الرأي

عيد مبارك.. ضباطنا وجنودنا

محمد سليم قلالة
  • 5425
  • 16

لا شك أن أكبر تهديد تعرفه الجزائر في المدة الأخيرة هو التهديد الأمني بشكل عام وعلى حدودنا الجنوبية بشكل خاص، والتهديد الأمني له انعكاس على جميع مناحي حياتنا وبالأخص الاقتصادية وما لها من أثر على الحياة اليومية وعلى لقمة العيش بالنسبة للمواطن.

قد يفصل البعض بين التهديد الأمني ولقمة العيش، وقد لا يرى علاقة مباشرة بين ذلك، ولكن عند الربط بين ارتكاز اقتصادنا الوطني على المحروقات، وبين وجود هذه المحروقات في الجنوب يتأكد لنا بلا مجال للشك مدى حيوية الاهتمام بأمن حدودنا الجنوبية فضلا عن بقية المنافذ والثغور التي قد ينفذ منها هذا التهديد.

لذا فإنه من قبيل الاعتراف بالجميل، ومن قبيل تثمين الجهد المبذول، أن نتذكر بمناسبة احتفالنا بعيد الفطر المبارك ونحن ننعم بالطمأنينة والاستقرار، ونفرح مع عائلاتنا وذوينا، نتذكر أبناءنا الذين هم اليوم، في عز حر الصيف، وفي عمق  الصحراء، وعند كل ثغر من الثغور، بعيدا عن الأهل والأحباب، يقومون بواجبهم تجاه الشعب والوطن، يحرسون كل شبر، ويمنعون أن تمتد يد الغدر مرة أخرى لمصدر ثروتنا الأول أو تعبث باستقرار بلدنا، من عناصر الجيش الوطني الشعبي ضباطا وجنودا، وقوات أمن بمختلف أسلاكه، الساهرون المضحون بعيدا عن الأهل والأحباب حتى يبقى هذا العيد عيدا سعيدا لكل الجزائريين، وحتى تُحمى لقمة عيش المواطن البسيط، ويطمئن الشاب على مستقبله والعامل على عمله، إلى حين نتخلص من هذا الاعتماد المبالغ فيه على باطن الصحراء، ونحول هذه الثروة التي دفعنا بالأمس لأجل استعادتها أرواح الشهداء، ونضحي اليوم لأجل أن تستمر متدفقة بخيراتها علينا بجهد وعرق خيرة أبنائنا…

نقول هذا الكلام ونحن نتذكر مأساة تيڤنتورين منذ أشهر قليلة، وكيف أرادت بعض القوى أن تستغلها لتمرير مخططات معدة سلفا تجاه بلادنا، وكيف أرادت بعض كبريات الشركات الدولية أن تجعل منها حجة لتمرير شروط مجحفة على اقتصادنا الوطني، وبعض المتربصين أن يجعلوا منها فرصة للمتاجرة بالصعوبات التي تعرفها ولايات الجنوب، لولا تدخل أبنائنا مرة أخرى في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة لوضع حد لمخططات البعض وأوهام البعض الآخر.

 

مرة أخرى تحية لكم أيها الأبناء الأعزاء الشجعان، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير…

مقالات ذات صلة