صيف أسود عبر الطرقات بسبب المجازر المرورية

دقت مصالح أمن الطرقات والحماية المدنية، ناقوس الخطر حول الارتفاع القياسي لحوادث المرور، ووصفت فصل الصيف لسنة 2023 بـ”الصيف الاسود”، باعتباره الأكثر دموية مقارنة بالسنوات المنقضية، حيث حصد إرهاب الطرقات منذ بداية موسم الاصطياف روح أكثر من 500 شخص وأزيد من 17 ألف جريح، بينهم من أصيبوا بإعاقات دائمة.
وتشير حصيلة الحماية المدنية خلال الفترة الممتدة من 1 ماي إلى 31 جويلية، اطلعت عليها “الشروق”، إلى تسجيل 14949 حادث مرور أسفر عن وفاة 501 شخص وتسجيل 17415 جريح، إذ سجلت نفس المصالح خلال 24 الأخيرة 179 حادث مرور، أسفر عن 18 وفاة و249 جريح.
من جهتها، سجلت مصالح الدرك الوطني، يوم الاثنين، حادث مرور مميت إثر اصطدام بين شاحنة وسيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 16 ببلدية سوق أهراس، أسفر عن وفاة شخصين وإصابة آخر بجروح خطيرة، كما سجلت نفس المصالح حادثا آخر في نفس اليوم تمثل في دهس شيخ يبلغ من العمر 76 سنة من طرف دراجة نارية بولاية وهران، مما أدى إلى وفاته.
ومن جهتها، سجلت مصالح الأمن الوطني 355 حادث مرور جسماني على مستوى المناطق الحضرية خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 29 جويلية 2023، أسفرت عنه وفاة 11 شخصا وجرح 410 آخرين.
وحسب التقارير الصادرة عن مصالح الدرك والشرطة والحماية المدنية، فإن حوادث المرور تبلغ ذروتها خلال نهاية الأسبوع، أين تتحول الطرقات إلى أرضية رقمية للعب، لكن الموت فيها ليس افتراضيا بل حقيقيا، والإصابة فيها تسيل دماء ضحاياها وتتسبب في إعاقات جسدية بالجملة تصل نسبة البعض منها إلى مائة بالمائة.
وبالمقابل فإن الإحصائيات الدورية التي سجلتها وحدات أمن الطرقات للدرك الوطني، تشير إلى أن حوادث المرور ترتفع عادة بنسبة 70 بالمائة في الفترة الصيفية مقارنة بباقي أيام السنة، خاصة ما تعلق بحوادث السيارات السياحية التي يقودها شباب ومراهقون، في حين تسجل أكبر نسبة من الحوادث في هذه الفترة على مستوى الولايات الساحلية عادة.
وعن أسباب ارتفاع حوادث المرور عادة خلال فصل الصيف، كشفت مصالح الدرك والأمن الوطنيين، عقب إعادة التمثيل البياني للحادث، أن أزيد من 60 بالمائة منها مرتبطة بالسرعة المفرطة والتجاوزات والمناورات الخطيرة التي يمارسها السائقون المتهورون، إلى جانب السياقة في حالة سكر، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أنه في أكثر من 40 بالمائة من الوفيات جراء حوادث المرور، يكون تعاطي الخمور هو سببها الأساسي، بالإضافة إلى أن هناك حوالي 60 بالمائة من الجرائم والجنايات المعروضة أمام القضاء يكون سببها تعاطي وشرب الخمور.