عام حبسا نافذا في حق “نوميديا” و”ريفكا” و”ستانلي”

التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بالدار البيضاء في العاصمة، مساء الخميس، توقيع عقوبات ضد المتهمين في  ملف الاحتيال على الطلبة تراوحت بين عام و8 سنوات حبسا نافذا وغرامات مالية تراوحت بين مليون و5 ملايين دج، في متابعتهم بتهم تخص جنحة النصب والاحتيال، التزوير واستعمال المزور، وانتحال صفة مهنة منظمة قانونا، بعد إعادة تكييف الوقائع من جناية إلى جنحة.

التماس عام حبسا نافذا لـ”نوميديا” و”ريفكا” و”ستانلي”

وكانت أقصى عقوبة التمسها وكيل الجمهورية، الخميس، 8 سنوات حبسا و5 ملايين دج في حق “ر. أسامة” صاحب شركة “فيوتر ڨايت”، وعقوبة 3 سنوات حبسا نافذا ومليوني دج في حق والدته “ع. سعادة”، كما التمس ممثل الحق العام عقوبة عامين حبسا نافذا ضد الموظفات بالشركة المتهمة ويتعلق الأمر بالمدعوات “ج. لينة” و”ط. نجاة” وكذا “ب.رانية”، وجاءت التماسات وكيل الجمهورية في حق كل من المؤثرين “نوميديا لزول” و”فاروق بوجملين” و”ستانلي” ومناجير المتهمة “ايناس عبدلي”، بعقوبة عام حبسا نافذا ومليون دج غرامة مالية نافذة.

نوميديا: لحد الآن لا أعلم سبب وجودي في السجن

جلسة استثنائية شهدتها محكمة الدار البيضاء الخميس، استمرت لساعات طويلة، شهدت خلالها قاعة المحاكمة حضورا قويا لوجوه فنية معروفة من بينهم مروان قروابي ورضا سيتي 16، ومونيا بن فغول إلى جانب مؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي، وعشرات الفضوليين الذين تابعوا باهتمام بالغ مجريات المحاكمة في القضية التي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة، خلفت تساؤلات كثيرة حول مصير هؤلاء المؤثرين الذين تحول بريق شهرتهم فجأة إلى حزن وخوف، ترجموه خلال الجلسة إلى بكاء ودموع أثناء الرد على أسئِلة القاضي، كل ذلك قابله ألم وحسرة في قلوب شبان راحوا ضحية عمليات احتيال ونصب ودفع مبالغ مالية، لتحقيق حلم الدراسة في الخارج تحول إلى كابوس حقيقي.

شرع قاضي الجلسة في استجواب المتهمين، في حدود الساعة العاشرة بالمناداة على المتهمين والضحايا، كانت بدايتها بالاستماع إلى أقوال المتهمة “ع. سعاد” وابنها المتهم الرئيسي في الملف “ر.أسامة” صاحب شركة “فيوتر ڨايت”، وحاول الأخير التملص من التهم الموجهة إليه، قائلا إن الشركة الوهمية روجت لها بعض الأطراف، بعدما قامت المؤثرة “نهلة تيفي” بلايف، مع شخص يدعى “مولود علوش”، وقال إن شركته لا علاقة لها أبدا بوقائع النصب على الطلبة كما اتهم مؤثرين بابتزازه للحصول على أموال مقابل الإشهار.

ريفكا: تنقلت مع الطلبة إلى تركيا للتأكد من الظروف قبل توقيع العقد

وفي السياق، صرحت المدعوة “نوميديا “، التي لم تتوقف عن البكاء أثناء استجوابها قائلة إنه “لا ناقة لها ولا جمل”، في القضية، وتحسرت المتهمة لسجنها مدة تجاوزت خمسة أشهر، دون جرم، واستعرضت المتهمة تفاصيل إبرام عقود الإشهار مع الشركة، تضيف المتهمة واستغربت اتهامها بابتزاز شخص لا تعرفه .. وقالت: “لا أعلم ماذا أفعل. عمل المؤثر غير مؤطر وغير قانوني في بلادنا… ظنوا أني أخذت الملايير وتحول الملف إلى قضية نوميديا لزول”.

التصريحات ذاتها تمسك بها “فاروق بوجملين” المدعو”ريفكا”، قائلا إنه قبل إبرام العقد تنقل إلى مدينة اسطنبول التركية حتى يتأكد من ظروف الإقامة والدراسة وتنقل رفقة طلبة جزائريين إلى ثلاث جامعات، ليوافق بعدها على إمضاء عقد لمدة سنة مع الشركة وتحصل مقابل ذلك على مبلغ 35 مليون سنتيم، فيما تحصلت نوميديا على 40 مليونا شهريا وزميلهما الثالث 30 مليون سنتيم كل شهر، مضيفا أنه لم يكن معنيا بمعرفة إن كان مسير الشركة ينصب على هؤلاء الطلبة، نافيا أي ابتزاز أو مساومة لتجديد العقد أو مضاعفة المبلغ.

من جانب آخر، تأسس عشرات الطلبة كأطراف مدنية في الملف وقد تم سماعهم، حول ظروف وملابسات اتصالهم بالشركة وكيفية التسجيل لمنحة التمدرس، وأجمعوا على أن الخدمات التي وجدوها  لدى وصولهم إلى وجهاتهم للدراسة، لم تكن مطابقة لعروض الشركة، والإعلانات المغرية التي شدت 80 زبونا لم يتلق أي منهم الخدمات المذكورة بالعقد، إذ تطابقت تصريحات الضحايا في اتهامهم لصاحب شركة “فيوتر ڨايت”، “أسامة، ر”، وحسبهم هو من احتال على الجميع، وعدم توفير الشروط التي وعد بها سابقا، وطالب أغلب الضحايا بتعويضات بلغت قيمتها 200 مليون سنتيم، عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها، في انتظار النطق بالحكم في الملف في 16 جوان المقبل.