-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مديرو المدراس رفضوا بيع الكتب

طوابير وشجارات للظفر بالكتاب المدرسي

مراسلو "الشروق"
  • 5017
  • 0
طوابير وشجارات للظفر بالكتاب المدرسي
أرشيف

أولياء يقتحمون ديوان المطبوعات المدرسية بسيدي ببلعباس

تجمّع المئات من أولياء التلاميذ وحتى التلاميذ أنفسهم، أمام مقر ديوان المطبوعات المدرسية بالطارف، بغرض الحصول على حاجياتهم من الكتب المدرسية لمختلف الأطوار، ولكن من دون جدوى، الأمر الذي أغضب الحضور وجعلهم في حيرة من أمرهم، خاصة بعد رفض مديري المدارس بيع الكتب، تنفيذا للتعليمة التي تنص على بيع الكتب خارج المؤسسات التربوية ولتكتفي هذه المدارس، بالتكفل بحاجيات المعوزين من الكتب في الإطار المعمول به سابقا، أما عن عملية البيع فتتم في مقر الديوان أو بعض مكتبات الخواص، التي لم تستطع مواكبة العملية نظرا للضغط الرهيب الذي أحدثه طالبو الكتب من التلاميذ وأوليائهم وبمختلف الأطوار لتتحوّل إلى فوضى وشجارات، ومنهم من أغلق مكتبته تماما أمام المدّ الجارف من التلاميذ والأولياء لتزداد حيرتهم في ظل فوضى عارمة وعدم تنظيم وتحكم في عملية البيع.
وتشكلت صباح الجمعة في قسنطينة منذ الساعات الأولى طوابير أمام محلات بيع الأدوات المدرسية والكتب، في ظاهرة هي الأولى في تاريخ المدرسة الجزائرية، وسط أوضاع وبائية غير مستقرة خاصة في عاصمة الشرق التي مازالت أرقام كورونا فيها تثير المخاوف ومستشفياتها مكتظة، وكان مقر ديوان المطبوعات المدرسية بحي بوالصوف بقسنطينة، قد شهد حالة استنفار يوم الخميس أدت إلى غلق الطريق وتدخل مصالح الأمن لفك الاختناق المروري، والتحق مئات من أولياء التلاميذ أمام المكتبات للحصول على الكتب المدرسية، فيما لم يتمكن الكثير من الحصول على رقم الدور بسبب الوصول المتأخر، وزادت إشاعات الفايسبوك، التي تتحدث عن الندرة المحتملة للكتب المدرسية والتي تم الترويج لها، تأجيج الوضع، فجعلت غالبية المواطنين يبدؤون رحلة بحث عبر كافة تراب الولاية، وانتهى المطاف بأغلبهم في طوابير أمام المكتبات الخاصة، تجلت أمس الجمعة وشابهت طوابير الزيت السابقة، في انتظار تدخل السلطات لإنهاء هذه المهزلة واستعادة سمعة التعليم والمدرسة على حدّ تعبير أحد الغاضبين من الوضع.
كما اختفى الكتاب المدرسي، وتحوّل إلى عملة نادرة في عنابة، تزامنا والدخول المدرسي للموسم الجاري، بحيث أقرّت السلطات إعفاء المؤسسات التربوية، من بيع الكتب المدرسية، الأمر الذي تسببّ في إحداث فوضى كبيرة، أمام مختلف نقاط البيع المعتمدة، التي تحولت إلى مسرح لطوابير طويلة وعريضة، لأولياء وتلاميذ يبحثون عن كتب مدرسية، بات الحصول عليها ليس مهمة سهلة، بحيث تنحصر نقاط البيع، على مكتبة أو اثنتين فقط في كل دائرة كبرى، ما يعني نقطة بيع واحدة لنحو 100 ألف نسمة، الأمر الذي جعل من هذه المكتبات، ميدانا للصراعات والفوضى بين الأولياء الباحثين عن الكتب المدرسية لأبنائهم.
وكان يفترض بدء الموسم الدراسي رسميا، بدءا من يوم الأحد، غير أنّ الواقع والفوضى الحاصلة، والغياب المحيّر للكتاب المدرسي في أغلبية المكتبات ونقاط البيع المعتمدة من قبل ديوان المطبوعات المدرسية، يقول عكس ذلك، إذ لا يعقل انطلاق الموسم الدراسي، وعملية التدريس الفعلية للبرنامج الدراسي بالأقسام الدراسية، بينما عدد كبير من تلاميذ القسم الواحد من دون كتاب مدرسي، ممّا يثير الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء هذه الخرجات والقرارات التي ساهمت في خلق كلّ هذه الفوضى العارمة، أمام نقاط البيع والمكتبات الخاصة، التي يفترض أن يتمّ تزويدها بالكتاب المدرسي، قبل انطلاقة الموسم بأسابيع، أو على الأقل توسيع نقاط البيع وفتح نقاط اضافية، تفاديا للفوضى والضغط الحاصلين على مستوى نقاط البيع الحالية، التي لا يمكن لها توفير متطلبات الآلاف من أولياء التلاميذ في فترة وجيزة.
وفي ولاية برج بوعريريج ظهرت الكتب المدرسية، ولكن في أسواق موازية، وطبعا بأسعار مضاعفة، لتزيد من توجّع الأولياء، الذين لاحظوا بأن أسعار بقية الأدوات المدرسية قد تضاعفت، وصارت لمن استطاع إليها سبيلا فقط، وهو ما جعل السيد حميد زايدي رئيس جمعية حماية المستهلك ببرج بوعريريج يندد بهذه الأسعار اللامعقولة والتي وصفها باللا منطقية وأكد للشروق اليومي، بأن هيئته قد راسلت عدة جهات لوضع حل يتماشى ووضعية الكثير من الأولياء محدودي الدخل والذين لم يستطيعوا توفير كل الأدوات المدرسية بعد التهاب أسعارها.

