-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يسألن في كل شئ عن أي شئ

عندما يحسن “التقرعيج” مزاج النساء!

سمية سعادة
  • 3419
  • 33
عندما يحسن “التقرعيج” مزاج النساء!
ح.م

يعدُّ “التقرعيج”، مثلما يُقال في العامية الجزائرية، من السلوكات المنتشرة بصورة كبيرة وسط مختلف فئات المجتمع، خاصة بين النساء اللواتي يبدو أنّهنّ لا يقدرن على العيش إلا بتتبُّع كلّ صغيرة وكبيرة لدى الجيران والأقارب، والبحث في التفاصيل وحشر أنوفهنّ في كلّ شيء، الأمر الذي يحسن مزاجهن ويخفف من ضغوطاتهن النفسية.

ومن الأماكن المفضلة بالنسبة للنساء لممارسة هواية “التقرعيج” نجد الحمامات والأعراس بما توفره من بيئة ملائمة للتجمُّع والحديث دون رقيب أو حسيب، حيث تلتقي “الشامية” و”البغدادية”، كما يُقال في المثل، حول مائدة عليها ما لذ وطاب من أخبار وحكايات مثل “فلانة تزوجت” و”علانة تطلقت”، وبينهما حكايات وقصص كثيرة، بعضها يحمل تفاصيل حقيقية وبعضها الآخر مغلّفٌ مختلقٌ بهدف الشماتة والاستهزاء.

تروي السيدة حكيمة.ن، وهي موظفة بإحدى المؤسسات الاقتصادية الخاصة، أنّها تضرّرت من هذه الممارسات النسوية التي لا تنقطع عن “التقرعيج” حول كلّ صغيرة وكبيرة في حياتها الخاصة، إلى درجة أنّها فكّرت مرارا وتكرارا في مقاطعة كلّ تلك المجالس والنأي بنفسها عن تلك التجمُّعات التي بطلاتها لا يتعبن من تعقُّب حياة الآخرين الشخصية، لكنّها مع ذلك، لم تجد حلًّا لائقا يسمح لها بالتعامل مع أولئك النسوة اللّواتي يشتغلن معها داخل هذه المؤسسة التي تعمل بها، وهنّ لا يختلفن كثيرا عن النساء اللّواتي يتردّدن على الحمّامات والأعراس والولائم المختلفة، حيث يسألنها عن كلّ شؤونها الخاصة، وبما أنّها من النساء اللّواتي يُفضّلن الاحتفاظ بأسرار عائلتها وأقاربها بعيدا عن سوق المزايدات النسائية، فقد وجدت صعوبات جمّة في النأي بنفسها عن تلك الجلسات التي تعقدها زميلاتها في العمل، ويقمن خلالها بتشريح المشكلات الاجتماعية وتدارسها، وكأنّهنّ أخصائيات نفسانيات أو اجتماعيات يبحثن عن حلول ناجعة لتلك المشاكل والآفات الاجتماعية.

ومن بين الأمور التي تذكر هذه السيدة أنّ زميلاتها لا يتردّدن في السؤال عنها أجرتها الشهرية، فضلا عن تفاصيل أخرى تتعلّق بأبنائها ونتائجهم الدراسية، التي تُفضّل أن تحتفظ بها لنفسها خشية أن تمسّهم عين الحاسدين لأنّهم من التلاميذ النجباء.

