طرد 30 جزائريا بينهم نساء من إسبانيا نحو ميناء الغزاوات
استقبل ميناء الغزاوات بتلمسان في الرحلة البحرية القادمة من مدينة ألميريا الإسبانية أول أمس، مجموعة من المرحلين الجزائريين الذين تم إلقاء القبض عليهم بتهمة الإقامة غير الشرعية بالتراب الإسباني، وضمت المجموعة التي تم تسلمها على مستوى الميناء 8 شباب من بينهم مجرم خطير صدرت بحقه مذكرة بحث دولية، حيث نجحت عناصر من الأنتربول في توقيفه بالتراب الإسباني قبل مباشرة إجراءات ترحيله، فيما باشرت المصالح الأمنية بالغزاوات فور رسو الباخرة في إجراءات التحقيق مع المتهم.
-
من جهة أخرى، ذكرت مصادرنا أن رحلات الأسبوع الأخير من شهر جويلية المنصرم، شهدت استقبال الميناء لعدد معتبر من “الحراڤة” الجزائريين وصل إلى 28 شابة وشابة وكانت رحلة الـ 28 من ذات الشهر قد شهدت أكبر عملية طرد شملت 6 شبّان من ولايات غرب الوطن، إضافة إلى 3 شابات تم توقيفهم داخل التراب الإسباني الذي دخلوا إليه سواء عن طريق قوارب الموت أو عبر رحلات برية تتم انطلاقا من الحدود البرية بين الجزائر والمملكة المغربية، قبل أن تتواصل رحلتهم نحو جيبي مليلية وسبتة المحتلين.
-
ومن هناك يستغل الجزائريون عصابات تزوير الوثائق من أجل الحصول على رخصة للدخول نحو مختلف المدن الإسبانية قبل أن يقعوا في أيدي مصالح الأمن التي أضحت حسب شهادات بعض العائدين أكثر تشددا في مراقبة أحياء المهاجرين العرب، خاصة في ظل استفحال آثار الأزمة الاقتصادية بإسبانيا وعجز حكومتها على توفير مناصب شغل إضافية وهو ما ينعكس على “الحراڤة” الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى الاشتغال بأجور جد زهيدة في الحقول الفلاحية، من دون أي تأمين أو حقوق، وتحت طائل التهديد من صاحب الشغل بالتبليغ عنهم.
-
وكان الفشل حسب شهادات العائدين من زيف الجنة الأوروبية دافعا رئيسيا لعدد كبير منهم لتسليم نفسهم إلى السلطات الإسبانية من أجل ترحيلهم وإعادتهم نحو الجزائر، حيث يؤكدون أن “ميزيرية البلاد أهون من جحيم الأندلس” خاصة وأنهم وقفوا بأم أعينهم على حقيقة الوقائع بالديار الأوروبية، إذ وجد الكثيرون منهم أنفسهم مضطرين إلى استجداء الصدقات أو اللجوء إلى السرقة من أجل ضمان قوت يومهم من دون أن يجدوا السبيل لتسوية وثائقهم . وعلى النقيض من ذلك، يبدي عدد آخر من الشباب الذين توقفت مغامرتهم في مراكز الشرطة الإسبانية أنهم لن يتوانوا ولو لحظة واحدة في تكرار مغامرتهم على أمل أن “تصدق في الثانية أو الثالثة”.