من طوابير المحلات التجارية إلى طوابير المكتبات
اقتناء الكتاب المدرسي يتحوّل إلى كابوس

شهدت عملية بيع الكتب المدرسية فوضى عارمة بولاية بجاية، جراء الطوابير العملاقة التي تشكلت منذ اليوم الثاني من الدخول المدرسي أمام المكتبات التي استنجدت بها مديرية التربية لإنجاح البيع وذلك بعدما رفض مديري المؤسسات التعليمية التكفل بالعملية. واضطر في هذا الصدد الأولياء إلى الاستنجاد بالنقاط المرخصة من طرف المديرية من أجل اقتناء الكتب الخاصة بالسنة الدراسية الجديدة 2021-2022 حيث صنع هؤلاء طوابير كبيرة عند مداخل هذه النقاط باعتبارها الملجأ الوحيد أمامهم من أجل تحصيل الكتب المطلوبة.
وشهدت عملية بيع الكتب المدرسية فوضى عارمة أمام المكتبات المرخصة وهو ما وقفت عليه “الشروق” خلال جولتها الاستطلاعية، كما اضطر الأولياء للوقوف لساعات طويلة وفي طوابير غير منتهية، بأمل الحصول على الكتب المطلوبة، جراء النقص المسجل من جهة وكذا عدم فتح نقاط بيع كافية جراء عدم تخصيص فضاءات لبيع هذه الكتب بالعديد من بلديات الولاية.
وتشير معلوماتنا في هذا الصدد إلى فتح 13 نقطة بيع على مستوى المكتبات الخاصة بكل من بلديات شميني وخراطة وسوق الاثنين وبجاية والقصر وصدوق وأقبو وتازمالت وأميور وأوقاس مع تخصيص نقاط بيع على مستوى خمسة مؤسسات تعليمية بكل من بجاية وأوقاس والقصر، علما أن الولاية تتكون من 52 بلدية، وهي الوضعية التي دفعت الأولياء للجري في كل الاتجاه والتنقل من بلدية إلى أخرى بأمل الحصول على الكتب المدرسية التي تسمح لأبنائهم بمزالة دراستهم في أحسن الظروف ومن دون أي عقدة، مع الإشارة إلى أن الولاية تتوفر على 565 ابتدائية تستقبل أزيد من 121 ألف تلميذ.
وأبدى الأولياء في هذا الصدد استيائهم الشديد من هذه الوضعية الكارثية، فبعد طوابير المحلات التجارية من أجل الحصول على كيس حليب فقد امتدت هذه الظاهرة لتشمل حتى المكتبات المكلفة ببيع الكتب المدرسية وذلك بعدما رفض مديري المدارس الابتدائية تحمل عبء هذه العملية، لكن الغريب في الأمر أنه كان بالإمكان تخصيص عمال على مستوى المدارس للقيام بهذه العملية بعيدا عن مسؤولية مديري هذه الأخيرة، وعوض ذلك فقد تم الاستنجاد بالمكتبات الخاصة، رغم قلتها، باعتبار أن أغلب المحلات التي تتولى بيع الأدوات المدرسية عبارة عن أكشاك وليست بمكتبات وهنا يكمن الإشكال كما كان بإمكان الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية تحمل عملية البيع من خلال تخصيص نقاط لذلك على مستوى المدارس.
وعاش أولياء التلاميذ أوقات عصيبة خلال اليومين الفارطين، جراء الفوضى التي صاحبت عملية بيع الكتاب المدرسي، كون اختيار نقاط البيع لم يراعي بكل بساطة لا الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد ولا العدد الهائل من التلاميذ بكل بلدية، وهو الواقع الذي أثر سلبا على الأولياء الذي دفعوا فاتورة القرارات العشوائية، فمنهم من اضطر للتغيب عن عمله ومنهم من قطع عشرات الكيلومترات ومنهم من مكث في طوابير طويلة لساعات من دون أن يتمكن من الظفر بكتب أبنائه ومنهم من اقتنى بعض الكتب من مكتبة قبل تنقله إلى طابور مكتبة أخرى لاستكمال باقي الكتب، ما ولد لديهم حالة من التذمر بسبب رحلة البحث المستمرة عن الكتب المدرسية.

