-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طوبى لك يا محمد صلاح

حسين لقرع
  • 1414
  • 0
طوبى لك يا محمد صلاح

“اللهُ يقف مع فلسطين”.. بهذه العبارة الموجزة التي كتبها الجنديُّ المصري البطل الشهيد محمد صلاح إبراهيم على صفحته بـ”فايسبوك” يوم 19 ماي 2023، ردّ على مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، الذي كتب خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة: “أمريكا تقف مع إسرائيل”.

هي جملةٌ تلخّص كلّ شيء وتوضّح الدوافع الحقيقية للعملية الفدائية التي قام بها الشاب المصري محمد صلاح (22 سنة) وقتل خلالها ثلاثة جنودٍ صهاينة، وهي دوافع معروفة في الواقع ولا تحتاج إلى أيّ سفسطةٍ أو ترويج لروايةٍ أخرى غير استهدافِ الجنود الصهاينة بنيّة الثأر لشهداء غزة وفلسطين كلّها، والانتقامِ من العدوّ الذي صعّد جرائمه في عهد هذه الحكومة العنصرية الفاشية، وقد حمل البطلُ سلاحه واخترق الحدود وتوغّل داخل فلسطين المحتلة أزيد من كيلومتر ونصف إلى أن صادف جنديين صهيونيين فأطلق عليهما النارَ فورا وأرداهما قتيلين، وانتظر 5 ساعات أخرى إلى أن جاءت قوة عسكرية أخرى فتشابك معها وأردى جنديا ثالثا وجرح اثنين قبل أن يرتقي شهيدا وتشيّعه الشعوبُ العربية والإسلامية بدعوات الرحمة والمغفرة وكلمات الثناء النابعة من الشعور بالاعتزاز والفخر؛ فقد أثلج البطل محمد صلاح صدورها وهي التي طالما تابعت الجرائم اليومية للاحتلال بحقّ أشقائها الفلسطينيين وهي تكاد تنفجر من فرط الألم والقهر والشعور بالعجز والهوان.

وبالمقابل، فقد ارتفع العويلُ والبكاء لدى المحتلين الصهاينة لهول الصدمة: لماذا تكرهنا الشعوبُ العربية إلى هذا الحدّ؟

هذا السؤالُ طُرح خلال كأس العالم بقطر في ديسمبر 2022 حينما عجز صحفيون صهاينة دخلوا الدوحة لتغطية وقائع الحدث الكروي عن إيجاد عربٍ يقبلون بتقديم تصريحات لفضائياتهم وصحفهم، حتى مواطنو الدول التي تطبّع أنظمتها رفضوا الحديث معهم، وأكدوا لهم عدم وجود دولة اسمها “إسرائيل” بل فلسطين فقط.. الآن يطرح الصهاينة السؤالَ نفسه وهم يبكون قتلاهم، فقد تأكّدوا مجددا أنّ شعوبَ المنطقة لا تزال ترفض الاحتلال وتصرّ على نبذه وعزله، ما يعني أنّ المشاريع الرامية إلى دمج هذا السرطان في المنطقة، والتي يقودها اليوم “عربُ منتدى النقب”، قد فشلت فشلا ذريعا، وسيبقى التطبيعُ فوقيّا يخصّ الأنظمة وحدها، أما الشعوب فلن تُخترق ولن تتأثر بحملات تغييب الوعي وتزييف الحقائق، ولن تقبل بضياع القدس والمسجد الأقصى وفلسطين التاريخية، أو تحويل العدوّ إلى “صديق” و”حليف جديد”، وستبقى تتربّص الدوائرَ بالاحتلال إلى أن تتهيأ الظروف المناسِبة لمعركة التحرير الآتية حتما مهما طال الزمن.

إذا سكتت الأنظمة العربية عن الجرائم الصهيونية اليومية بحق الفلسطينيين، وعن عنصرية هذا الكيان وفاشيته، وعن تهويد المسجد الأقصى المبارك وضياع فلسطين، فلن تسكت الشعوب، وستظهر “الذئابُ المنفردة” تباعا في كل مكان، تضرب الصهاينة حيثما ثقِفُوهم، وتقضّ مضاجعهم، وتجعلهم يعيشون حالة رعبٍ وقلق وجوديٍّ دائمة.

طوبى لك يا شهيد فلسطين.. أنت رجلٌ بأمّة.. أمّة لا تنام على ضيم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!