-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

علمانيون جهلة برتبة “باحثين” و”مفكّرين”!

سلطان بركاني
  • 1315
  • 13
علمانيون جهلة برتبة “باحثين” و”مفكّرين”!

عندما تسمع بعض العلمانيين العرب وهم يتحدّثون –باستعلاء- عن الجهل والتخلّف والظّلامية وغيرها من الأوصاف التي يلصقونها بالمسلمين دون غيرهم، في مقابل حديثهم عن الحضارة والتقدّم والتطوّر وغيرها من الأوصاف التي يجعلونها حكرا على الغرب؛ يخيّل إليك أنّ المتحدّثين من صنّاع الحضارة أو على الأقلّ من منظّريها والمجلّين لأسبابها الحقيقية، لكنّك ما أن ترجع ببصرك إلى واقعهم حتّى تفاجأ بأنّهم لا في العير ولا في النّفير، وأحسنهم حالا من يحمل شهادة لم يقدّم بها شيئا في الواقع بل لم ينتفع بها ولا ظهر أثرها فيما يكتب ويقول.

خلال المحاكمة التي عقدت قبل أيام لأحد العلمانيين المتطرّفين في الجزائر على خلفية إساءاته المتكرّرة لله ولدينه ولرسوله وطعنه في الصّحابة، تداول النّاشطون منشورا يعقد مقارنة سريعة بين العلمانيّ المذكور وبين المحامي الذي حرّك دعوى قضائية ضدّه المتطاول، حيث ظهر البون الواسع بين “المتعلمن” الذي يحمل شهادة متواضعة لا تؤهّله لسوى أن يكون مدرسا في مرحلة التعليم الثانوي، فضلا عن أن يكون منظّرا أو ناقدا أو “باحثا” كما يحبّ أن يلقّب نفسه!

في مقابله يحمل المحامي المسلم شهادة دكتوراه ويعمل أستاذا محاضرا بإحدى الجامعات الجزائرية، إضافة إلى كونه خبيرا في الأمن المعلوماتي وتكنولوجيا الاتصالات، ويملك أكثر من 22 شهادة عالمية في مجاله، وله أبحاث علمية نشرت في مؤتمرات وصحف عالمية في كل من اليابان وفرنسا والبرتغال وتركيا، ويملك أكثر من 12 سنة خبرة ومشاريع مع شركات متعددة الجنسيات، وحاز أوسمة عديدة منها وسام أفضل مدرب في مؤتمر “لاس فيغاس” سنة 2014م.

هذه المفارقة بين أدعياء العلم والحضارة من جهة وبين الإسلاميين الغيورين على دينهم من جهة أخرى، لم تظهر على هامش واقعة المحاكمة التي شهدتها الجزائر مؤخّرا، بل ظهرت واضحة في جلّ الخلافات التي تحتدم بين الإسلاميين والعلمانيين في مصر والأردن والمغرب والجزائر، ففي مصر مثلا، طفت هذه الظّاهرة على السّطح، بعيد ثورة 25 يناير، خلال المناظرات التي كان الإعلام المصريّ يعقدها بين العلمانيين والإسلاميين، وظهر في ثناياها كيف أنّ الإسلاميين يحملون شهادات عليا في تخصصات علمية مختلفة، ويتمتّعون بثقافة محترمة في القضايا التي يناظرون فيها ويملكون اطلاعا واسعا على الواقع العالميّ، جعل العلمانيين يظهرون أمامهم كدراويش لا يجدون لهم من وسيلة لإخفاء جهالاتهم وضحالة مستوياتهم سوى رفع الأصوات وتعمّد المقاطعة، وربّما لاذوا بهوايتهم المفضّلة في كيل التهم التي يقصدون بها إخافة الخصم وإرباكه.

العلمانيون العرب ليسوا أصحاب قضية، إنّما هم وكلاء مشروع ليس مشروعهم، انتدبوا لخدمته، أملا في القضاء على المشروع الإسلاميّ الذي يشقّ طريقه في العالم رغم التضييق ورغم الحروب الظّالمة، ولذلك فالعلمانيون العرب لا يملكون الوقت لرفع مستوياتهم؛ فجلّ وقتهم هو للاستهزاء بشعائر الدّين والبحث في كتب المستشرقين عن الشّبهات المثارة على الإسلام لإعادة بعثها، والجرأة على الدّين هو بالنّسبة إليهم السلّم الأهمّ للوصول إلى درجة “المفكّر” و”الباحث”، ولذلك فلا تعجب حينما تجد جاهلا جهولا يلقّب نفسه بالباحث والمفكّر وهو الذي لا يتعدّى سعيه ترديد ما قاله وكتبه غيره، ولا يحسن غير التغنّي بشعارات المساواة والحرية والحضارة، من دون أن يكلّف نفسه شيئا من جهد البحث عن الطرق والوسائل التي توصل إلى الحضارة! وكيف يكلّف نفسه هذا العناء وهو الذي يرى أنّ قمّة الحضارة عندما تكون المرأة حرة في جسدها وتختفي مصطلحات العفاف والوقار والحرام والولاية والقوامة، ويسوَّى في الميراث بين المرأة والرّجل، ويُمنح الجهلة حرية الإساءة إلى المقدّسات والحديث عن الدّين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • جلال

