-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم صرامة العقوبات

عشرات “الغشاشين” في البكالوريا ونفسانيون يُفسّرون

نادية سليماني
  • 2991
  • 0
عشرات “الغشاشين” في البكالوريا ونفسانيون يُفسّرون
أرشيف

لا تزال فئة من الأشخاص مصرة على اللجوء إلى سلوك الغش خلال الامتحانات المصيرية، في تحدّ واضح للأخلاق والقانون، فتجدهم يراوغون ولا يبالون بما ينتظرهم من عقوبات صارمة، في ظاهرة محيرة، ورغم عقوبات القضاء الصارمة جدا. فدورة بكالوريا 2023 سجلت عشرات الغشاشين غالبيتهم نساء وفتيات. فما هو التفسير النفسي للظاهرة؟
قرابة الـ 30 حالة غش تم ضبطها خلال دورة بكالوريا 2023، عبر مختلف الولايات. والظاهرة يبدو أنها عرفت تزايدا، رغم إقرار عقوبات صارمة على المتورطين، تتراوح بين السجن النافذ لسنة واحدة إلى 3 سنوات حبسا، ومع ذلك لا تزال فئة “غير مبالية” ومُصرة على النجاح بالغش، حتى ولو كلفها الأمر دخول السجن.
ومن بين “الغشاشين” هذه السنة، فتاة من ولاية تيبازة تلقت إجابة الامتحان من شقيقتها عبر هاتفها المحمول، الذي يبدو أنها أدخلته خلسة إلى القسم، والمؤسف أن الأختين أدينتا بـ عامين و3 سنوات حبسا نافذة.
وبالأغواط، تم إدانة 8 متهمين بسنتين حبسا نافذا، بسبب نشر وتسريب مواضيع امتحانات البكالوريا بـ “فيسبوك”. وبولاية تبسة، أصدرت محكمة الشريعة حكما بـ 18 شهرا حبسا نافذا ضد شخصين، كانا بصدد بيع أجهزة البلوتوث المستعملة للغش، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالجلفة، تورطت فتاتان في تسريب مواضيع وأجوبة امتحان شهادة البكالوريا، وعوقبتا بعام حبسا، بالإضافة إلى حبس 5 فتيات بالمنيعة، وفتاتين بالمدية.وطالبة جامعية، نشرت مواضيع امتحان شهادة البكالوريا عبر تطبيق “إيمو”، وسنة حبسا لمتورطين من مستغانم.

تكرار الظاهرة يطرح العديد من الأسئلة
تكرر الظاهرة يطرح أسئلة عديدة، كيف هي التركيبة النفسية للأشخاص غير المبالين بما ينتظرهم من عقوبات صارمة؟ فهل هم يجهلون أصلا وجود عقوبات؟ أم هي روح التحدي والمغامرة التي تجعل الشخص يغامر بحياته، للوصول إلى هدفه المنشود ولو بسلوك خاطئ؟
وتكرار الغش في الامتحانات بات يُشبه ظاهرة “الحرقة” المتكررة، أين يدفع أشخاص حياتهم ثمنا لأحلام “زائفة”. فكم من شاب ابتلعته أسماك البحر، وكم من آخر قذفته الأمواج جثة متعفنة إلى الشاطئ، وكم من عائلة مكلومة وأخرى لا تزال تبحث عن حراق مفقود.. ومع كل هذه المشاهد التي نعيشها وبشكل شبه يومي، لا تزال “الحرقة” متواصلة..!

الغشّاش يظن أنه يتعرّض للعرقلة في النّجاح
وفي هذا السياق، أكد المختص في علم النفس، حسام زرمان لـ “الشروق”، بأن ظاهرة الغش استفحلت ولابد من دراسة نفسية للمتورطين فيها، لأنها سلوك سيئ وخطير وفيه ضرر للغير.
وقال: “الغشاش هو شخصية أنانية، يصر على الحصول على الأشياء والنجاحات دون تعب، ويعتبر نفسه أحقّ بالنجاح والتميز السهل”. وبحسبه، تركيبة شخصية الشخص الذي يغش، تختلف عن الشخص العادي والطبيعي، فالغشاش يشعر بأنه مستهدف، وأن أشخاصا أو جهات تصعّب عليه مهمة النجاح، فيتخذ من أسلوب الغش وسيلة لإثبات أمر معين.
وأشار زرمان بأن الشخص الذي يلجأ إلى أسلوب الغش في أي مجال، يعاني مما يسميه علماء النفس “اضطراب المسلك”، وهي مشكلة نفسية، تتخذ من السلوك العنادي وسيلة للعيش في المجتمع، كما أنها شخصية لا تفرّق بين الواقع والمنطق الذي يقول بأن النجاح يأتي بعد التعب والاجتهاد، وبين الغش للوصول إلى الهدف.
وبالتالي، “هي شخصية أنانية، تعاني من اضطراب سلوكي، وهذه الفئات نجدها في مجالات كثيرة غير التعلم، والمؤسف أنها فئة تصر على إكمال حياتها بهذه الطريقة، إلى أن تقع في شرّ أعمالها”.
ويرى محدثنا بأن من يغش يستسهل هذا السلوك، ويراه بسيطا. ونظرته للأمور تكون غير منطقية، ولا ينتظر نتائج سلبية، بل “يصر على عدم الرجوع إلى الخلف”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!