طلبة يُقحمون الذكاء الاصطناعي في الصناعة الصيدلانية

فتحت دار الذكاء الاصطناعي بالعاصمة، المجال واسعا للشباب لإبراز قدراتهم في مجال الاختراعات التكنولوجيا الحديثة، وقد برزت بعض الجهود منها تلك المتعلقة بالصيدلة والصحة، كالقدم الذكية أو ما يسمى بـ”الحذاء الذكي” الذي يخفف ألم مرضى السكري والضغط الشراييني.

وحول موضوع “الصيدلة والذكاء الاصطناعي”، خصص، الاثنين، دار الذكاء الاصطناعي، لجامعة الجزائر 1 “بن يوسف بن خدة”، يوما بالتعاون مع نادي النشاطات العلمية لطلبة الصيدلة، قصد عرض آخر المستجدات والبحوث وذلك بمشاركة أساتذة وباحثين مختصين في الذكاء الاصطناعي والصناعة الصيدلانية.

 بغدادي: نعمل على تثبيت أنظمة الذكاء الاصطناعي في البحوث الطبية

وأكد في هذا الصدد، الباحث رياض بغدادي، المختص في مجال الذكاء الاصطناعي بمعاهد أمريكية، أن هناك تطبيقات عديدة تحمل على الهواتف الذكية، يجب أن يتم توظيفها للتعرف على بعض مسبّبات الأمراض، وبعض التخصصات الصيدلانية، حيث تمكنت بحسبه، مستشفيات وصيدليات الولايات المتحدة الأمريكية، من الموافقة على 520 نظام في الذكاء الاصطناعي، وذلك بشكل رسمي، حيث يتم استعماله يوميا، ويستفيد منه المواطنون في معرفة الأدوية وبعض المكملات الغذائية واكتشاف أيضا بعض الدراسات والبحوث الجدية المتعلقة بالصيدلة.

وأوضح أن وزير التعليم العالي، شكّل مجلس الذكاء الاصطناعي، أين يمكن له كباحث في معاهد أمريكية، وبصفته عضوا استشاريا في هذا المجلس، أن يطرح أفكار بعض التطبيقات التي تساهم في معرفة الأمراض والمكملات الغذائية، وبعض الصناعات الصيدلانية، وبعض الجزيئيات والمكونات لمواد طبيعية يمكن من خلالها استحداث أدوية، أو تحويل هذه الأخيرة لمواد طبيعية غذائية.

 وقال الباحث بغدادي، “إن علينا اليوم أن نبحث عن التطبيق والانتقال من النظري، إلى ما هو ملموس، من خلال تشجيع الشباب على تجسيد أفكارهم”، خاصة، بحسبه، أنه يشرف على تكوين 25 طالبا في المدرسة العليا للإعلام الآلي، وطلبة جامعيين ضمن حاضنة الأعمال.

اختراع حذاء ذكي لمرضى السكري وتقفي صاحبه عن بعد

وفي هذا السياق، قالت البروفيسور كوثر كورد، مكلفة بتسيير دار الذكاء الاصطناعي، ومديرة حاضنة الأعمال لجامعة الجزائر 1، إن الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي هو التعرف على واقع تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والامتيازات التي يتيحها في مجال الصيدلة، وبهدف ربط قنوات الاتصال بين الطلبة والشركات النشطة في هذا المجال الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن الكثير من الطلبة الجزائريين أصبحوا يرفضون الاستمرار في الجانب التعليمي الكلاسيكي، فهم يتطلعون، بحسبها، إلى كل ما هو عالمي، وينجذبون لأدوات تقنية وتكنولوجية عديدة، كما أنهم يحتاجون لقاعدة بيانات، قصد إدخال مواضيع يهتمون بها، مشيرة إلى أنها اكتشفت من خلال الحاضنة، العديد من المشاريع الشبابية التي تصب في الذكاء الاصطناعي، وتنتظر التجسيد.

 ودعت البروفيسور كوثر كورد، الطلبة إلى تقديم مشاريعهم الابتكارية للاستفادة من مزايا إنشاء مؤسسات ناشئة خاصة بهم، وذلك في إطار السياسة التي وضعها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.

ومن جهته، أكد عضو دار الذكاء الاصطناعي، الطالب أبو يوسف يوسف، مختص في الجغرافيا، وتهيئة الإقليم، أن مشروعه المتعلق بالحذاء الذكي، أو “النعل الذكي” “سومال”، ينتظر فقط التجسيد والعمل به في المجال الصيدلاني، حيث يعمل على تخفيف معاناة الآلام عند مرضى السكري، ويساعد على تدليك العمود الفقري عند المشي لمسافة طويلة وذلك لتخفيف الألم.

وقال إن هناك عدة أعراض يمكن تخفيفها من خلال الحذاء الذكي، كالضغط الشراييني، والدوالي، وآلام القدم السكري، كما يمكن من خلاله تتبّع الشخص من بعيد عندما يستعمل الذكاء الاصطناعي للمراقبة عن بُعد.

وأفاد بأن الحذاء الذكي تم تقديمه مع عدة حالات عبر العالم والخروج بوصفة موحدة طبية لـ”سمال” الحذاء، تجعل منه مفيدا للكثير من الحالات المرضية.

وفي السياق، قال هاني رحيمات، دكتور باحث في الصيدلة، إن آفاق الذكاء الاصطناعي في مجال الصيدلية مفتوحة للطلبة، ولكن الهدف الأول أن ترقى هذه البحوث العلمية للعمل التطبيقي من أجل تعزيز الصحة وخدمة المريض، وهو ما أكده عبد الرزاق حمزة شولي، رئيس نادي النشاطات العلمية الصيدلانية، الذي يرى أن الكثير من النوادي العلمية تقوم بعرض مشاريع في المجال الطبي.

وقد تطرق المشاركون في اليوم الدراسي حول الذكاء الاصطناعي والصناعة الصيدلانية، إلى أهمية استخدام التكنولوجيا والبرمجيات الذكية المتقدمة في تحليل البيانات الطبية وتطوير تطبيقاتها من أجل تحسين جودة الرعاية الصحية والكفاءة في مجال صناعة الأدوية.

وأكد هؤلاء على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تستخدم لتحليل البيانات السريرية واتخاذ قرارات بديلة في ما يتعلق بعلاج المرضى وتطوير الأدوية، كما يستفاد منها في التنبؤ بنتائج القرارات مع تصنيف المعلومات باستخدام تحليلات الشبكة العصبية مما يتيح إجراء التجارب السريرية بفعالية.