    مما يدل على أننا أمة مأزومة ومهزومة، لم نستطع أن نجاري الغرب حتى في القيم. فالوفاء بالمواصفات والقضاء النزيه وعدم شهادة الزور والصدق في المعاملة والوفاء بالمواعيد والعناية بالضعفاء والمعاقين، أليست هذه من صميم الإسلام فأين هى في واقعنا ولماذا ضعيناها وندعي الإسلام؟! كل هذه الأمور سَبَقَنا الغرب إليها فلم نستطع أن نقدم له أي قيمة إضافية سوى قضية الحجاب !

  • جلال

    إن الغرب لا يتهمنا بتهم ليست موجودة فينا وإنما يعمل على استثمار ما هو فينا لمصلحته. فهل الغرب صنع السنة والشيعة والوهابية والحوزات؟ هم لم يأتوا بذلك بل استثمروا ما هو موجود لدينا وأنا أقول وأعيد: المطلوب منا أن نعمل على تطوير ثقافتنا. فحتى الآن لا يستطيع أن يميز فقهاؤنا القدماء والجدد بين الإسلام والإيمان، وبين أركان الإسلام وأركان الإيمان فكيف يمكن أن أقبل شروحات هكذا فقهاء؟ أما ما يقال إن الغرب يريد القضاء على الإسلام فهو كلام غير منطقي لأنه إذا لم يشكل الإسلام أية خطورة عليهم فهم ليسوا على استعداد لتقديم ضحية لمحاربته. فالغرب صاحب مصالح فإذا شكل الإسلام عليه خطراً عند ذلك سيعملون على محاربته. المستشرقون درسوا أوضاعنا واكتشفوا عللنا التي لا نعترف بها وهذا الأمر يجب أن يدفعنا إلى الصحوة كمسلمين وتلمس الحلول لعللنا ولا نهرب الى الأمام

  • جلال

    ( رجال (الدين) عندنا يقولون ان سبب هزائمنا وتخلفنا هو عدم الإلتزام بالحجاب والنساء الكاسيات العاريات والعلماني أو الشيوعي يقول مشكلتنا هى الدين فأينا الخطأ والصواب ؟ لا يمكن أن تكون الدولة حديثة من غير أن تكون علمانية (اذا عرفنا وفهمنا معنى العلمانية) يجب أن نميز بين فصل الدين عن الدولة، وبين فصله عن المجتمع. من الطبيعي أنه لا يمكن فصل الدين عن المجتمع الإسلام مُثُل عليا و العلمانية ليست ضد المثُل العليا, الشعائر لا علاقة لها بالدولة لأن محلها النية, الملحد لا يصوت على القيم ولاينتخب على شهادة الزور وقتل النفس الى آخره..كل أهل الأرض موافقون عليها وهي الجانب الإنساني الموجود عند الجميع وليس عندنا فقط.فالانتخابات إذن ضرورية، والعقد بين الدولة والمجتمع ضروري، وكذلك تحديد مسؤوليات الدولة ومسؤوليات المجتمع)

  • جلال

    يجب( إعطاء أولوية قصوى لبناء الإنسان في الجانب العقلي، وجانب التّفكير، انطلاقًا من تربية أبنائنا والأجيال اللاحقة على التّفكير النّاقد السّديد، تدرّجًا بهم إلى المستويات العليا من التفكير). أجل وهذا لا يكون الا بنقد موروثنا الثقافي والفكري وتنقيته مما لحق به من ترهات وخزعبلات واساطير ومرويات لا تتناسب مع واقعنا وما توصلنا اليه من تطور علمي ومعرفي(بفضل غيرنا مع الأسف) لم يعرفه السلف وهم محقون بالنسبة الى عصرهم ومستوى تفكيرهم فإذا كانت الأرض عندهم فوق قرن ثور فهى كذلك ذلك مبلغهم من العلم, ما هو المطلوب منا اتباعه والاستناد عليه اليوم في حديث(موضوع) يقول ” إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثبتة تحت العرش. عقلنا قياسي وترادفي من إسلاميين وعلمانيين نتيجة قرون من غسل الدماغ وتبلد الذهن, فاالسلفي يقيس على القرون الأولى وكأن التاريخ جامد والعلماني يقيس على أفكار قد لا تكون صالحة كلها في بيئته وهذا مخالف لتطور العلم والمعرفة

