-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عمالة في ثوب “تعاون”

حسين لقرع
  • 2420
  • 11
عمالة في ثوب “تعاون”

منذ أشهر قليلة، دعا المعارض السوري كمال اللبواني الكيانَ الصهيوني إلى الإطاحة بالنظام السوري عسكرياً مقابل تنازل المعارضة له عن الجولان مكافأة له على إيصالها إلى الحكم.

واليوم يناشد قائدٌ في إحدى كتائبالجيش السوري الحرّالصهاينة أنيتعاونوامع من وصفه بـالجهات المعتدلةفي المعارضة المسلحة السورية في حربها ضد النظام وحزب الله، ويعتبر هذه الخيانةخطوة تاريخية“.

في الماضي، كانت الخيانة والعمالة للصهاينة وصمة عار لا تُمحى من جبين صاحبها، لذلك كان الخونة يتستّرون على جريمتهم ما استطاعوا حتى لا يُكشف أمرُهم، أما في هذا الزمن المتصهْين، فقد أصبحت العمالة للصهاينةفعلاً محموداًيدعو إلى الفخر، لذلك ترى صاحبها يتبجّح بها أمام الناس دون أيّ شعور بالخجل أو العار.

الشعب السوري ثار منذ أربع سنوات لوضع حدّ للديكتاتورية والقمع وكبت الأنفاس، وإقامة ديمقراطية حقيقية، وانتزاع حرياته الأساسية، وإرساء العدالة الاجتماعيةولم يثُر من أجل أن يُوصل إلى الحكم خونةً لا يتورعون عن عرض جزء من وطنهم للبيع للصهاينة مقابل تمكينهم من الحكم، ويسمّون الخيانةتعاوناًوخطوة تاريخية“.

قلنا من قبل إن المعارضة قد أخطأت حينما اختطفت الثورة السورية وحرفتها عن مسارها السلمي وعسْكرَتْها لتسقط في فخّ النظام الذي أراد جرّها إلى هذا المستنقع لشيْطَنتها، ما أفضى في الأخير إلى مقتل ربع مليون سوري وحدوث دمار هائل وتهجير نصف الشعب دون أن تتحقق أهداف الثورة، ولو التزمت المعارضة بديمومة سلمية ثورتها وأصرّت على انتهاج الطريقة الإيرانية في إسقاط الشاه، لكان خيراً لها وللشعب السوري مهما كانت جسامة التضحيات، وهاهي تنحرف الآن مجدداً بجنوحها إلى خيانة بلدها وشعبها باسمالتعاونمع العدوّ الصهيوني ضد النظام السوري وحلفائه.

لا نختلف في أن بشاراً حاكمٌ استبدادي دموي، أخطأ حينما قابل الثورة السلمية لشعبه في أشهرها الأولى بقمع وحشي، ولكن المعارضة بتصرّفاتها الرعناء وعمالتها للصهاينة، أعادت إليه ألقه، وجعلته يبدو بطلاً وطنياً مُناوئاً للصهاينة والأمريكان.. يقبل بضياع جزء من أراضيه عنوة، ولكنه لا يستسلم للأمر الواقع ولا يعرض بيعه مقابل بقائه في الحكم، ولا يرسل جرحاه للعلاج فيالمستشفيات الميدانيةالتي نصبّها الصهاينة في فلسطين المحتلة، لتبييض صورتهم التي سوّدتها مجازرُهم في فلسطين طيلة ثلثي قرن.