في الجهة المقابلة، تؤكد السيدة كريمة.ع، وهي موظفة في قطاع التعليم، أنّها تشعر أحيانا بالملل نتيجة ضغوطات العمل وكذا صعوبات حياتها الأسرية التي تعيشها بالحاجة إلى التنفيس عن نفسها، حيث تعتبر أنّ ملاذها الوحيد للهروب من تلك الأجواء المقلقة هو الحديث إلى بعض صديقاتها في العمل؛ وبما أنّهنّ يُعانين من مشكلات متشابهة، فإنّهنّ يلجأن إلى الخوض في شؤون معارفهنّ، وهو الأمر الذي يجرُّهنّ، تناول مواضيع الزواج والطلاق وتفاصيل إنفاق أجرتهنّ الشهرية، ويُحاولن قدر المستطاع الابتعاد عن الحديث في كلّ ما يتعلّق بالدروس وشؤون التلاميذ، لأنّ ذلك يزيد من الضغط عليهنّ، إذ يُحبّذن نسيان كلّ ما يتعلّق بالمدرسة والتزاماتها، وهذا ما يدفعهنّ دفعا إلى “التقرعيج”، حتى وإن اعترفت هذه المعلمة أنّه من السلوكات التي تكرهها، لكنّها تُقبل عليه رفقة زميلاتها، على اعتبار أنّه “شرٌّ لابدّ منه” للهروب من ضغوطات العمل المستمرّة، وهي تؤكد أنّه لولا “التقرعيج” لدخلت “سكة لهبال” دون أن تدري نتيجة عدم وجود متنفس آخر تشغل به نفسها؛ فهي لا تستطيع أن تؤمن مبلغا من المال طيلة عامل كامل من العمل دون انقطاع يكفيها للسفر من أجل قضاء سنوية تُنسيها هموم العام الدراسي المثقل بالتضحيات، وتجعلها تستعيد أنفاسها لتعود بروح مقبلة على الجد والاجتهاد في العام الدراسي الموالي.

وتروي السيدة نورة. س، وهي ماكثة بالبيت، أنّ تتبُّع خصوصيات الناس ليس من أولوياتها بالرغم من كونها لا تشتغل وتقضي معظم وقتها في رعاية أبنائها وشؤون أسرتها، حيث تعتبر أنّ حياتها وضعتها ملك عائلتها الصغيرة، ولهذا فهي تسعى جاهدة من أجل إرضاء أبنائها بتنويع الوجبات التي تحرص دائما على أن تكون في مستوى تطلُّعاتهم، خاصة وأنّ أكثرهم يحبّ الأكلات التقليدية التي تتفنّن في صنعها باستمرار. وعلى هذا الأساس، لا تجد السيدة نورة وقتا مستقطعا تستغلُّه في الحديث مع جاراتها أو معارفها عن شؤون الآخرين، التي تعتبر أنّها لا تهمُّها، لا من قريب ولا من بعيد، وأنّ حرصها الأول والأخير هو الوفاء بالتزاماتها تجاه أسرتها.

وحتى وإن انقسمت النساء ما بين عاشقة لفكرة “التقرعيج” وكارهة لها، فإنّ هذه الظاهرة تظلُّ لصيقة بسلوكاتنا المجتمعية طالما هناك من ربّات البيوت من لا يكفيهنّ العيش في دائرة بيوتهنّ ويتطلّعن دائما من النافذة لعلّهنّ يظفرن بمن يتزوّدن منه بتلك الأخبار التي تحدث وراء الأبواب المغلقة البعيدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
33
  • إلى 27

    27 إذا كان الرد من جزائري من ذوي العاهات الذهنية المستديمة أو مصرية من نفس النوع ، أقول لها باختصار ( الذهب لا تزين بها أرجلها سوى تلك التي تضع أرجلها في أعلب أوقات عملها مكان رأسها وهي نفس وضعية الذكور المخنثين والمتخلفين فكريا طبعا ، هذا مكان ) في غير الفئتين يعتبر الرد مزحا وكأن لم يكن .

  • الحقيقة

    وكيلو ربي عن ام درمان

  • الواضح الصريح

    27 أرغب في الرد عليك فقط لو تفضلت مشكورة بتحديد جنسيتك جزائرية ام مصرية ؟

  • الشيخ سمسو

    التعليق 16 ، 17 و 20 كلها لجزائري موجهة لأمينة ردا على التعليق رقم 18 الذي أعتقدة لأمينة الجزائرية ربي يحفظها لنا ولوطنها الجزائر لا لغيرها .

  • إلى الأمل المفقود

    النظافة واحدها من تصطدم بذلك ........ سنة قدرها من أقتضت ذلك ، أنت نور والنور يبقى نورا وإن انزعجت الحشرات

  • شمس الجزائر

    تذكرى دائما انه من أجلك أنتى إصطدمت بنفايات البشر .... الله يسامحك ...

  • الإعتراف بالحق فضيلة

    أنا فعلا أخطأت بتعليقى فى هذا المكان .. فالدهب يجب عليه ألا يتباسط فى قيمته فيصبح عرضه لأى امرأة لأن تعلقه فى رقبتها .. وبحكم أن منهن ناقصات عقل .. لايقدرن قيمة ما بأيديهن .. فمن الوارد أن تنزعه من عنقها وتزين به إصبع قدمها ولا تشعر حتى بحمق تصرفها .. بل تظن بحماقة عقلها إنها تحسن صنعا ..

