-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عصر الوقاحة

عصر الوقاحة

تحدّث المشرف على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو في الوقت ذاته نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، المسمى فوزي لقجع، أمام البرلمان المغربي بطريقة غريبة لا علاقة لها بالجرأة ولا بالثقة بالنفس، عندما خاض في المنشآت الرياضية ببلاده..

وأكدّ بأن مدينة فاس ستكون ضمن المدن التي ستستقبل مباريات كأس أمم إفريقيا لسنة 2025، التي ستقام في المغرب، ولا أحد سأله في البرلمان المغربي عن سبب يقينه أو الضمانات التي حصل عليها، وجعلته يحوّل المأمول إلى أمر واقع، والترشُّح إلى يقين، والتكتّم المطلوب إلى الجهر بـ”الخطيئة”، والانتخاب المقرر من أعضاء المكتب التنفيذي الإفريقي إلى مجرد مقطع من عرائس “الماريونيت”، تحرَّك بأصابع هذا الرجل الذي يعرف خاتمة مشهد اهتزازات العرائس.

نتحدَّث دائما عن الفساد الذي ضرب اللعبة الشعبية الأولى، ليس على المستوى الإفريقي فقط، ولكن على مستوى العالم، ولكننا لم نحضر أبدا مشاهد جرأة كالتي يأتي بها هذا الرجل الذي ألغى اجتماعا مبرمجا وانتخابات أعضاء المجلس التنفيذي وسوسبانس التصويت، في حضور بلادٍ كثيرة مرشَّحة ومنتخٍبة، بجرّة لسان، ممزوج بالوقاحة والحزن على قارة إفريقية ترفض أن تكون، برغم ما تمتلكه من كنوز وخيرات ومقومات. وعندما ترى مثل هذه الأمور، فعليك أن تشكّ في كل البطولات والكؤوس الموزعة هنا وهناك في القارة الإفريقية، فالذي حسم فوز بلاده بالترشُّح لاحتضان كأس أمم إفريقيا في وجود تنافس مع أربع دول أخرى كبيرة ومحترمة، لا يتفوق عليها في أي شيء، قبل حتى الاجتماع والاقتراع، لا بد وأنه حسم انتصارات وألقابا قبل أن تُلعب المباريات، بل حسم خسارة آخرين بالأساليب الوقحة ذاتها.

وعندما نعلم بأن دولا إفريقية شربت من الاستبداد والاستعباد ومن الفقر والمجاعة، ما لم تشربه أمة على وجه الأرض، مثل الطوغو وغامبيا وليبيريا وغينيا الاستوائية وسيراليون وغينيا بيساو وزامبيا وإفريقيا الوسطى مثلا، افتتحت لها قنصلياتٍ على أرض الصحراء الغربية المحتلة من المغرب، من دون رأفة بالشعب الصحراوي الذي يذوق من الكأس التي ذاقت منها شعوب هذه الدول التي لا تدري ما تفعل ولا المقابل الذي ستحصل عليه، ندرك بأن ما حدث ويحدث مستقبلا في لعبة كرة القدم الإفريقية، هو جزءٌ من وباء الفساد الذي ضرب قارة فيها من السواد في جميع المجالات، ما غيّب بقية الألوان.

في بعض المواقف والمواقع، يجب أن لا تلوم فقط ذاك الوقح الذي يرى غيره مجرد “ماريونيت” يقدِّم لهم ما يريد من مشاهد، هو من يكتب بداياتها ونهاياتها، وإنما اللوم الأكبر على الذين سمحوا له بتبوّإ هذه المكانة، بل وساهموا بصمتهم وتورُّطهم معه، في ضخ مزيد من الوقاحة على وقاحته، إلى درجة أن ألغى وجودهم، وقرأ، بل وقرّر سنة 2025 قبل أن تكون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!