عام أسود في تربية المواشي وإنتاج الحبوب

حذر الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي، من مخلفات استمرار الجفاف الذي يضرب الولايات السهبية على وجه الخصوص، أين يكابد الفلاحون صعوبة كبيرة في تغذية الأغنام وسقي المحاصيل الزراعية.

وحذر المتحدث، في تصريح لـ”الشروق”، من انتشار ظاهرة المضاربة في أسعار أعلاف المواشي، التي بلغت 6000 دج للقنطار في الأسواق السوداء.

وهذا، ما زاد من معاناة المربين الذين لجأ بعضهم إلى بيع أغنامه خشية الخسارة، داعيا السلطات الوصية إلى ضرورة التدخل لمحاربة سماسرة الأزمات الذين يستثمرون في الجفاف لرفع أسعار الأعلاف، واغتنام حاجة مربي المواشي الذين يمرون بأيام صعبة.

وأكد دلمي أن 15 ولاية سهبية من تبسة إلى النعامة، معروفة بأجود أنواع المواشي في الجزائر، مهددة بضياع الثروة الحيوانية نتيجة نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية. وهذا ما سيؤثر سلبا في المستقبل على عدد ونوعية الماشية وأسعارها في الأسواق، مؤكدا أن الجزائر تواجه عاما أسود في إنتاج الحبوب وتربية المواشي.

وقال محدثنا إن الجفاف يهدد أيضا المحاصيل الزراعية في مقدمتها الحبوب، التي ستعرف نقصا كبيرا في الإنتاج في حال استمر شحّ الأمطار، وهو ما يهدد بارتفاع تكلفة استيراد الحبوب، داعيا إلى توسيع زراعة الحبوب في الولايات الجنوبية باستغلال المياه الجوفية، بدل الاعتماد فقط على الولايات السهبية التي عادة ما تعاني من الجفاف الذي انتقل إلى الدرجة الثانية، بسبب استمرار نقص الأمطار، وهو ما يتطلب الشروع في خطة عاجلة لمساعدة الفلاحين في الولايات المتضررة، عن طريق تدعيم أغذية الأنعام وحفر الآبار الارتوازية وتعميم الخزانات المائية للتقليل من أضرار الجفاف.

ودعا ديملي إلى الاستمرار في إقامة صلاة الاستسقاء في هذه المرحلة الحساسة من السنة، التي يحتاج فيها الفلاحون إلى مياه الأمطار لسقي الأراضي الفلاحية الشاسعة، خاصة أن عددا كبيرا من الفلاحين خاضوا تجربة إنتاج الحبوب بهدف زيادة الإنتاج المحلي والتخفيف من فاتورة الاستيراد.

وهذا ما يتطلب دعمهم وتشجيعهم على جميع المستويات، وتعرضهم للخسارة هذا العام، سيقلل من المقبلين على زراعة القمح العام القادم، تخوفا من تكرار سيناريو الجفاف الذي يهدد الجزائر للعام الثالث على التوالي، “دون أن نستفيد من هذه الأزمة ونخطط لإنقاذ الفلاحين من عواقبها”، على حد تعبيره.