  • mechachi

    المتأسلمين غارقون في تصورات ذاتية هي غاية في التقليدية عندما يتعاطون ـ تنظيرا أو ممارسة ـ مع الشأن السياسي، فإنك تجدهم ليسوا فقط عاجزين عن تقديم رؤية سياسية معاصرة تتساوق مع مسارات التحديث السياسي العالمي المعاصر، وإنما أيضا عاجزون عن فهم آليات العمل السياسي حتى على المستوى الوطني والاقليمي وهذا ما جعلهم ـ رغم هوسهم الشديد والطويل بالسلطة، رغم محاولاتهم الدائبة للاستيلاء على السلطة كضرورة لفتح إمكانيات النموذج المزعوم ـ يفشلون في ذلك فشلا متكررا، بل وكارثيا في مآلاته. ويحدث هذا الفشل المتكرر والكارثي لسبب بسيط كما يبدو لأول وهلة، وهي أنهم عندما يفكرون سياسيا؛ يفكرون بطريقة لا علاقة لها بأبسط مبادئ السياسة المعاصرة، بل لا علاقة لها بقوانين العصر ككل، إذ هي تنتمي لعالم آخر مغاير تماما، عالم مختلف يفصل بيننا وبينه عشرة قرون أو أكثر، بحيث تبدو مقولاتهموممارساتهم في هذا السياق وكأنها كوميديا سوداء، الضحك فيها كالبكاء كما يقول أبو الطيب المتنبي.

  • أحيانا وجب وضع النقاط على الحروف

    تسائلات مشروعة تعتبر الأجوبة عنها علاجا لكل من أصيب بمرض الوهم : من ابتكر واخترع طائراتنا والبستنا وحواسبنا وأسلحتنا وأدويتنا وكل حاجياتنا .... العلمانيون أو الدراويش ؟؟؟ من ابتكر تلقيجات جائحة كورونا وغيرها من التلقيحات الى أي الدول نهاجر حين نهاجر : الى الدول العلمانية أم الى دول الدروشة ؟ وكيف يكون عالمنا لولا العلمانيون ؟ أو بالأحرى لو سيطر عليه الدراويش بدروشتهم ؟؟ أنشري يا شروق .

  • طارق الجزائري

    جزاك الله خيرا على هذا المقال الرائع الذي أماط اللثام عن حقيقة العلمانيين في العالم العربي.

  • Kheddam

    baraka allahou fik ya chikh... vrai a 100%

  • حوحو الجزائر

    قال أحد المثقفين : لم تعرف الحداثة نسخة أشدَ حزنا ولا أكثر مسخا مما عرفته في بلاد العرب والمسلمين، فهل يمكن أن يتمدن الجسد ويبقى العقل في معزل عن التمدن والحضارة ، كيف يمكن أن يعيش الإنسان في عصرين متباعدين في آن واحد ؟ ما هي النتائج المترتبة عن هذا التمزق الحاصل في الذات العربية التي تعيش ماديا في القرن الحادي والعشرين وذهنيا في القرون الوسطى ؟

  • شاهد على العصر

    أغلب المثقفين العرب بمختلف توجهاتهم ، يدعون إلى الديمقراطية ... لكن الغريب ان الكثير من هؤلاء يرفضون الشرط الأول لهذه الديموقراطية الا وهو (العلمانية) ، التي تُساوي بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات ، بغض النظر عن دياناتهم أو مذاهبهم أو أعراقهم ... كما هي مطبقة في الدول المتحظرة الغربية ويحضرني هنا بالمناسبة قول للمفكر العراقي علي الوردي : لو خيرت العرب بين الدولة الدينية والدولة العلمانية لاختاروا وانتخبوا على الدولة الدينية في أوطانهم ثم ذهبوا للعيش في الدول العلمانية في الغرب .

  • tadaz tabraz

    لا يمكن للديموقراطية أن تنبت في بلد كل من تجرأ على التعبير عن أرائه الا وتعرض لوابل من الشتائم والاتهامات وأحيانا التهديدات من قبل من تحجرت عقولهم ومن توقف بهم الزمن في عصور أكل عليها الدهر وشرب .علما ان الركيزة الأساسية للديموقراطية هي حرية التعبير وقبول الرأي المخالف بل وتعايش الأراء والأفكار .

  • نحن هنا

    "ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله"فاطرآية43

  • مازوزي

    بما أنه يمتلك كل هذا الكم الهائل من الشهادات والانجازات و الأوسمة : شهادة دكتوراه - أستاذا محاضرا - خبيرا في الأمن المعلوماتي وتكنولوجيا الاتصالات -يملك 22 شهادة عالمية في مجاله - له أبحاث علمية نشرت في مؤتمرات وصحف عالمية ....... فلماذا لم يتحدى المدعى عليه لمناضرة تبث علينا نحن المتعطشين لمثل هذه .. ولماذا اختار اللجوء للعدالة ضد شخص لم يجرم في حق أحد بل ذنبه أنه عبر عن رأيه لا أكثر ولا أقل .