-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يحذرون من "الارتباط الرقمية "

صدمات وحالات انتحار بسبب “العلاقات الافتراضية”

نادية سليماني
  • 1731
  • 1
صدمات وحالات انتحار بسبب “العلاقات الافتراضية”

حبّ على الإنترنت، ثمّ هروب من المنزل لملاقاة العريس. والطامة أن العريس ليس سوى رجل محتال كان يبحث عن أموال عن طريق ابتزاز ضحيته، أو هو مدمن يبحث عن علاقات محرمة، والأخطر أن يكون “سيكوباتيا” ومريضا نفسيا، هدفه الانتقام لا غير.. إنها علاقات ووعود بالزواج عبر الإنترنت، انتهت بتحطيم أسر وحتى انتحار فتيات. فكيف يفسر علم النفس الظاهرة؟

أعادت قصة ما بات يعرف بـ “ر ورياض”، طرح موضوع العلاقات الافتراضية إلى الواجهة، وإن كانت الظاهرة لم تتراجع حدّتها يوما، ولكن صمت المختصين عنها، وتجاهل العائلات لها، يزيد الأمر سوءا.

وقد سمعنا عن عائلات تحث بناتها على التعرف على رجال على الإنترنت، للظفر بعريس لم يجدنه على أرض الواقع. وحتى مع نجاح عشرات علاقات الزواج عبر “فايسبوك” مثلا، ولكن بالمقابل، هنالك مئات الحالات انتهت بطريقة مأساوية، وأخطرها ابتزاز النساء بصورهن. ولنا في القضايا المعالجة يوميا في المحاكم، وفي القصص المعروضة عبر مختلف الحصص الاجتماعية التلفزيونية، خير دليل على خطورة هذه الظاهرة بالمجتمع.

بن روان: علاقات الإنترنت فيها ابتزاز وتهديد وأشخاص “سيكوباتيون”

وآخر قصة أثارت الجدل في الجزائر وبالدول العربية، قضية الجزائرية المدعوة “ر”، ذات 30 سنة، التي تجرّأت وركعت وقبّلت رجليْ شاب سوري يدعى “رياض”، أوهمها بالحب والزواج عبر الإنترنت، ثم وضع لها “بلوك” واختفى. وعندما لاحقته رفضها، بحُجّة أنه لم يُحبّها كزوجة !!

ورغم رفضه لها، أمام ملايين المشاهدين، بعد عرض قصتها في حصة اجتماعية على قناة لبنانية، ترجّته ليتزوجها، ووعدته بأنها ستشتغل عاملة تنظيف لإعالته، على اعتبار أنه معاق حركيا!!

وتقول “ر”، التي تركت الجزائر في عز كورونا، لتلاحق حبها “الافتراضي” الهارب، بـأنها تعلقت به كثيرا. والنتيجة أن الشاب تزوجها مُرغما، رغم تأكيد عدم حبه لها، واصطحبها معه إلى قريته السورية التي لا تزال تشهد الحرب لتعيش مع عائلته، رغم أن الفتاة ميسورة جدا في الجزائر.

القصة الغريبة.. عبرة للباحثين عن العلاقات الافتراضية

قصة “ر” أعادت للواجهة، طرح موضوع الحب عبر الإنترنت والعرسان الوهميين، ونصابي الزواج.. حيث اتخذ المختصون من هذه القصة مثالا واقعيا، لتحذير الفتيات من الحب الوهمي على الإنترنت.

فكثير من الرجال يتخذون من الفتيات الباحثات عن الزواج، صيدا سهلا سواء لسلبهنّ أموالا، أم التسلية بهن ثم الهروب. أما الأكثر خطرا، فهم من يحتفظون بصور الفتيات ثم يهددونهن بفضحهن، في حال لم يلبين رغباتهم وغالبيتها “جنسية “.

وقصّة “ر” تشتبه في تفاصيلها، مع قصص كثيرة معروضة على محاكمنا، فالفتاة تعرفت على شاب مجهول بعد تعليق كتبته الأخيرة على تطبيق “يوتيوب”، وردّ عليها شاب سوري. ومع تبادل الأحاديث، تطوّرت علاقة حبهما “الافتراضية” إلى وعد بالزواج، رغم أن الشاب مقعد على كرسي متحرك، ولا يملك سكنا ولا وظيفة ولا أي مصدر دخل، ولا تسمح له وضعيته الصحية بإقامة علاقة زوجية..!! لكنه تمكن من “غسل مخ” الفتاة، بطريقة معينة، تثبت احترافيته في هذا الموضوع.. فتقبلت وضعيته بكل رحابة صدر. وبعد سنة من التواصل ومساعدتها له ماديا، اختفى العريس الوهمي كليا، فما كان من الفتاة سوى ملاحقته إلى غاية لبنان…!!