  • الحقيقة

    شكرا اختي اقدر شعورك. وعفا الله عما سلف فالخبر ليس كالمعاينة الحمد لله

  • امينة

    انتع الصح ماني فاهم والو!!!!!!!!

  • الشيخ سمسو

    سبق أن قلت لأ..... ماتديرليش كاميرا كاشي على الطريقة المصرية

  • امينة

    لم افهم كثيرا مماورد ولكن لم اسب يوما مصر او المصريين ولم يسبق لي التعامل معهم حتى ااسبهم وما قلته حقائق رايتها وسمعتها من ام درمان وقلت واكرر اساءت لمصر كثيرا ,,,,,,,

  • الشيخ سمسو

    إذا أنت مصري او مصرية أرجوك أن لاتكتب في الجرائد الجزائرية ، صدقني أشعر بألم وتقزز كبير وأنا أقرأ تعليقك ( لا أعرف كل المصريين حتى أحكم على أخلاقهم ونفاقهم لكن من خلال الشرذمة التي تسيء للجزائريات والجزائريين كلما اتيحت لها الفرصت أصبحت واصبح الجزائريون وعددهم كبير ممن لهم الانافة وعزة النفس والكرامة لا يتحملون سماع كلمة مصري ولا شم ريحتهم ) أنا احسبتك جزائرية ، خفت من المعزة خرجتلي بقرة

  • صدقاً أتكلم ..

    أزعم إننى تعاملت معكى بأخلاق رغم تجاوزاتك وسبك لمصر والمصريين .أنا ناوشتك بلطف فقط إكراما للجزائر التى أحبها وأعتبرها بلدى لكن عمرى ما جرحتك ولاقلت لكى كلمات صادمة. ولو حصل فكرينى فهذا ليس خلقى ولا خلق معظم المصريين .أنا لا أكرهك و انتى فى النهاية أختى غصب عنك ولو كرهتى أو رفضتى .لوأنا بدولة أوربية ووجدت من يعتدى على جزائرية أو عربية فلن أتركها ولو مت .ليست نرجسية بل حقيقة ان قلت لكى اننى واحد من أكثر المصريين دينا وخلقا وعلما وحبا للجزائر ومع ذلك ترينى أنتى إننى بلا خلق. كراهية المصريين والتشكيك فى أخلاقهم ونواياهم عندكم أصبح (كلاشية).إتهام مسبق وريبة لا إرادية لأى شخص يحمل الجنسية المصرية

  • فاهمني امليح

    ( أنت أستاذ في الهيلوغرافيا ؟ ) شمس الجزائر مشرقة دوما إنما رفع الرؤوس وسيلة رؤيتها هي الأستثناء ـ قد يكون الأستعمار الفكري البدائي بسلاح الدجل والشعوذة المنتج للقيد الذاتي للأستعباد الآلي هو السبب المباشر زائد(الكوكايين المقدس ) فاهمني أمليح فقط تعاني مثلي بشيء من القيد الذاتي أحيانا.(اشرحلي اشوية على الهيلوغرافية ، اسمع بالمصطلح فقط ) بدافع المصالح يكون للغير السيء حق اللجوء إلى أستعمال أية وسيلة وفقا لقاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وللحالمين السذج الحق في تصديق أحلامهم لكن ليس من حقهم ولو باستطاعتهم فرض طأطأة الرأس وإلزام الغير الأفظل بعدم الأمتناع عن مشاركتهم الأحلام أساس حجب رؤية الشمس

  • امينة

    كثر الكلام عن الاخلاق في الاونة الاخيرة اين كانت تلك الاخلاق في ذلك اليوم المشؤوم الذي ركلت فيه النساء على مراى الجميع واعتدي على الضيوف بالحجارة وعلى الاموات بهتانا وزورا ليت الاخلاق تعود يوما

  • يزداد تقديرى لها ..

