-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عالمٌ منافق!

عالمٌ منافق!

مرّت مأساة الرّوهينغا في الإعلام العالمي، وفي الأوساط السّياسية والدبلوماسية مرور الكرام، ولم يتحرك زعماء العالم لإنقاذ هذا الشّعب الأعزل من الموت المحقق، بعد أن أتى حريقٌ هائل على مخيم “بالوكالي” وهو مخيمٌ ضخم يضم عشرات الآلاف من الخيم، ولم يتداعَ المشاهير في الرياضة والفن والسينما إلى نجدة هؤلاء المساكين وتوفير احتياجاتهم العاجلة.

لو أن هذا الحريق حدث في دولة أوروبية لتسابقت الدول والمنظمات والمشاهير في التّضامن مع الضحايا، وعجَّت المطارات بحركة قوافل التضامن والمساعدات الإنسانية، ولبادرت حتى الدّول العربية المتخلفة إلى إرسال الطائرات المحمَّلة بالخيم والأدوية والأغذية لمساعدة الضحايا حتى ولو لم يكونوا بحاجة إليها!

لكن عندما تعلق الأمر بشعب الرّوهينغا المسلم الأعزل الفقير، فإنّ التعامل مع مأساته يتم ببرودة. ويبدو أن المجتمع الدّولي تخلّى عن واجبه في توفير الحماية والتكفل بهذا الشعب الذي يعيش الجحيم بعد أن لجأ إلى دولة بنغلادش الضّعيفة الفقيرة التي تحتاج هي الأخرى إلى المساعدات الإنسانية.

ولا يمكن تعميم هذا الحكم، لأن جهودا عظيمة بُذلت لتقديم يد المساعدة إلى الروهينغا، وعلى رأسها تركيا التي هبّت لإقامة المخيمات والمراكز الصحية والمدارس، أما بالنسبة للجزائر فإنّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حفظت ماء الوجه منذ البداية وأرسلت قوافل إغاثة وكذلك الشأن بالنسبة لجمعية البركة.

لكن الحريق الذي نشب يوم الثلاثاء، أتى على كل المنشآت الجزائرية هناك من خيم ومراكز صحية ومدارس وآبار وغيرها. لذلك، فإنّ إعادة بناء ما خُرِّب هو واجبنا، فعلى الخيّرين في هذا الوطن، أن يشمّروا على سواعدهم من جديد، ويطلقوا حملة تضامنية كبرى للتّكفل بضحايا الحريق، وإعادة بناء “مخيم الجزائر” من جديد وترميم المدارس والآبار وإعادة بعث الحياة في تلك الشعاب التي تحولت إلى رماد.

أمّا ما يقع على عاتق المجتمع الدولي فهو وقف العملية المشبوهة التي تجري منذ أشهر، وهي ترحيل اللاجئين الروهينغا إلى جزيرة نائية تنعدم فيها شروط الحياة، تقع على مقربة من مدينة “شيتاغونغ”، وما يُؤسف له أن دولة عربية كبيرة تساهم في تهيئة هذه الجزيرة رغم رفض الروهينغا التنقل إليها، وإصرارهم على العودة إلى بلدهم الأصلي في أراكان بعد توفير الحماية لهم من البوذيين وعسكر دولة ميانمار.

إن قضية الرّوهينغا هي جرحٌ نازف ووصمة عار في جبين العالم أجمع، لأنها فضحت العنصرية التي تحكم تصرُّفات الدول والمنظمات ووسائل الإعلام وغيرها من اللوبيات والقوى المؤثرة في العالم، وأثبتت هذه القضية أن كل تلك المبادئ والقيم التي يتغني بها مدَّعو الإنسانية ما هي إلا أكاذيب للتغطية على القبح الكامن في مجتمعاتهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • علي عبد الله الجزائري

    امريكا وبريطانيا يتظاهرون بالضغط على الصين ليس حبا في الاسلام والمسلمين والايغور انما خوفا من تفوق الصين عليهم وكل المؤشرات تقول ان النظام الراسمالي بماض نحو الانهيار ومهدد خاصة من قبل محور الصين و روسيا

    هل سمعتم يوما امريكا او بريطانيا تضغط على الكيان الصهيوني لما يفعله في فلسطين وولبنان و المنطقة
    في مجلس الامن كلما يكون قرار يدين الصهاينة تجد الفيتو الامريكي حاضر بقوة مع فرنسا وبريطانيا
    هذا هو النفاق والخبث الحقيقي

  • tadaz tabraz

    هناك بعض المخلوقات التي تحاول أن تتظاهر وكأنها تعلم الغيب وتعدنا بأن نهاية العالم على الأبواب والسبب أن هذه المخلوقات لا يرتاح لها بال الا وهي تتفرج على الكوارث والمآسي ... تقول الحكمة :
    الحقد يأكل قلب صاحبه كما يأكل الصدأ الحديد .

  • amremmu

    سيندثر وباء كورونا لا محال بفضل العقول النيرة ولو رفض الجهلة ذلك . كما كان الشأن بالنسبة لكل الأويئة التي عصفت بالبشرية في العقود السالفة . وسوف تعود المياه الى مجاريها رغما عن أنف الحاقدين والسفهاء الذين تَسُرهُم وتسعدهم المصائب والكوارث .

  • زارا

    لن ينتهي وباء كورونا-غضب ربكم بسبب فسادكم - يا بشر بسبب ظلمكم وطغيانكم وتجبركم في الارض بغير حق وااحتقاركم لغيركم وقتلكم لبعضكم البعض بلا رحمة ولا انسانية
    انتظروا الاسوء الايام المقبلة
    لن تنفعكم لقاحاتكم ولا علاجاتكم ولا علمكم القليل وكل امولكم ولا طائراتكم ولا ترسانتكم من الاسلحة شيئا
    هلاك قريب قادم

  • TAFOUGT

    هناك تحركات ولو محتشمة في العديد من الدول الغير مسلمة لمناصرة هؤلاء الروهينقا والتنديد بسياسة الصين تجاههم في وقت لم نرى ولم نسمع ... في الدول الاسلامية لأي مبادرة لا شعبية ولا رسمية ونفس الشيء يقال عن الايغوار في بورما فقبل أيام فقط فرضت العديد من الدول الغربية عقوبات على الصين : الولايات المتحدة وبريطانيا ... نتيجة ذلك .

  • ياسين

    المجتمع الدولي هو في الحقيقة عصابة إجرامية خفية تتحكم في شعوب العالم من وراء ستار؟ فهناك عصابة للمخدرات وعصابة تهريب السلاح وعصابة القتل ونشر الفوضى في الدول الضعيفة التي تريد أن تتحرر من هذه العصابات؟

  • محمد العربي

    عالم منافق عنوان صحيح و مناسب لحالنا اليوم تؤكده عبارة (وما يُؤسف له أن دولة عربية كبيرة تساهم في تهيئة هذه الجزيرة ....) الوارده فيه ، فلم لم تذكر لنا اسم هذه الدوله يا أستاذ ما دام عملها مما يؤسف له

  • tadaz tabraz

    اذا كان العالم منافقا فالعالم الاسلامي أكثر نفاقا والا كيف نفسر أن العالم الغربي هم من تحرك قبل يومين لفرض عقوبات على مسؤولين صينيين نتيجة قضية الروهينقا : الولايات المتحدة والاتحاد الاروبي وكندا ... في وقت لم نسمع لأي دولة اسلامية تحركت أو صرحت أو نددت .... بسلوكات الصين في حق هؤلاء .