شباب وفتيات يحجون الى الشواطئ من أجل الرذيلة !
تحولت الكثير من الأماكن الخضراء وكذا الشواطئ من فضاءات للراحة والاستجمام إلى أماكن لممارسات المحظور الذي ينبذ حتى في الخفاء، مشاهد لطخت الواجهة الجمالية لها، شباب وشابات يمارسون طقوس العلاقة الحميمية على مرآى العام والخاص، من دون وجل ولا حياء، تحولت هذه المساحات من متنفس للعائلات إلى أوكار لعناق العشاق، فلم يكفنا أنها تعد على الأصابع حتى تحولت إلى فضاء لقضاء ساعات طويلة بين الجنسين لممارسة الحرام، كانت بالأمس تفتن كل العائلات عندما يقصدونها من أجل الراحة والتركيز، أما اليوم فأصبحت تشمئز منها النفوس من جراء هذه الأفعال.
هذا هو حال الكثير من الشواطئ والمساحات الخضراء في الجزائر، طغت عليها الكثير من الأفعال المشينة، من طرف شباب يتخذونها لممارسة الرذيلة والعناق المحرم والفعل الفاحش، حتى في وضح النهار وأمام المارة من دون حياء، خاصة أمام العائلات التي أصبحت تهجر هذه الأماكن بمجرد الوقوع في هذه المشاهد الصادمة التي هدمت أواصر الحشمة والحياء، وقلّلت من مروءة الكثير من الأفراد، وأسقطت قناع الأنوثة عن الكثير من الفتيات اللواتي اتخذن هذه الأماكن لزرع الفتنة واخدش كرامة عائلاتهن بالاسم المستعار للرذيلة وهو الحب والألفة والعشق الذي لا مهرب منه، إلا رمال البحر والأماكن الخضراء من أجل إطفاء غريزتهن حتى ولو كان في الحرام، بل أكثر من هذا بالمجاهرة وهتك حجاب الستر. كانت هذه الأفعال فيما مضى من المحظورات عند العام والخاص حتى في الخفاء أو حتى تحت جنح الظلام، لكن اليوم تحولت إلى أفعال عادية تمارس في العراء وفي أماكن مخصصة للراحة، فحولوها إلى مساحات للفسق والرذيلة طيلة أيام السنة، والعشق في وضح النهار من غير مبالاة لا بالأخلاق أو العرف وحتى لمشاعر الأفراد سواء كانوا فرادى أو رفقة العائلة، وكأن الأمر عادي ولا يتنافى مع واقع الأسر وتقاليد المجتمع الجزائري الذي بقي إلى وقت غير بعيد مجتمعا محافظ على أواصر الحشمة والحياء، حتى ظهرت الكثير من الممارسات الخبيثة التي كشفت الستر عن خصوصية الأفراد، على غرار هذه الأفعال التي كان ومايزال الشباب الطائش الراعي الرسمي لها.
إن المجاهرة بهذه الأفعال، اقتلعت الكثير من الأخلاق الحميدة في مجتمعنا، ضربت بذلك الكثير من العادات والتقاليد عرض الحائط كانت فيما مضى الرابط الروحي الذي يربط الأفراد في مجتمع مسلم تربى على الأخلاق الحميدة منذ وقت بعيد، لكن تصدعت هذه القيم في حضرة شباب اتخذوا غريزتهم مطية لهم حتى في الأماكن العامة أو العائلية، وظهر الفساد في البر والبحر، وشاع بين الناس وأصبح تقليدا لكل الشباب، فتراهم يحجون إلى هذه الأماكن طوال أيام السنة من دون استثناء، فلا حر ولا قر منعهم من الوقوف على عتبة الحرام، فتحولت أماكن الراحة من مساحات خضراء وشواطئ البحر إلى ملهم للضرب على أوتار أفعال الرذيلة والفسق في وضح النهار.
شباب وفتيات يحجون إلى الشواطئ من أجل الرذيلة
تحولت هجرة الكثير من الشباب في الآونة الأخيرة إلى الشواطئ لا للصيد والتمتع بالنظر إلى تقلبات أمواج البحر والتركيز وحتى ممارسة الرياضة، وكذا الترويح عن النفس بالطرق المشروعة أخلاقيا واجتماعيا، لكن إلى ممارسة الرذيلة مع مراهقات وفتيات رضين بأن يكون لهن دور العشيقة الغارقة في وحل الخطيئة من غير حرص على شرفهن ولا على شرف العائلة، فتحن بذلك أبوابا عديدة لممارسة خبيثة سنتها الكثيرات من الفتيات من بعدهن، يزاحمن بعضهن بالجلوس في الأماكن المنحدرة والمختفية عن أعين الناس وإن كن ظاهرات للعيان من أول توجيه للبصر للكثير من الناس إلى هذه الأماكن، فتراهم مثنى مثنى في عناق طويل يدعون فيه الرومانسية والحب الهادئ وهو في الأصل ما هو إلا غريزة شهوانية تمارس في العراء وأمام أعين الناس من غير وجل ولا حياء، أضفن بذلك إلى قاموس المرأة في مجتمعنا صفة أخرى لم تكن لديهن بالأمس وهي “امرأة من دون حدود ولا ستر”.
