-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال على دورات اللغات والروبوت والإلكترونيك

عروض صيفية غزيرة تستقطب الأطفال وسط تحذيرات المختصين

كريمة خلاص
  • 742
  • 0
عروض صيفية غزيرة تستقطب الأطفال وسط تحذيرات المختصين
أرشيف

يستغل كثير من الأهل والآباء العطلة الصيفية لتلقين أبنائهم المتمدرسين مهارات علمية وفنية وتطوير قدراتهم اللّغوية، خاصة مع طول العطلة، التي تمتد لنحو 3 أشهر كاملة، إذ يحاولون بذلك القضاء على الملل والروتين الذي يسود يومياتهم، وإبعادهم قليلا عن التعرض المفرط لمحتويات الشبكة العنكبوتية التي يقضون الساعات فيها.
وقد شجّع هذا الوضع المدارس الخاصة ومراكز التدريب على الاستثمار في هذه الحاجة، واستغلالها لتوفير خدمات مميزة، بعد انقضاء الموسم الدراسي، الذي ميزته دروس الدعم التي كانت تعتبر المصدر الأساسي لدخلها.
وتتهاطل عروض الدورات التدريبية الصيفية على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الأطفال من مختلف الأعمار، حيث تشكّل دورات تعلّم اللّغات الأجنبية في مقدمتها الإنجليزية أهم البرامج المطروحة إلى جانب دورات التكنولوجيا والرياضيات على غرار الرّوبوتيك والسوروبان وغيرها…
وتجمع بعض العروض بحسب ما تؤكده إعلاناتها بين الترفيه والتعليم، ومن ذلك ما يقدمه أحد المراكز في ولاية بومرداس، التي أعلنت عن برنامج أسبوعي مكثّف لتعليم الإنجليزية في مركب سياحي يشرف عليه مدرسون مؤهلون لتحسين المستوى العام لمختلف الفئات التعليمية، على فترات صباحية ومسائية، حيث يقدم في المجموع نحو 20 درسًا في الأسبوع.

اختبار تحديد المستوى لتوجيه الأطفال
ويتكفل المركز بتقديم مستلزمات التكوين وشهادات الدّورات، وكل ذلك من خلال الجمع بين الاستجمام والترفيه وممارسة اللغة الإنجليزية على شاطئ خاص ومسبح ووجبة فطور أو عشاء في مطعم المركب وكذا أنشطة مسائية وجلسات على الشاطئ مع مدرب اللغة الإنجليزية.
وتتراوح تكاليف هذا البرنامج، بحسب ما هو معلن عنه، بين مليونين ونصف و3 ملايين تقريبا للأسبوع الواحد.
وإلى ذلك، كشفت مدارس خاصة أخرى عن عروض مختلفة تشمل دورة السوروبان واللغات الأجنبية والبرمجيات وغيرها من الحرف اليدوية والهوايات كالرسم والموسيقى.. وكل ذلك بأسعار تتراوح بين 10000دج إلى 30 ألفا بحسب نوع التخصص ومدته..
وتستقطب دورات البرمجيات والروبوت والإلكترونيك الكثير من الأطفال الذين يبدون تعلقا بهذا التخصص الذي يعرف تطورا في الجزائر، ومن ذلك ما أعلنت عنه مركز التدريب “روبوكايدس” من خلال فروعه في كل من باب الزوار والشراقة والقبة وحيدرة الموجه لفئة الاطفال من 5 سنوات إلى 14 عاما بسعر 7500 دج للأسبوع الواحد.
وينصح العديد من المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس باستغلال الفرصة لتسيير وقت فراغ الأبناء وليس لتعبئته بمحتويات تعليمية ترهق الطفل، حيث نصح البروفيسور أحمد قوراية، المختص في علم النفس العيادي، في تصريح لجريدة “الشروق”، باستغلال العطلة بالشكل الصحيح بما يعود بالنفع على العقول والنفوس..
وأفاد قوراية بأنّ كل الآباء والأمهات يفكرون فقط في كيفية تهيئة الأبناء وتعليمهم المزيد من المهارات، حيث قال إنّ “تطوير المهارات شيء جميل، لكنه لا يجب أن يجعلنا نهمل جانبا قد يخفى على كل الأولياء، وهو جوهر نفسية الإنسان.. فتعبئة الطفل وتدريبه في العطلة يدخله في مرحلة إجهاد نفسي ينعكس سلبا على نفسيتهم ويجعلهم يشبهون الآلة خاصة في ظل الظروف المناخية الصيفية وعدم الاستمتاع بالعطلة في جميع جوانبها”.

تأثيرات سلبية على الأطفال
وأضاف البروفيسور في علم النفس العيادي: “مهما اختلفت تسميته، ما يقوم به الآباء من تدريب أو تعليم أو تطوير، فإنّ ذلك ضربة موجعة نفسيا لأبنائهم، فالطفل الذي قضى منذ بداية السنة وهو يدرس ويستيقظ باكرا في جميع المراحل الدراسية يحتاج إلى راحة نفسية وبدنية، ويحتاج أيضا إلى تهيئة النفوس والعقول لبداية دراسية جديدة، لذا، ينبغي علينا التفكير في الراحة النفسية للمحافظة على التوازن العقلي والنفسي والبدني بدل إرغامه على تعلمات جديدة في أوقات راحته وهو ما ينعكس سلبا ويجعله يكره كل ما يؤدي إلى التعلم ويدخل العام الدراسي مجهدا، فالنظرة النفسية تؤكد أنّه بعد الجهد الفكري والبدني يحتاج التلميذ مقابل هذا إلى قسط من الراحة طويلة الأمد”.
ويرى قوراية بأنّ “الإرغام ينعكس سلبا على النفسية باستثناء البعد الروحي مثل تعلّم القرآن وحفظه، وهو ما يعتبر ترويحا نفسيا ويؤثر إيجابا على الأبناء ويبعث شعورا بالراحة والطمأنينة”.
وعلى العموم، يقول المتحدث، لابد من قطيعة نفسية وفكرية بعد إجهاد دراسي لتجديد كل الخلايا والطاقة استعدادا لمرحلة مقبلة ويكون ذلك باسترخاء عقلي وبدني ونفسي ونسيان المجهودات التي قام بها في الامتحانات والمراجعات والابتعاد عن سياسة الإجبار والإجهاد التي قد تصعب عليه الاستيعاب في الموسم الدراسي المقبل وتنهكه وتفقده حبّ التعلم والرغبة النفسية وتتراجع مردوديته…وقد يفشل فهو بذلك يزيد على تعبه تعبا.
وفي الأخير، اعتبر ما يقوم به بعض الآباء في الدورات المكثفة والمتتالية خطأ وإجحافا، فمن غير المعقول الاستمرار على نفس الوتيرة حتى في فترة العطلة والراحة، داعيا الأولياء إلى التدخل لتقويم السلوك وتوجيه الأبناء نحو هوايات وبرامج، كأن نرشدهم إلى ممارسة الرياضة أو تعلم القرآن أو ممارسة الرسم.. وهذا ما يسمح بالتجديد النفسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!