-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مهووسون بالشهرة يدخلون من بوابة "الطبخ"

شهادة “شاف” تدخل مزاد مواقع التوصل

وهيبة. س
  • 661
  • 0
شهادة “شاف” تدخل مزاد مواقع التوصل
أرشيف

التهبت وسائط التواصل الاجتماعي في الجزائر مع بداية شهر رمضان، بوصفات وطرق في الطبخ وصناعة الحلويات، وتحضير المقبلات والتحليات والعصائر، إلى درجة الخروج عن العادة وابتكار وصفات ارتجالية، بحثا عن التميز والشهرة.
ومع أن أكثر المتواجدين على منصات التواصل الاجتماعي بقوة، من الطباخين والمتحصلين على شهادات “شاف”، إلا أن بعض المتطفلين وجدوا من الظرف فرصة لنيل الشهرة تزامنا مع شهر رمضان، فأصاب بعضهم وفشل البعض الآخر، حيث إن الوصفة الواحدة الخاصة بطبق أو حلوة معينة تختلف بين هؤلاء، كل بحسب طريقته ومزاجه الخاص.
وراح بعض هواة الطبخ، يختلفون في أدوات القياس وتحديد الكميات الخاصة بالدقيق أو السكر أو الزيت، مع الإشارة إلى نوع معين من المواد الغذائية، وإلى علامة معينة، بينما كان “قلب اللوز”، و”الشربات” في مقدمة وصفات الطبخ التي يبحث أصحابها عن الشهرة في رمضان، وكسب عدد من المعجبين.
واتخذت بعض السيدات من منازلهن، ورشات تعليم الطبخ عبر “اليوتوب” و”تيك توك”، والأستغرام، إلى درجة التخلي عن واجباتهن، والتفرغ لهم واحد وهو الشهرة عبر العالم الافتراضي، فرغم أن الكثير من السيدات استفدن من وصفات منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن أغلبهن اختلط عليهن الأمر، لكثرة الوصفات واختلافها.
وأمام هذا الكم الهائل من الوصفات وطرق تحضير موائد الإفطار في رمضان، بقي بعض المختصين في الطبخ والذين لديهم سمعة وشهرة وطنية وعالمية ك”شاف”، في مقدمة المعركة الكبيرة التي يقودها عشرات الهواة في تقديم الوصفات عبر الوسائط الجديدة، تزامنا مع رمضان، بحثا عن الشهرة.
ولجلب الانتباه أكثر، وتفادي النقد، هرب بعض الطباخين الهواة، إلى الوصفات الأجنبية، محاولين استبدال بعض المواد المحرمة أو النادرة في الجزائر بمواد أخرى تكون في متناول الجميع، حيث تعطى وصفات تركية وأخرى هندية، وأوروبية، لا تخلو من اللمسة الجزائرية لكسب أكبر عدد من المعجبين. وأمام هذا الجديد من الوصفات سواء الخاصة بالأطباق أم بالحساء أم التحليات والعصائر، يزيد الاهتمام أكثر من طرف المهووسين بالطبخ، وحب التميز، واكتشاف الجديد وغير العادي في رمضان، الذي تحول عند البعض إلى شهر للبطون. وتجلب مثل هذه الوصفات ربات البيوت اللواتي تفضلن التميز، والابتكار في أطباق موائد رمضان، وهي حيلة وجدها بعض هواة الطبخ، الذين يبحثون عن الشهرة من خلال بوابة “الطبخ”.

حرب الوصفات ترسخ للثقافة الاستهلاكية
وفي هذا السياق، قال عبد الحليم مادي، استشاري في علم النفس والتنمية البشرية، إن التسابق حول التميز في تحضير موائد الإفطار، وتقليد وصفات مبتدعة أو جديدة، والبحث عن الابتكار والتميز، يمهد للثقافة الاستهلاكية، رغم أن البعض استفادوا من اختلاف وتوفر الوصفات في منصات التواصل الاجتماعي والحصول على حيل ونصائح قد تكون مفيدة. وأكد أن هؤلاء الهواة أو “الشاف” في الطبخ، استغلوا الظرف لنيل الشهرة، أو الحصول على “لايكات”، مهما كانت نتائج هذه الوصفات الخاصة بالطبخ عند الذين يستعينون بها في تحضير موائد الإفطار.
وأشار إلى أن الهوس من طرف ربات البيوت بتتبع مختلف الوصفات، وبعض المعروفين في عالم الطبخ والحلويات، قد يؤدي بهم إلى أخطاء وفشل في إعداد أطباق معينة، وتصبح غير قابلة للأكل، كما يمكن حسبه، أن تضيع المواد الغذائية المكونة لهذه الوجبات أو الحلويات برميها دون استهلاكها. وأكد مادي، أن المبالغة في البحث عن الاختلاف والتميز، والابتكار، يترك سلوكيات غير مستحبة، ويخلط الأوراق، وبالتالي لا ينتهي ذلك إلا بالفشل في المحاولات، كما يجلب التبذير والترسيخ لثقافة الاستهلاك والماديات على حساب أمور أخرى تتعلق بالماديات والتغيير الإيجابي في السلوكيات ومعاملة الآخرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!