-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
600 متعامل وطني يكشفون الوجه المشرّف لمنتجات بلادي

“صُنع في الجزائر”.. قصص نجاح!

إيمان كيموش
  • 10264
  • 0
“صُنع في الجزائر”.. قصص نجاح!
ح.م

من الحادية عشرة صباحا إلى السادسة مساء، يتهافت يوميا آلاف المواطنين وحتى ممثلو السلك الدبلوماسي ومسؤولون سامون بالدولة، صوب قصر المعارض بالصنوبر البحري “صافكس”، شرق العاصمة، لاكتشاف جديد “صُنع في الجزائر”، وقصص نجاح المنتج الجزائري.
هنالك عبر 8 أجنحة وعلى مساحة 26 ألف متر، يستعرض 600 متعامل من القطاعين العام والخاص، في الطبعة الثلاثين لمعرض الإنتاج الجزائري من 13 إلى 24 ديسمبر الجاري، الوجه المشرّف لأحدث ما توصّلت إليه الصناعة الغذائية، التجهيزات الكهرومنزلية، قطع غيار، المنسوجات، الكيمياويات والصناعات الثقيلة للعتاد والطاقة الشمسية والحديد والبتروكيماويات واللقاحات الصيدلانية وحتى مواد التجميل والأثاث والصناعات التقليدية.
فهؤلاء المتعاملون يرفعون اليوم تحدّي: “وداعا للاستيراد”، ويسعون لاستعادة المنتج الوطني لمكانته في السوق الداخلية والخارجية، إلا أنهم يطالبون في نفس الوقت بتسهيلات جديدة للمتعاملين، وثقة أكبر للجزائري في “منتج بلاده”.

غذاؤنا بـ”أياد جزائرية”

عند مدخل الجناح “u” لقصر المعارض يصطف عشرات العارضين للعلامات الغذائية الجزائرية المصنّعة محلّيا، هناك تستعرض علامة “بيمو” كافة منتجاتها من حلويات بسكويت و”ڤوفريط” وككاو محوّل، هذه الشركة التي تأسست سنة 1984 وتوظّف اليوم أزيد من 2200 عامل، تطمح لتقديم منتجات جديدة بشكل مختلف خلال سنة 2023، هو ما تؤكده ممثلة الشركة بالصالون، التي قالت إن مسؤولي “بيمو” الذين شرّفهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون بزيارة خاصة خلال تدشينه الصالون، وحثّهم على تطوير منتجاتهم، يحضّرون اليوم لإطلاق أصناف جديدة في القريب العاجل.
ويستعرض مجمّع “طهراوي” الخضر والفواكه الجزائرية المنتجة بصحراء بسكرة، والمياه المعدنية “منبع الغزلان”، هذه المنتجات التي تصدّر إلى أوروبا وآسيا وأمريكا وروسيا، وتحظى بطلب كبير، وتتمتّع بالجودة والنوعية العاليتين، حيث تتميّز الخضر والفواكه هناك بأنها تحمل نفس الحجم والشكل، بالنظر إلى التكنولوجيا المعتمدة عند الإنتاج.
وفي نفس الجناح، يستعرض المتعاملون زيت الزيتون الجزائري والحلوى والبسكويت والشوكولاتة ومنتجات الألبان والياوورت والحبوب وعلب الحلوى والتغليف، وتقترح المجمعات العمومية على غرار “أغروديف” أحدث إصداراتها لمشتقات القمح، في وقت يؤكد ممثلو “سيم” وعجائن “إكسترا” لمجمّع بن حمادي، وهما أحد أهم منتجي العجائن الغذائية من الخواص، انتهاء أزمة المعجنات التي أصبحت من الماضي، واستقرار أسعارها في السوق، بفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة.
ويطلب منتج العسل الطبيعي ببوفاريك، خالد مباركي الذي حظي بزيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اليوم الأول للمعرض ـ حيث وعدهم بفتح الغابات أمامهم لتعزيز الإنتاج وكسر الأسعار ـ بحماية أكبر للمنتج، وتأمينه وتوفير الدعم لاقتناء الصناديق وتربية خلايا النحل، وهو ما سيمكّن مستقبلا من خفض التكلفة، إذ يعادل اليوم سعر الكيلوغرام من العسل 4 آلاف دينار، في وقت يتخوّف المربون من الجفاف الذي قد يؤثّر على الإنتاج.
وتستعرض شركة “بلاط” أحدث منتجاتها بالصالون، ويقول لخضر بلاط: “مجمعنا استطاع خلال السنوات الماضية أن يتحوّل إلى أحد أهمّ المصنعين في هذا الفرع، ويدوّن وجوده كمنتج جزائري بحروف من ذهب، حيث نطمح لتوسيع استثماراتنا بشكل أكبر مستقبلا وإطلاق منتجات جديدة”، مضيفا “هدفنا الأساسي التصدير، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”.
كما تكشف شركة إنتاج البيتزا “أ بي أ إي”، عن مختلف أصناف البيتزا مكثّفة التجميد “لا بوينا”، وهي الأولى والحيدة من نوعها في الجزائر، اقتباسا عن منتجات أوروبية، حيث تنشط الشركة منذ 4 سنوات، بمقرّها بالمنطقة الصناعية وادي السمار بالعاصمة، وتوزّع منتجاتها بطاقة إنتاجية تصل 120 ألف بيتزا يوميا عبر أزيد من 8 ولايات.