    16 ، 17 ... تعليقات هيلوغروفية غير مفهومة ... لم ولن أفقد ثقتى فى قدرات العقلية الجزائرية ولا فى قدرة أبناء الجزائر على التعبير .. لكنى أرى أن شمس الجزائر المشرقة حالة إستثنائية فى تاريخ الجزائر وطفرة فى الجين الوراثى الجزائرى ...مليون تحية لها لو كانت حاضرة بذاتها الحقيقية أو لمن تتقمص شخصيتها لأنها بالنهاية تحمل جزءاً من روحها ...

  • أكيد لن يحدث

    13 من أجل بقائك شامخة سأفجر نفسي قربانا لمن تحمل الجزائر في قلبها .

  • محمد ت

    الوكيل انتاعي ربي يحفظو راه إيقوم بدوره على احسن مايكون ( كينعرفك دائما معك ظالمة أو مظلومة )

  • ؟

    أنا مش عارف انت عايز تقول ايه .. بس اللى انا عارفة أن الجزائريين وخصوصا الرجال يتميزوا بالصراحة والوضوح ..ولا يحتاجو للإسقاطات أو الإستعارات أو الجمل الضمنية للنقد و توجيه الإتهامات .. ..يا ريت الإتهام يكون واضح وسأرد عليه إنكاراً أو إقراراً ...

  • محمد

    باختصار شديد هناك قلم يعبر عن اخلاقك وقلم يرفع صاحبه الى ا لعليين ولو بكلمة مختصرة هل ربحت ام رسبت في الامتحان دهرا للتفكير

  • مين عالم

    إن شاء الله مصر والجزائر ستتأهلان لمونديال 2022 فى قطر .. ووارد نقابل بعض ..وجايز نقعد جنب بعض أنا وأنتى فى كرسين متجاورين فى ستاد حمد الرياضى .. زى مبنشوف جماهير الفرق المتنافسة فى مونديال روسيا الحالى .. أنا بالعلم المصرى بشجع مصر ..وأنتى بالعلم الجزائرى بتناصرى الجزائر .. هيبقى أحلى كأس عالم .. الشىء الوحيد اللى هأبقى شايل همه ساعتها ..النووى الكامن فى الرأس العالية اللى ممكن يفجرنى أنا والإستاد فى أى لحظة ..

  • امينة

    بالتوفيق في مونديال 2062 مع انه ماخليتوش ذكرى جميلة للاجيال القادمة في روسيا 2018

  • الحكم واكل رز

    أنا كده حسيت إن تعبى جاب نتيجة ومرحش هدر .. وإبتدت نظرية الأوانى المستطرقة تحدث أثرها .. هوى وروح ونسمات الشرق خلاص طارت للغرب ... بقينا لطاف وظراف ودمنا أنثوى خفيف ورحمة الله على أيام السيد / أمين المحلاوى ..

  • امينة

    رقم 8السعودية 2مقابل1لمصر

  • انيس

    تقرعيج على المصلحة الدنياوية لي عنده الفلوس ابوسوله صباطه ويعبدوه

  • كل واحد يخلى باله من تقرعيجو ...

    يقذفن الناس بالحجارة وبيوتهن من زجاج .. ويأمرن الناس بالبر وينسون أنفسهن .. لا ميزه فيهن سوى إنهن سرعان ما يشعرن بالبطحة التى فوق رءوسهن.. اللهم قنا شر التقرعيج وأهلن...

  • يهرب

    الهواية التجسس المهنة الغيبة والحرفة النميمة تساوى فيها النساء والرجال على حد سواء بعد ما احتكرتها النساء من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته وفصحه. في عقر داره ولو بعد حين

  • مزاج النساء

    فى ستات دماغها فيه نووى وفى حالة ثوران دائم لا نافع معاها لا تقرعيج ولا تقرجوع ......

  • امينة

    هو غتبة ونميمة

  • ANA

    هذا ما يسمى بالغيبة وهو ما نهانا عنه الشرع في القرآن أو السنة.
    ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ (12) ﴾ آية من سورة الحجرات
    (( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) حديث

  • حل وحيد

    انتهى .التقرعيج

  • حل وحيد

    مقاييس الاخلاق في الماضي ايام جداتنا تختلف اذا ارادت خطبة امراة لابنها اخذت تعول عليها فان هي احتملت الاثقال والاو و زار استحملتها واستدعت ابنها ليوافق وان هي دخلت في كومة النسيج لا يراها الراءي من ضعفها كرهتها ويقال رمانة على انها مشدودة

  • حل وحيد

    لا يهم