-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أقواس

شكرا لك عبد الحق بن شيخة. نعم شكرا لك!!

أمين الزاوي
  • 8533
  • 3
شكرا لك عبد الحق بن شيخة. نعم شكرا لك!!

بدءا قد تستغربون وضعي هذا الذي أكتب منه، وكذا الموضوع الذي أكتب عنه، والذي يجعلني شبيها بحال اللاعب المتسلل، قد تتساءلون: كيف لأديب مثلي غارق في كتب الرواية والشعر والفلسفة أن يحشر قلمه في متاهة كرة القدم؟ صحيح فأنا لم أحبب يوما هذه اللعبة، وقد تستغربون أيضا لماذا أشكر المدرب الوطني الفاشل بامتياز السيد عبد الحق بن شيخة الذي مرمد البلد والعباد؟

  • شكرا لك عبد الحق بن شيخة. نعم شكرا لك!!  
  • مع ذلك أصر وأقول شكرا للمدرب عبد الحق بن شيخة على استقالته التي جاءت بعد فضيحة على المباشر وما أكثر فضائحنا المستورة منها والتي بدون غطاء.  
  • وأنا أتابع غضب الشارع الجزائري كرد فعل على الهزيمة الكروية التي لحقت بالفريق الوطني أمام الفريق المغربي، وأنا أستمع أيضا إلى التعليقات الشفوية وأقرأ ما كتب على الإنترنت أو في الصحافة المكتوبة وهي تلاحق المدرب الوطني عقب استقالته و”هروبه” إلى فرنسا ناقمة شاتمة مستنكرة، أمام كل ذلك تساءلت:
  • ماذا لو كان هذا الشعب الغاضب الهادر بشبابه وشيوخه، نسائه ورجاله، قد مارس نفس الغضب ونفس الرفض وذات التجند ضد المسؤولين الفاشلين في القطاعات الأخرى؟ ماذا كانت ستكون النتيجة؟
  • أليست هزيمة الجزائر في الصحة والتعليم والصناعة والسياحة والدبلوماسية وغيرها من مجالات التنمية بكل تفرعاتها أكبر وأعظم من هزيمتنا في كرة القدم؟ أليس ما يرصد وما رصد لهذه القطاعات وغيرها يتجاوز الخيال بالمقارنة إلى ما يرصد لها لدى جيراننا في الغرب أو الشرق أو الجنوب، وحتى في بعض بلدان الشمال؟ أليس ما رصد لقطاعات فاشلة وهي مستمرة في هاويتها أكبر بكثير مما رصد لقطاع الكرة والرياضة بشكل عام والنتيجة الإخفاق بكل الألوان.
  • أما كان لهذا المواطن “المغبون” أن يكون سعيدا سعادة كبرى لو أن كل مسؤول فاشل طارده الشعب بنفس الطريقة التي طارد بها مدرب الفريق الوطني لكرة القدم. أما كان لهذا الشعب أن يكون سعيدا سعادة لا تقدر لو أن كل مسؤول فاشل، تحت الضغط، قدم استقالته ورحل إلى فرنسا على عجل مثلما فعل ابن شيخة.
  • أما علينا أن نقول لفرنسا وهي تستقبل الفاشلين من هذه الرهط من المسؤولين، أن نقول لها شكرا وألف شكر، خذيهم واحضنيهم وافرحي بهم، إنهم لك يا فرنسا.
  • في كل بلدان الدنيا هناك ثقافة الاستقالة التي تنم عن سلوك حضاري سياسي، أما في بلادنا كلما ظهرت للعيان فضيحة مسؤول وصعدت روائحها النتنة في كل الاتجاهات ينظر هذا الأخير إلى منتقديه قائلا بنوع من الشماتة وبلغة استخفاف وسخافة: دزو معاهم!!
  • لسوء حظ أهل كرة القدم الفاشلين أن هزيمتهم وفضيحتهم يتحكم فيها الحساب العاري المباشر، فالمنتصر معروف والمهزوم معروف للعامة، وحجم الهزيمة مكشوف وجسدها عار، أما القطاعات الأخرى والتي فيها الهزيمة أفدح من هزيمة ابن شيخة، فإنها لا تتجلى بسهولة للشعب المغلوب على أمره الغارق في خطابات انتصارية مغشوشة. لذا فالقطاعات الفاشلة الأخرى عندنا تحول الهزيمة إلى “انتصارات” كاذبة، لأن كل شيء يخضع لقوانين اللعب السري المنفوخ بإعلام دعائي لا يزال يعيش في زمن بريجنيف، فإذا كانت لعبة كرة القدم تقوم على سلوك واضح وقوانين لا لبس عليها في المقابل، تقوم قطاعات التنمية في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية على لعبة قوانينها غامضة، وهو ما يجعل المهزوم يبدو منتصرا وإن إلى حين.
  • كم سيكون الشعب سعيدا لو أن قوانين الانتصار والهزيمة التي تخضع لها لعبة كرة القدم يخضع لها اللعب في جميع الميادين الأخرى.
  • لو أن لنا حَكَما في السياسة والاقتصاد والتجارة والصحة والثقافة والفلاحة والتعليم والطاقة كحَكَمِ مباراة كرة القدم، يرفع البطاقة الصفراء والحمراء ويعرف ويعترف بشرعية الهدف وعظمة الهداف لو كان لنا حَكَمٌ بمثل حَكَم كرة القدم لضاقت فرنسا بأمثال ابن شيخة القادمين من آفاق أخرى وهم يحصون بالآلاف.
  • شكرا للمدرب الفاشل عبد الحق بن شيخة على استقالته حتى وإن كانت بعد فضيحة بنواقيس مجلجلة. شكرا له لأن ما أكثر فضائحنا في مجالات أخرى والتي تفوق فضيحة هزيمة الفريق الوطني بسنوات ضوئية ولكن ما أندر الاستقالات فيها.
  • استقالة ابن شيخة على وقع الفضيحة علمتنا درسا كبيرا آخر هو: إن المال الكثير لا يصنع انتصارا، وأن حجم الفضيحة يكون بحجم المال الذي صرف على المتسبين فيها، وما أكثر الفضائح وما أكثر المال المهروق بلا عد ولا تعداد في بلاد فيها من أمثال ابن شيخة بالآلاف.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • يائسة

    سلام سيدي الكريم
    فعلا ان كلامك بلسم و في محله ليت ما حدث ل بن شيخة يحدث لعميد الوزراء الدي حطم كل الامال في تكوين جيل ينهض بالبلاد لكنه و للاسف مسح بالتعليم التراب لدرجة ان اسئلة البكالوريا تسربت وبشكل مقصود .واسفاه يا جزائرما صنع بك ابناؤك...

  • واحد

    شكرا جزيلا للكاتب والروائي أمين الزاوي.
    الشعوب الأخرى تصنع ثورات على الفساد . بينما نحن نريد احداث ثورة في منتخب البف
    بفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف عليا

  • mohamed

    لقد كفيت واوفيت التمحيص والتفحيص، ما انت بدخيل على هذا الميدان؟ ولكن المنكر الفساد يجعل الجاهل يتفلسف والعالم يزداد جهلا.