الشعبة الكهرومنزلية.. عودة “فخر الصناعة”
منتجو التجهيزات الكهرومنزلية، أو “فخر الصناعات الجزائرية”، يتوسّطون الجناح المركزي لقصر المعارض، حيث سبق وأن طالب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتصنيع ثلاجة أو تلفزيون جزائري بنسبة مائة بالمائة، في حين يطمح هؤلاء اليوم لإعادة بعث الفرع الذي شهد نوعا من الجمود في السنوات الماضية، فكانت تجهيزاتهم أهم ما عُرض في صالون الإنتاج الجزائري بطبعته الثلاثين، عبر عودة قويّة للشركات الوطنية إيني وإينيام وسوناريك، فروع مجمّع “إلك الجزائر”، هو أحد المجمّعات الاقتصادية ذات الطابع الصناعي والتجاري، التي تسعى وزارة الصناعة إلى إعادة بعثها، بعد خطوات إلى الوراء دامت سنوات وعجز مالي غير مسبوق.
فـ”إيني” استفادت من شراكة مع المصنّع الإيطالي “فيمار” لإعادة بعث المنتجات، وتحضّر اليوم لإعادة إطلاق التلفزيون الجزائري بداية من جانفي المقبل، كما تستعرض أرخص هاتف نقال في السوق بقيمة 2800 دينار، وهاتف ذكي بقيمة 10 آلاف و400 دينار، مع إنتاج اللوحات الرقمية “تابلات” للمدارس، في إطار مشروع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مزوّدة بالكتب الدراسية، وكاميرات وألواح شمسية وبطاقات إلكترونية وأجهزة الدفع الإلكتروني “تي پي أو”.
وفي حين، يقترح “إيريس” أحدث منتجاته التكنولوجية، لاسيما التلفزيون الجديد، الذي يعتبر سبقا في السوق الجزائرية “غوغل تيفي”، والمتضمّن 10 آلاف تطبيق، مع سهولة ولوج “ناتفليكس” و”يوتوب” و”شاهد”، يتواجد “ستريم” كراع بلاتيني للصالون.
ويفتخر “ستريم” الذي حظي بزيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون لجناحه في الصالون، بتلفزيون “ميني لاد”، وهو أحسن ما توصّلت إليه التكنولوجيا، حيث سيتم الشروع في تسويقه في أوروبا بداية من جانفي، في حين ستُسوّق من طرف “ستريم” يقول المدير العام لشركة “بومار كومباني” علي بومدين، في الجزائر بداية من شهر ماي أو جوان المقبل كأقصى حد، كما أن التلفزيون “ميني لاد” سيتوفر في السوق عبر أرضيتين، الأولى أرضية “واب أواس” والثانية “غوغل تي في”، اللتان حقّقتا نجاحا منقطع النظير في الجزائر، مذكّرا بأن “ستريم” تحصّلت على مصادقة “غوغل”، على خلاف متعاملين آخرين.

