-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت قلعة للنضال ضد الاستعمار وخرّجت شيوخا أجلّاء

صوت الأذان يعود إلى زاوية الشيخ الحمامي بالبويرة

أحسن حراش
  • 434
  • 0
صوت الأذان يعود إلى زاوية الشيخ الحمامي بالبويرة
ح.م

وافقت السلطات المحلية لبلدية معالة، التابعة لدائرة الأخضرية، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية لولاية البويرة، على إعادة الروح من جديد لزاوية الشيخ الحمامي، المشهورة، التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1880، على يد الشيخ عبد القادر القادري، مقدم الطريقة الرحمانية، ليعود صوت أذان الصلوات الخمس والتراويح يصدح فيها من جديد بعد غلقها سنوات التسعينيات، في انتظار عودة مهام التدريس بالزاوية، التي تخرج منها مشايخ وفقهاء مشهورون.
وكانت اللجنة المختلطة التي زارت الزاوية، قبل شهر رمضان، قد رخصت بعودة الصلوات الخمس وإقامة صلاة التراويح بالمسجد المتواجد بالزاوية، التي خضعت لبعض الترميمات بعد أن أغلقت أبوابها منذ سنة 1992، وهو ما أثلج صدور السكان، وأعاد الروح لهذا المعلم التاريخي الهام، حيث يعمل أهل المنطقة على إعادة بعث مهام التدريس بالزاوية من جديد، كما كانت زمن مؤسسها، وهو ما ينتظرونه من تسهيلات تمنح لهم من طرف الجهات المختصة، على غرار تعيين الإمام المدرس وغيره من الإجراءات الأخرى.
وتعد زاوية الشيخ الحمامي من إحدى الزوايا التاريخية في الجزائر، تقع ببلدية معالة، بأعالي الأخضرية، وهي تابعة لمنهاج الطريقة الرحمانية، ويعود تأسيسها إلى سنة 1880 على يد الشيخ عبد القادر القادري، الذي كان مقدما في الطريقة الرحمانية، في منطقة جنوب جبال الخشنة وجبل بوزقزة، حيث أسس هناك مسجده الذي تحول في ما بعد إلى زاوية يتعلم فيها الطلبة أصول العلم، ويجتمع الكبار والصغار في مجلسه، بعد صلاة العصر للاستماع لدروسه في الفقه والأصول بأسلوب جميل.
وتوفي الشيخ عبد القادر القادري الحمامي سنة 1934، عن عمر يناهز 88 سنة، بعد أن تخرج على يده الكثير من طلاب العلم، أبرزهم الشيخ إبراهيم بوسحاقي، الشيخ سي موح الرابطي، الشهيد سي عمر مصباحي. ومن بين المساجد التي بناها، نجد مسجد العقيبة في بلوزداد سنة 1928، وكذا جامع الشيخ الحمامي وسط مدينة الأخضرية عام 1941، على يد ابنه أحمد الحمامي، بعد أن اشترى قطعة أرض من مستوطنة فرنسية.
وكانت زاوية الحمامي في عهد مؤسسها مبنية بالطوب، قبل أن تجرى عليها ترميمات وتعديلات على النمط الحديث في عهد ابنه الشيخ محمد الحمامي، وهي تضم مسجد القرآن، ومسجدا للصلاة، وبيوتا للطلبة، ومسكنا للشيخ وسكنات للزائرين وغيرها، وكان بها ما بين 600 و800 طالب، تخرج منهم شيوخ زوايا، على غرار شيخ زاوية سيدي سالم ببودواو، وشيخ زاوية سيدي خير الدين بالأربعاء، كما كانت الزاوية صرحا شامخا ومنارة يرجع إليها أهل القرية لحل قضاياهم العالقة، خصوصا في ما يتعلق بإصلاح ذات البين.
وكانت زاوية الشيخ الحمامي أحد معاقل الحركة الوطنية الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية، حيث تم توقيف نشاطها مباشرة بعد اندلاع ثورة التحرير، بعد أن تم غلقها من طرف المستعمر سنة 1956، فما كان من الطلبة إلا الالتحاق بصفوف الثورة التحريرية كمجاهدين وقضاة شرعيين.
وتم إعادة فتح نشاطها من جديد بعد الاستقلال سنة 1972، فكان يزاول فيها التدريس وتقام فيها الصلوات إلى غاية سنة 1992، حين تم غلقها من جديد بسبب أحداث التسعينيات، لتبقى على حالها إلى غاية الأشهر الأخيرة، حين سعت مجموعة من السكان وطلبتها السابقين وخيرين إلى إعادة بعث الروح إليها من جديد عبر عودة إقامة الصلوات الخمس وصلاة التراويح، بداية من شهر رمضان لهذا العام، فيما تبقى جهود ومساعي هؤلاء من أجل عودة التدريس فيها وعودة طلبة العلم إليها، لتسترجع مكانتها من جديد كصرح علمي وديني وتاريخي بالمنطقة، لا ينبغي التخلي عنه، ويتطلب دعم كل تلك الجهود عبر منحها التسهيلات اللازمة من أجل هذا الهدف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!