إن لم تستح فافعل ما تشاء
إن إقدام الكثير من الشباب والفتيات على هذا الفعل وهو ممارسة الحرام والجهر به، يوحي بانعدام ماء الوجه للكثير منهم، فمن يمارس طقوس العناق ويقاسم الفراش مع امرأة في شاطئ البحر وفوق الصخور، وفي مكان عام لا يمكن أن يكون إنسانا طبيعيا بالفطرة، سلوكيات مهدت لزوال الكثير من الأخلاق الحميدة التي بدأت تندثر في زحمة الممارسات الشاذة التي أتى بها العديد من الشباب الطائش الذي لا ينتهي عن الخلق السيء فحسب، بل يأتي به وعلى مسمع ومرآى الناس مجاهرا بالرذيلة والفسق.
في غياب الرادع الأخلاقي يستوجب وجود رادع مادي للقضاء على هذه الظاهرة
تفشت هذه الظاهرة بشكل رهيب في الكثير من الأماكن، لا نتحدث حصريا هنا عن العاصمة فقط، لكن في الكثير من الولايات التي تتوفر فيها هذه الأماكن للراحة من المساحات الخضراء، وفي المدن الساحلية التي تمتلك شواطئ خلابة للسباحة و الاستجمام، غير أن مثل هذه الظواهر المخلة بالحياء والآداب العامة للمجتمع خدشت الصورة الجمالية لها، وهذا في غياب الرادع الأخلاقي لدى الكثير من الشباب الذين يمارسون طقوس الحرام في هذه الأماكن، لذا استوجب في الكثير من الأحيان الاستنجاد بوسائل مادية أخرى من شأنها القضاء على هذه الظواهر واستئصالها من المجتمع الجزائري، على غرار الكثير من الحدائق العامة اليوم التي ألزمت في الكثير من الأحيان توظيف عمال يحرسون على عدم تجاذب الجنسين في هذه الأماكن وممارسة العناق المغشوش، بل فيه الكثير من الأماكن التي أغلقت في وجه الشباب المرافقين للمراهقات، تجنبا لتشجيع التلامس بينهم أمام العائلات، وهي من الخطط التي تقف حاجزا أمام هذه الظواهر وإن كانت نتائجها محدودة، غير أنها تقلل حتى ولو بصورة قليلة من انتشار ظاهرة الجهر بالمعصية في مجتمعنا ،كان من الواجب أن يكون ضميرنا وأخلاقنا المانع والجرعة التي نشربها من أجل الإبقاء على ماء وجهنا، لكن للأسف لم تصبح هذه المضادات الحيوية مفيدة مع شباب يتقن فن الرذيلة وبدرجات ممتازة من دون منازع، بل أكثر من هذا مجاهرا بها.
ممارسات سمحت بكثرة الاعتداءات والمناوشات في هذه الأماكن
إن هذه الممارسات التي يقوم بها العديد من الشباب بإقدامهم على هذه الأفعال المخلة بالحياء أمام المارة سمح بكثرة الاعتداءات عليهم في الكثير من الأماكن، خاصة في الشواطئ التي تكون في معزل عن الناس، وصلت إلى حد القتل في بعض الأحيان، فقد فتح الكثير من الشباب على أنفسهم أبوابا عديدة للعنف تجاههم سواء من أجل السرقة من طرف الشباب المتهور أو المخمور أو المتعاطي للمخدرات، أو فيهم من الأشخاص ممن لا يقبلون حتما بهذه الممارسات في الأماكن المخصصة لراحة العائلات التي خدشت حياء الأسر التي تزور هذه الأماكن من أجل الراحة في كل نهاية أسبوع أو في العطل السنوية رفقة الأولاد، لذا تقع الكثير من المناوشات بين من أتى مع عائلة محترمة مربوطة بروابط شرعية، وبين من هو مع فتاة ربطته معها الشهوة والجهر بها لا غير.
وتبقى هذه الأخلاق الشاذة التي ظهرت مؤخرا في مجتمعنا ظواهر خاصة لتدني درجة الانحطاط في مجتمعنا، فحين أصبح الفرد يمارس الرذيلة على قارعة الطريق فانتظر الساعة.