أبهذه الطريقة البائسة تريد المعارضةالمعتدِلة  كما تصف نفسها زوراً أن يحبّها الشعبُ السوري ويلتفّ حولها في حربها ضد النظام، وهي التي تجهر بعمالتها للصهاينة؟

 

لقد قدّمت المعارضة للنظام خدماتٍ جليلة بنذالتها وانتهازيتها وخيانتها، وأعادت إليه المصداقية من حيث لا تدري؛ فالنظام الاستبدادي المناوئ لأمريكا والصهاينة، أكثر شعبية من النظام الاستبدادي المنبطح لهما.. الشعوب لا تقبل أن تجتمع عليها مصيبتا الاستبداد والعمالة للعدوّ معاً، وتتّبع المثل الجزائري القائل: “كن سبعا وكلني!” ولكن المعارضة السورية لم تدرك هذه الحقيقة، أو أدركتها ولم تكترث بها لأنّها لا تراهن على نصرة شعبها لها للوصول إلى الحكم، بل تراهن على الوصول إليه على ظهر الدبابات الصهيونية

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • مواطن

    في الحقيقة أظن أن الجميع يتحمل المسؤولية .النظام السوري يتحمل جزء من المسؤولية .و أنظمة الخليج العميلة أيضا مسؤولة عن الوضع .لأنها لا تريد لأي تجربة لتغيير الحكم بطريقة سلمية .لأن التغيير يعني نهاية عروشهم .النظام السعودي يدعم الإنقلاب العسكري في مصر و يأيد الأقباط ضد المسلمين . النظام السعودي كان يأيد جون قرنق المسيحي ضد المسلمين في السودان . سبب البلاء في العالم الإسلامي هو النظام السعودي

  • moh

    أنا لا أدافع عن الإرهابيين . و لكن .أن يحتكر الحكم في عائلة واحدة و هي آل الأسد و يحتكر الإقتصاد في عائلة واحدة و ويتم تعيين المسؤولين على الهوية فهنا يكمن الخطر .لو قام النظام السوري بإصلاحات حقيقية لما وصلت الأمور إلى هذا الدمار

  • moh

    للتوضيح فقط. الاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سوريا .موجودين في مخيمات اللاجئين في تركيا و يالآلاف .كنت في تركيا منذ عدة أشهر و إلتقيت بفلسطيني عامل في أحد المطاعم و أخبرني عن أوضاع الفلسطينيين اللاجئين المزرية في سوريا

  • صالح/الجزائر

    6) يتآمرون على سوريا وعلى غيرها من الدول العربية ؟ .

  • صالح/الجزائر

    5) الجزيرة ( التي حولوها مع الأسف إلى ‘‘ الخنزيرة ’’ ) ، قناة العربية ( التي لم تعد عربية ) ، قناة فرانس 24 من باريس ( التي دمرت ليبيا ) ، قناة BBC أرابيك من لندن ( أو لندنستان ) ، وعبر غيرها من بعض العواصم والقنوات الغربية وعملائهم المحليين الآخرين ؟ .
    كيف تريد للسوريين ، أو للجميع ، أن يثقوا ، إذن في السوريين الذين ، مع " أصدقاء سوريا " من هؤلاء ومن غيرهم ، من المغرر بهم ( كالرئيس التونسي السابق ، الذي وقع له مع التونسيين في 2014 ما وقع سابقا للسيدين بلير في بريطانيا وأزنار في إسبانيا )

  • صالح/الجزائر

    4) الأعداء الحقيقيون لسوريا ولبقية الأمة العربية والإسلامية " ؟ .
    هل من المنطق أن ننتظر ، إذن ، أي منفعة لسوريا ، ولغيرها من الدول العربية ، من هؤلاء المتربصين ومن المنافقين ، و" آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " ، وقد يضاف إليه " وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر " ؟ .
    من أين كانت تطل علينا " المعارضة " ؟ السورية ، السياسية منها والعسكرية ؟ .
    أليس عبر إسطنبول ( التي تقيم علاقات متينة مع الكيان الإسرائيلي ، وهي القوة البرية الرابعة في الحلف الأطلسي ) ، عبر قناة