فوضى.. إغماءات ولصوص ينتهزون الفرصة
أولياء يقتحمون ديوان المطبوعات المدرسية بسيدي ببلعباس

اقتحم العشرات من أولياء التلاميذ مقر الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية الكائن مقره بشارع المقطع بوسط مدينة سيدي بلعباس يوم الخميس، ما تسبب في حالة إغماء لإحدى عاملاته، ودفع بالمصالح الأمنية للتدخل في سبيل إخراج المقتحمين ووضع حد للفوضى التي سادت المكان، في الوقت الذي أعلن فيه القائمون على الديوان، وقف عملية البيع والاكتفاء بالعمل الإداري المخول لهم، خاصة عقب استغلال لصوص للحادثة لسرقة بعض السيدات اللواتي كن في الطابور تحت التهديد.
نهاية أسبوع لم تكن عادية بالنسبة للعاملين بمركز الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، فبعد الضغط والاكتظاظ الذي شهدته نقطة البيع المتواجدة على مستواه منذ الثلاثاء الماضي، ورفض الأولياء أكثر من مرة مغادرة المركز عقب نهاية الدوام، ورغم أن القائمين عليه مدّدوا أوقات البيع بساعة أو ساعتين بعد الخامسة مساء، إلا أن الأوضاع تطورت يوم الخميس الماضي، خاصة عقب إعطاء الأساتذة تعليمات واضحة للتلاميذ بجلب الكتب المدرسية يوم الأحد لبدء البرنامج الدراسي.
هذه الوضعية دفعت بالعديد من أولياء التلاميذ إلى اقتحام مبنى الديوان في سبيل الحصول عنوة على الكتب المدرسية لمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة، بعد ما رفضت المؤسسات التربوية القيام بعملية البيع، عقب حجزها لكميات هائلة من الكتب بهياكلها، ما تسبب في ندرة حادة للكتب المدرسية بالمكتبات المعتمدة، هذه الأخيرة هي الأخرى رفضت مواصلة عملية البيع عقب نفاد مخزونها الأول، واستشراء الفوضى التي عجزت عن السيطرة عليها، ناهيك عن غياب هامش الربح، وكذا الاعتماد على إمكاناتها المادية الخاصة في نقل الكتب من المركز إلى رفوفها. وضعية ساهمت في توافد أعداد كبيرة من أولياء التلاميذ على نقطة البيع المتواجدة بالمركز، وصلت إلى حد محاولة الاعتداء على أعوانه.
في ذات السياق، وصف مدير الديوان ما يحدث بالكارثي، لغياب النظام وعدم التزام الأولياء بالطابور، ناهيك عن غياب أعوان الأمن لتوفير الحماية لهم. وضعية دفعت بالمدير إلى عدم استبعاد خيار غلق نقطة البيع والإبقاء على العمل الإداري فقط للديوان، قائلا “إن الظروف الحالية لا تساعدهم على العمل، وبأن انفلات الوضع يستدعي تدخل الوزير، خاصة في ظل إصرار المديرين على رفض الشروع في عملية بيع الكتب، واحتجازهم لها بعد ما تعذر على مديرية التربية حل هذا المشكل المتأزم إلى اليوم”.
وأضاف المتحدث ذاته بأن بقاء الوضع على ما هو عليه، سيحرم التلميذ من الحصول على الكتاب المدرسي، لأن العملية إذا استمرت على مستوى نقطة البيع التابعة للمركز، ستتواصل على مدار شهر كامل، بالنظر إلى العدد الكبير للمتمدرسين في مختلف الأطوار البالغ عددهم أكثر من 178 ألف تلميذ موزعين عبر 468 مؤسسة تعليمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!