهي الطعام أوالحلويات التي تباع في المحلات، فتضطر إلى غسلها بالماء، مثل “الزلابية” التي تضعها تحت حنفية الماء قبل أن تأكلها.

والخبز الذي تمسح عليه بالماء!

وكثيرا ما تضع هذه السيدة أقاربها في موقف محرج عندما تطلب منهم أن يؤكدوا لها على أن الطعام الذي قدموه لها نظيفا، أما إذا شكّت في الأمر، فتكفي بـأكل السلطة فقط.

والمشكلة بالنسبة للآنسة فتيحة التي تعدّت الخمسين دون زواج، أعقد بكثير، لأن النظافة بالنسبة لها هي أن تفتح براغي التلفزيون وتمسحه من الداخل بقطعة قماش مبللة ما تسبب في إتلافه.

ولا يختلف الأمر كثيرا عن سميرة التي تقول أمها إنها ليس لديها مشكلة في غسل الأجهزة الكهربائية بالماء!.

أعراض الإصابة بوسواس النظافة

قد يبدو لك الأمر عاديا، وأنت تنظفين بيتك بطريقة مبالغ فيها، وتعتقدين أنك وصلت إلى قدر كبير من”الشطارة”ما جعلك تمارسين أشغالك المنزلية بهذا ” التركيز” العالي.

ولكن خبراء علم النفس يقولون لك أنك دخلت دائرة الوسواس القهري، ويمكنك أن تتأكدي من ذلك إذا ظهرت عليك هذه الأعراض أيضا:

– الاستحمام المتكرر وغسل اليدين باستمرار وفي أوقات متقاربة

– التفكير المفرط في الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة ومحالة تجنب هذه الأمراض بالنظافة المبالغ فيها.

– كثرة الشكوك بالأخريين وأنهم ناقلون للأمراض والأوبئة.

– قضاء وقت طويل في الغسيل والتنظيف ثم تكرار المهمة أكثر من مرة.

– التحقق المبالغ فيه من نظافة الأسطح التي سبق وأن نظفتها.

– الشعور الدائم بالخوف من تلوث بيتك بالجراثيم غير المرئية مما يسبب لك حالة القلق والإجهاد العصبي.

– البحث الدائم عن الكمال في التنظيف والترتيب، وعدم السماح للآخرين بمشاركتك في العمل.

– غسل اليدين بشكل مبالغ فيه خوفا من انتقال عدوى الجراثيم مما يسبب لك تقرحات جلدية.

استعمال مواد تنظيف كيميائية بشكل مستمر الأمر الذي ينشأ عنه حساسية الصدر وأمراض تنفسية قد تكون خطيرة .

كيف تتخلصين من هذا الاضطراب؟

يؤكد الباحثون أن وسواس النظافة قد يعمل على تهديد وظائف جهاز المناعة ويسبب أنواعا مختلفة من أمراض الحساسية، لذلك يقترحون عليك هذه الحلول:

– محاولة التحدث مع النفس وإقناعها بضرورة الإقلاع عن التنظيف الجنوني.

– محاولة إشغال نفسك بشيء آخر غير التنظيف، واللجوء لما يسميه الخبراء علم النفس ب”الفطام “التدريجي للأشغال المنزلية التي تداومين عليها بشكل مرضي.

– خفض ساعات التنظيف وعدم الالتفات إلى كل التفاصيل.

– تعمّد ترك بعض الأماكن دون تنظيف عميق من أجل التعود على وضع جديد.

– ملامسة مقابض الأبواب دون غسل اليدين، وهو ما يسمى في علم النفس بالإغراق، أي تعريض الشخص الموسوس للموقف دون السماح له بتحقيق رغبته في غسل اليدين.

– الغوص في أعماق المشكلة، وتحديد أسباب حدوثها، والكشف عن تاريخها الطبي.