منوعات
غرائب وطرائف في تكريم لاعبي المنتخب الوطني

عندما تتحول الهدايا من تكريم إلى إهانة

زهيرة مجراب
  • 25472
  • 20
ح.م

تعد الهدية عربون محبة وصداقة والتكريم اعتراف بالجهد المبذول من قبل الشخص المكرم، لذا ينبغي اختيارها وفق عدة معايير أهمها أن تكون مناسبة له ويراعى فيها الجمالية والقيمة، غير أن الضجة التي أحدثتها تكريمات لاعبي الفريق الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي قد أكدت افتقاد البعض لفن اختيار الهدايا.

حظيت التكريمات التي قامت بها جهات رسمية ومسؤولون سامون في البلاد للاعبي الفريق الوطني بعد تتويجهم بكأس أمم إفريقيا الثانية في تاريخ البلاد بعد غياب 29 سنة كاملة، بموجة من الرفض والاستهجان، فالهدايا لم تكن ترقى لمستوى إنجاز اللاعبين الكبير ولا مكانتهم في الفريق، وهو ما أعاد سيناريوهات التكريمات المتكررة وحتى الجوائز المقدمة في عدة مواعيد ومسابقات ثقافية والتي بدل من أن تكون حافزا وتشجيعا تتحول إلى إهانة كبيرة.

التكريمات و”سيرفيس القهوة” قصة عشق لا تنتهي

صنعت صور تكريم اللاعبين الدوليين يوسف بلايلي وبغداد بونجاح الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما يحملان طاقم قهوة أو مثلما نسميه بالعامية “سيرفيس تاع قهوة” قدمه لهما والي ولاية وهران، في حفل تكريم خصهما به عقب عودتهما للوطن بعد التتويج بالكأس الإفريقية. حيث بدا اللاعب بونجاح وهو في قمة الدهشة والانبهار حتى الفايسبوكيون لم يصدقوا للوهلة الأولى أن الأمر متعلق بطاقم قهوة وهو ما يسمونه الرفيق الدائم للأعراس والجوائز والتكريمات الجزائرية، وكان ينبغي على حد قولهم اختيار هدية أخرى تليق بهما وبحجم الإنجاز الذي قاما به والفرحة التي أدخلوها في قلوب الجزائريين.

“ساعة رواق” لعطال و”كادر” لبن سبعيني

لم يكن تكريم اللاعبين السابقين هو الصدمة الوحيدة للفايسبوكيين فقد تلتها صدمة أكثر قوة، بعد قيام والي ولاية تيزي وزو بتكريم اللاعب عطال بساعة حائط تستخدم في تزيين رواق المنزل، لتكون هدية مدينة الجسور المعلقة قسنطينة لبن سبعيني عبارة عن إطار “كادر”، وفيه ما يشبه صينية “سنيوة” مصنوعة من النحاس، مما جعل الجميع يستغربون من هذه الاختيارات غير الموفقة مطالبين بتعيين مختصين في الإدارات الرسمية حتى يتكفلوا بأمر اختيار الهدايا والتكريمات في المرات القادمة، أو الاكتفاء بشهادة شرفية ومجسم حفظا لماء الوجه.

الأواني هدايا للمتفوقين في البكالوريا و”البيام”

لا يقتصر أمر الاختيار السيء للهدايا على اللاعبين فقط بل حتى الناجحون في البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط في بعض الولايات يتم تكريمهم بهدايا ليس لها أي علاقة بالنجاح الذي أحرزوه، وفي الغالب تتنوع مابين طاقم قهوة، طاقم عصير، شاي أو حتى بعض اللوحات والمجسّمات التي تستعمل في تزيين الطاولات “لي بيبلو”، وقد يكون التكريم كؤوسا في الكثير من المرات وهو ما يبعث حيرة التلاميذ الناجحين حول حاجتهم لهذه الأواني وما الجدوى من تقديمها لهم، في الوقت الذي يحتاج فيه التلميذ لكتب أو أجهزة كومبيوتر أو هواتف نقالة ولوحات إلكترونية تتناسب مع سنه والعصر الذي نعيش فيه.

الجوائز الثقافية أموال زهيدة تهين الفائز بدل من تشجيعه

يبدو أن الأوساط الثقافية هي الأخرى تفتقد للاختيار الجيد للجوائز والهدايا حيث تتحول التكريمات والجوائز المادية المقدمة من قبلها في عديد المرات لإهانة، بدل من أن تكون تحفيزا، فبعض المسابقات الثقافية ترافقها هالة من الدعاية والإعلانات لتكون قيمة الجائزة زهيدة جدا لا تغطي مصاريف التنقل وشراء ملابس جديدة لحضور الحفل، بينما تكون المبالغ المالية المقدمة في المسابقات العربية معتبرة وبالعملة الصعبة تسهل عليه الكثير من الأمور كما تشجع الفائز فيها على خوض التجربة مرة أخرى.

أطقم الشاي والقهوة الراعي الرسمي للأعراس

الحقيقة تقال إن الاختيار السيء للهدايا في الجزائر لا يقتصر على الهيئات الرسمية فقط، بل يشمل مختلف طبقات المجتمع وفي جميع المناسبات من ولادة، نجاح وحتى زفاف، وبعدما كانت العائلة في السابق تلتف حول العروس أو العريس وتستفسره عن طبيعة الهدية التي يرغب في الحصول عليها، أصبحت العشوائية والبحث عن أرخص هدية هما السمة الغالبة والمميزة لها، فبعد إزالة الأغلفة الملوّنة والمزينة بالأشرطة على الهدايا تكون الصدمة، فالهدايا إما طاقم عصير أو قهوة وإما طاقم “الفلان”. ليكون دخول الإناء الزجاجي الخاص بوضع الحلوة “البونبونياغ” التي لا يتجاوز سعرها 600 دج وكذا صحن الحلويات وثمنها 700 دج، السوق المحلية بقوة سببا رئيسيا في تحوّلهما للراعي الرسمي لهدايا الأعراس والنجاحات في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة