-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن تخفيف التراويح وما شابه

حسان زهار
  • 891
  • 1
عن تخفيف التراويح وما شابه

لا أدري لماذا ترتبك بعض الدول العربية، ومن بينها للأسف الجزائر، كلما حل شهر رمضان المبارك، عندما يقبل المسلمون على دينهم، صياما وقياما ورغبة في التوبة، فتبدأ التعليمات العلنية والسرية من الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارات الشؤون الدينية والأوقاف في تلك الدول بالاشتغال في محاولة “غير بريئة”، لعرقلة مثل هذا التوجه الإيماني لتلك الشعوب المتعطشة لدينها، عبر مختلف الأساليب الملتوية، والتي لا تقنع أحدا.

في مصر مثلا، تعليمات متلاحقة، لتحجيم صلاة التراويح، ومنع مكبرات الصوت، وتحديد درس المساء بأقل من عشر دقائق، ومحاصرة صلاة التهجد، ومنع المقرئين أصحاب الأصوات الشجية من إمامة الناس، وخنق كل حركة إلا بتصريح مسبق، بينما تتخبط وزارة الشؤون الدينية عندنا في فنجان ماء، حين يتحدث أئمة عن تعليمة بتخفيف صلاة التراويح بساعة واحدة، ورغبة جامحة في إسكات مكبرات الصوت، وضبط الآذان، مع الحرص الشديد على أن يكون الخطاب الديني في رمضان الذي تكثر فيه جلسات الذكر وفق إطار “المرجعية الوطنية”.

ورغم نفي الوزير محمد عيسى لتعليمة تخفيف صلاة التراويح، بنفس الطريقة المثيرة التي تم بها نفي تعليمة حث الأئمة للمصلين في المساجد على الانتخاب، يبقى هذا التوجه نحو تثبيط العبادة الحرة للمواطنين، هاجس الكثير من الأنظمة العربية، كما أن كثرة الكلام الفضفاض عن ضرورة استحداث خطاب ديني وفق المرجعية الوطنية، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مفهوم هذه المرجعية “الإقليمية” لدين عالمي مثل الإسلام.. فهل هكذا يتم خدمة الدين؟

إننا في الجزائر من البلدان التي ستكون فيها فترة الصيام طويلة بحيث تزيد عن 15 ساعة في اليوم، مع حرارة مرتفعة، وهي وضعية كان من المفترض أن تواجهها الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية بمزيد من التسهيلات لأداء شعيرة الصيام في أفضل الظروف، وفي أجواء من التراحم والرحمة والحرية، أما وأن يكون القصد تخفيف الصلاة من أجل متابعة المسلسلات، أو التفرغ للعب “الضامة” مثلا.. فهذا ليس من الدين أبدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Redouane

    بارك الله فيك