من قرض “أونساج” إلى حلم تصنيع سيّارة كهربائية
سيّارة كهربائية بسيطة، قابلة للشحن في كل الأماكن، مزوّدة بمحرك كهربائي يشتغل بالغاز، وتستغني عن بطارية الليثيوم، تحظى بتسمية سيارة المدينة، صديقة للبيئة وغير ملوّثة للمحيط، في حين لا تتجاوز سرعتها 80 كيلومترا في الساعة، هو أكثر ما يلفت النظر في الطبعة الثلاثين لمعرض الإنتاج الجزائري، فصاحبها عبد النور اسماعيل وهو مسيّر شركة “إيكونومي مودرن أوتو”، المتخصصة في صناعة خزانات الغاز والبترول المميع وصناعة المجموعات التركيبية لـ”سيرغاز”، يعد بتركيب هذه السيارة مستقبلا في الجزائر، وبيعها بسعر منخفض، في حال لقي مشروعه ترحيبا من طرف الجزائريين، وحظي بالتسهيلات اللازمة.
عبد النور يطالب السلطات باستحداث دفتر شروط خاص لسيّارة المدينة، وعدم إدراجها في دفاتر الشروط الأخرى التي كشفت عنها وزارة الصناعة قبل أزيد من شهر، ويقول الشاب، وهو أحد المستفيدين من قروض “أونساج” الذين حققوا نجاحا في السوق الجزائرية: “أردنا استعراض هذه السيارة بقصر المعارض، لاختبار تجاوب الزبائن معها، ولاحظنا إقبالا واسعا واهتماما غير مسبوق، لذلك سنشرع في تسويقها ثم تركيبها محلّيا بمجرّد قبول المشروع من طرف السلطات الجزائرية”.

وراء كواليس تصنيع السيّارات في الجزائر
ومع زيادة الحديث عن عودة تصنيع السيارات في الجزائر، خاصة بعد توقيع اتفاق الشراكة رسميا مع مجمع “ستيلونتيس” لتصنيع مركبات “فيات” بولاية وهران، عاد الحديث أيضا عن نشاط المناولة، من خلال بروز عدد من مصنّعي الزجاج الأمامي للمركبات والبطاريات والمرشّحات والعجلات، حيث يستعرض مجمّع إيريس عجلاته ذات الجودة العالمية والنوعية الممتازة، والتي تم تصديرها إلى دول أوروبية وأمريكية، إضافة إلى متعاملين آخرين في مجال الزجاج والبطاريات أكّدوا أنهم استأنفوا النشاط اليوم بعد إعلان الحكومة عن عودة تصنيع السيارات ورغبتها في تحقيق نسبة إدماج تصل أزيد من 40 بالمائة في غضون 5 سنوات كأقصى تقدير.
ويؤكد متعاملون حاضرون بالطبعة الثلاثين بمعرض الإنتاج الجزائري أنهم مستعدون لرفع طاقتهم الإنتاجية وتلبية رغبة المتعاملين، خاصة وأن دفتر الشروط يفرض على المنتجين التعامل مع المناولين المحلّيين، الذين ينتظرون اليوم “ثقة المتعامل في المناول الجزائري، والدفع به إلى الأمام”، يقول أحد المتعاملين.