  • صالح/الجزائر

    3) أظن أن الشعب السوري ، كغيره من الشعوب الأخرى العربية منها وغير العربية ، ليس في حاجة إلى الغليون ( أو la pipe ) ، أو إلى جامعة السوربون ، لكي يرى الأمور بوضوح ويبسطها ( حتى ولو عقدوها ) ، ويحللها بحكمة إلى عناصرها البديهية ليتمكن من فرز الخيط الأبيض من الأسود.
    لماذا لا نقل مثلا أن أغلب السوريين ، وأغلب الشعوب العربية والإسلامية ، المنسجمة مع تفكيرها ، ترى في أمريكا ، في ربيبتها إسرائيل ، في حلفائها من دول " الحلف الأطلسي " ( وتركيا عضو بارز في الحلف ) ، وفي بعض عملاء الخليج ، بأنهم هم

  • صالح/الجزائر

    2) وهذا كان يطرح أكثر من علامات استفهام كبيرة .
    والدليل على سوء النية المبيتة أن هذا السيد لم يقم ، فيما بعد ، بفتح مخيمات لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يعانون كثيرا في مخيم " اليرموك " في سوريا ، بعد امتعاض النظام الديكتاتوري في دمشق من تصرفات بعض زعماء " حماس " ، التي اعتبرت خيانة ( أو ضربة خنجر في الظهر ؟ ) .
    لماذا السيد أردوغان ( فضل ؟ ) السوريين الآمنين في ديارهم وأعمالهم على اللاجئين الفلسطينيين ، وهو الذي كان يتغنى باستمرار بفضائل السفينة مرمرة ، بالحصار ، وبقطاع غزة ... الخ

  • صالح/الجزائر

    1) المثل الجزائري يقول أيضا : " لعشا لمليح إبان وقت العاصر " .
    الثائر الحقيقي ، وليس المزيف ، المجاهد سليمان عميرات ، رحمه الله قال ذات يوم : " لو خيرت بين الجزائر والديمقراطية ، لاخترت الجزائر " .
    الشعب الجزائري عانى الويلات في سنوات الجمر ( في العشرية السوداء ) ، لكن لا أحد من المتخاصمين استنجد بالخارج للتدخل العسكري أو لفرض منطقة عازلة ؟ .
    لا يجب أن ننسى أن السيد أردوغان بدأ في تهيئة مخيمات للاجئين السوريين ، قبل أن يفكر السوريون في الهجرة ، وقبل حتى الأردن ولبنان من أرض الشام .

  • بدون اسم

    لن ترضى عنكم إسرائيل ياخونة.
    من انتم ايها الانذال الجبناء الخونة تقايظون الارض السورية بالكرسي أخزاكم الله،فضحتم أنفسكم لن تضي عنكم إسرائيل ولوتنازلتم عن كامل الاراضي السورية لأنها تعرف وزنكم في الشعب أما الجولان فهي تحت قبضتهامنذ حرب 67 ولاتحتاج إلي من يتنازل لها عنها .إن الامة كانت تنتظرمنكم تحرير الحولان لابيعه أما وقدبعتم عرضكم وشرفكم قبل بيع الارض فالخزي والعاريلاحقكم الي يوم الدين إذا لم تتوبوا وتعتذروا إلي شعبكم .اللهم انقذ أهل سوريا من أيدي الخونة والمستبدين،واجعل لهم فرجا ومخرجا.

  • صالح

    النذالة والخيانة.
    يالها من نذالة وخيانة ،أي خزي هذا ألا شاهت الوجوه، وجوه الخزي والعار،إنها طعنة في الظهر بخنجر مسموم للشعب السوري.هرب من الاستبداد_الخيانة المقنعة_وقع في حضن الخيانة المكشوفة ، بيع البلاد بلا هوادة_تيهوديت_.{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد وكثير منهمفاسقون.}الحديد آية 16.الهم لاتواخذنا بما فعل السفهاء،وجعل لأهل سوريا فرجا ومخرجا من قبضة الانذال والخونة والمستبدين.