-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتشار الألعاب الورقية في ليالي رمضان

صائمون يقومون الليل على موائد القمار

الشروق أونلاين
  • 2097
  • 0
صائمون يقومون الليل على موائد القمار

تعددت سلوكيات ووسائل قضاء ليالي رمضان المباركة بين الأفراد، كل على طريقته، واختلفت من شخص لآخر، فبين من يقضيها في الصلاة والتسبيح وغيرها من الأعمال المباركة، يوجد آخر يقضيها في الترحال بين أماكن اللهو والطرب والغناء وسهرات المجون، في المقابل فيه من يقضيها في عمل آخر وهو الجلوس إلى موائد القمار والألعاب الورقية إلى ساعات متأخرة، بل حتى أذان الفجر، ثم الخلود إلى النوم حتى يحين موعد أذان الإفطار ومن ثم بداية الرحلة مرة أخرى، طوال أيام شهر رمضان المعظم، فلم يستفد من هذا الشهر الكريم إلا المشاحنات والبغضاء، بل تصل إلى حد الاعتداءات الجسدية.

من قيام ليالي رمضان على ذكر الله إلى الطرق على أبواب النفس والهوى

إن لعب القمار والجلوس إلى موائد الألعاب الورقية ليست وليدة هذا الشهر الكريم، بل هو المفضل عند الكثير من الأشخاص، فقد تجدهم يجلسون حول هذه الموائد طول أيام السنة، لكن حلاوتها ليست كما هي في رمضان على حد تعبير الكثير من هواة هذه الألعاب المحرمة، لأنها تلهي العقول وتحدث الشجارات والشحناء بين الأفراد وتزداد حرمتها في رمضان، لكن للأسف تطول فيه الساعات إلى أوقات متأخرة جدا، فقد تختلف الساعات، لكن لا تختلف اللعبة، تبدأ بحجز هذه الأماكن مباشرة بعد الإفطار، وتنتهي عند الكثير منهم على الأذان الأول لصلاة الفجر، فيتفرقون إلى مضاجعهم على موعد اللقاء في اليوم الموالي، وهكذا هي لياليهم في شهر التوبة والغفران.

يتوبون من كل الأعمال إلا على القمار في رمضان

تجد الكثير من الأشخاص ينتهون على الكثير من الأعمال المنافية لخلق أيام رمضان، غير الجلوس إلى موائد القمار والألعاب الورقية التي تبقى خارج دائرة التوبة، بل فيهم من يشتد ساعده في لعبها  خلال ليالي رمضان الكريم بكل أنواعها، مضيعا بذلك أعمال الخير والذكر والاستغفار وعوضها بالجلوس على أبواب الهوى والنفس من غير خوف ولا وجل، وتتشابه أفعالهم في هذا الشهر، فإن وقفوا فيه على باب من أبواب الخير، تجدهم في عجلة من أمرهم ومتكاسلين عليه، ولا يقدمون له من أوقاتهم إلا دقائق معدودة، بل يقفون إلا على الفرائض، أما النوافل فقد شغلتهم عليها أنفسهم، غير أن احتضان هذه الموائد لا تنتهي إلا وقد طلعت الشمس من اليوم الموالي.

شجارات وتلاسن من أجل أوراق باهتة ولعبة ملهية عن الذكر والاستغفار

لا تنتهي هذه الجلسات في الكثير من الأحيان إلا وقد سال الدم، وسبت وشتمت أعراض الكثير منهم من طرف البعض الآخر، من أجل هذه الأوراق التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل ملهية عن الذكر ومبعدة عن مكارم الأخلاق في هذا الشهر الكريم، وأصبحت للكثير منا إدمانا من نوع آخر، لا تنتهي لياليهم إلا بمغازلتها في الأماكن الضيقة المظلمة حتى ساعات متأخرة من الليل،ففيهم من لم يقف على نافلة واحدة طوال هذا الشهر الكريم، لكن لم يتخلف أو يتغيب عن هذه الموائد ولو لساعة، فتحول الحرص على أوراق القمار أكثر منه على الحرص في ملامسة صفحات المصحف الكريم في هذه الأيام المباركة.

 هو سلوك آخر مناف لما أمر به الشرع في شهر رمضان، تخلف الكثير من الأشخاص عن الذكر والصلاة من أجل صحبة النفس والهوى بهذه الألعاب، ففي الوقت الذي تصد فيه أبواب الشيطان في هذا الشهر يطرق عليها البعض منا عبر هذه الألعاب الورقية، وأصبحت سنة للعديد منهم، لا يتخلف عنها ولو لأمر عسير، فشتان بين من يحرص على القيام بين يدي الله في هذا الشهر، وبين من يقوم ليله على مائدة القمار.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!