الكثير استنكروا الواقعة وقلة ساندت الفتاة

وبمجرّد بث القصة تلفزيونيا، انقلبت “السوشل ميديا” في الجزائر والعالم العربي. فالجزائريون نساء ورجالا لم يهضموا أن تكون “ر” جزائرية، مؤكدين أن المرأة الجزائرية معروفة بكرامتها وعزة نفسها، ورجحوا أن الشابة تعاني ربما من اختلال نفسي.

والحقيقة الثابتة، أن الشابة جزائرية فعلا، وتورطت في قصة حب وهمية مع شاب من جنسية عربية، على غرار كثيرات ممن وقعن ضحايا للزواج الوهمي عبر الإنترنت. فحتى وإن نجحت بعض قصص الزواج عبر “فايسبوك”، لكنها تبقى استثناء في عالم رقمي مليء بالخداع والاحتيال.

وتبقى قصّتها عبرة للفتيات الحالمات بعريس عربي أو أجنبي عبر الإنترنت، وهن يجهلن أن زواج “الفايسبوك” نسبة نجاحه لا تتعدى 5 بالمائة.

ضحايا صدمات الإنترنت يزوروننا يوميا

وفي الموضوع، يُحذر الدكتور في الأمراض البسيكو جسمانية، كمال بن روان، في تصريح لـ ” الشروق”، ممّا اعتبره علاقات افتراضية مجهولة النتائج وكثيرة المخاطر، في ظل ازدياد استعمال وسائط التواصل الاجتماعي، خلال العشرية الأخيرة.

ويرى مُحدثنا بأن سهولة استعمال الإنترنت، زادت من التواصل بين مختلف الشعوب، وسهلت إقامة علاقات الحب أو الصداقة بين الأفراد.. “إذ صار بإمكان أي شخص مستلق على سريره وهو يرتشف فنجان قهوة، أن يتعرف وبسهولة على شخص آخر ويكون لديه اختيارات متعددة، سواء في الجنسية والشكل والسن وحتى نوع العلاقة التي يريدها”.

وقال بأن أهداف الباحثين عن علاقات عبر الإنترنت، تختلف من شخص إلى آخر، “فمنهم من ينوي الزواج، وآخرون يبحثون عن استفادات مالية أو عاطفية، وفئة أخرى هدفها ملء الفراغ وعلاج النفس من صدمة عاطفية سابقة”. وهذا ما يجعلُ علاقات الإنترنت خطيرة جدّا، بسبب جهلنا بالنية الحقيقية للطرف الآخر، وقد ندخل في علاقة مع شخص “سيكوباتي أو غير سوي نفسيا أو نتواصل مع عصابة إجرام أو دعارة دون علمنا”، على حد قوله.

وكثير من العلاقات “الافتراضية” انتهت بابتزاز مالي أو بنشر صور فاضحة ومحادثات سرية.

وسائط التواصل الاجتماعي مليئة بأشخاص “سيكوباتيّين “

ولعدم وجود إحصائيات رسمية، تبين نسبة نجاح علاقات الحب عبر الإنترنت، التي انتهت بزواج فعلي، ولكن “الأكيد، أنها نسب ضئيلة جدا، والدليل كثرة الضحايا المصابين بصدمات نفسية ومشاكل أسرية، جراء علاقات افتراضية، من الذين يزرون العيادات النفسية يوميا، ومنهم من وصل إلى الانتحار “.

ويُؤكّد المختص على أن أحسن الارتباطات الجسدية أو العلاقات، تلك التي تكون مباشرة، أي وجها لوجه، حيث نعرف حقيقة الشخص الذي نتعامل معه. ولو حصل شيء، نبقى على اتصال مباشر معه، عكس علاقات الإنترنت، أين يختفي أي طرف فجأة، متسببا في صدمة لشريكه.

وينصح بن روان المراهقين وحتى المتزوجين، بتجنب العلاقات الافتراضية غير الواقعية، مع ترشيد استعمال وسائط التواصل الاجتماعي، لأن مخاطرها كثيرة جدا، إذ قادت إلى خيانات زوجية، وتفكك أسر وتشرد أطفال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بلعجين

    سلام عليكم ربما بنت اقل من30 عام تسقط فى الفخ لكن الطامة الكبرى عجايز فوق 60 تقل لك انى عاشقة عبر المواقع من طرف معسول الكلام