“صيدال” تحترف اللقاحات وتستنفر ضدّ الفيروسات
وداخل الجناح المركزي، يقترح مجمّع “صيدال” أحدث الأدوية المنتجة في الجزائر، إلى جانب لقاح “كورونافاك” وهو لقاح “سينوفاك” الصيني المنتج محليا بوحدة قسنطينة تحت شعار “لقّح جزائري”، يؤكد ممثل “صيدال” بصالون الإنتاج الجزائري، حيث تهدف هذه الخطوة لتحقيق السيادة الصحية للجزائر، كما يستعد مجمع “صيدال” بوحدة قسنطينة لإنتاج لقاحات إنفلونزا الموسمية، بعدما احترف صناعة لقاح “كورونا”، يضيف ممثل المجمّع.
ويؤكد المتحدّث أن جناحهم بالصالون حظي يوم الافتتاح بزيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أمرهم باسترجاع حصة “صيدال” في السوق الوطنية لتصل 40 بالمائة مستقبلا، ورفع إنتاج الأدوية، وهي نفس التوجيهات التي حظوا بها من طرف وزير الصناعة الصيدلانية علي عون، الذي زار الجناح مرفقا بوزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزّيق.
كما يكشف المجمع النفطي سوناطراك عبر جناح خاص عن النتائج المحقّقة خلال سنة 2021، التي وصفت بالإيجابية، في منشورات ومطويات خاصة ويستقبل المتعاملين، لاسيما أولئك الناشطين في مجال المناولة، للتعرّف على نشاطات الشركة والفرص التي تتيحها.
ويتواجد عدد كبير من الشركات والمجمعات العمومية بالجناح المركزي لاستعراض أحدث المنتجات الجزائرية في مجال السيراميك والحديد والرخام والنحاس، وقطاعات البناء والأشغال العمومية على غرار “كوسيدار”، والصناعات الميكانيكية، حيث باتت الجزائر اليوم تشجّع صناعة العتاد الثقيل، وتشهد عودة قوية للصناعة الثقيلة، التي كانت مكرّسة في عصر الرئيس الراحل هوّاري بومدين، والتي فقدت بعدها البوصلة، لتشرع في استرجاعها اليوم، يقول الخبراء.

هذه عروض البنوك لأصحاب المنتج المحلي
وعلى هامش صالون الإنتاج الجزائري، تم تنظيم صالون البنوك والتأمينات والمنتجات المالية لمرافقة المتعاملين المحليين، بقلب الجناح المركزي لقصر المعارض، حيث تستغل البنوك الفرصة للتعريف بمنتجات الصيرفة الإسلامية التي اكتسحت السوق المالية هذه السنة، وتقترح تمويلات كلاسيكية تصل 90 بالمائة للمستثمرين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ويقول ممثلو البنك الخارجي الجزائري والبنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي الجزائري، أن أجنحتهم تشهد إقبالا واسعا للمتعاملين للاستفسار حول هذه الخدمات، لاسيما التمويلات العقارية وقروض الاستغلال والاستكشاف، إضافة إلى تمويلات الاستثمار الجديدة، وتحتل الصيرفة الإسلامية صلب الاهتمامات، ويؤكد ممثلو البنوك “تسليم القرض يتم اليوم في أقل من شهر، وهو الإنجاز الأكبر خلال سنة 2022”.
يسدل الستار على فعاليات معرض الإنتاج الجزائري بتاريخ 24 ديسمبر الجاري، بعد إقبال وفير على منتجات “صنع في الجزائر”، هذا الزخم الكبير الذي يعكس الديناميكية الاقتصادية التي شهدتها “الجزائر الجديدة” في السنوات الأخيرة، والتي تعكسها أرقام الصادرات خارج المحروقات، بـ6 مليار دولار نهاية نوفمبر الماضي، فهل ستحقّق الصناعة الجزائرية خطوات جديدة خلال سنة الإقلاع الاقتصادي 2023؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!