غازي ينفجر بالبكاء و”مدام مايا” تحت الصدمة
في مشهد درامي مؤثر.. انفجر الوزير السابق للعمل محمد الغازي بالبكاء.. يتوسل القاضي إطلاق سراحه ويطلب منه الرحمة بسبب مرضه… السيدة زوليخة وبصوت خافت التمست من هيئة المحكمة البراءة، فيما طالب اللواء عبد الغاني هامل إنصافه بعد أن أكد أنه ضحية “انتقام” وصراع أجنحة، في حين أبدى الوزير عبد الغاني زعلان ثقته في العدالة بعد أن أقسم أنه مظلوم وضحية نصب واحتيال في قضية الحال.
أسدل الستار الجمعة على قضية “مادام مايا” المتابع فيها 11 متهما، بمنح المتهمين الكلمة الأخيرة، والتي كانت مقتضبة، قبل أن يعلن القاضي عن رفع الجلسة وإحالة القضية للمداولة للنطق بالأحكام بتاريخ 14 أكتوبر الجاري، حيث كانت المشاهد الأخيرة من المحاكمة درامية وجدّ مؤثرة بعد حالة البكاء التي دخل فيها الوزير السابق للعمل محمد الغازي الذي نال منه المرض، وكذا الابنة المدللة لـ “مدام مايا”، المدعوة إيمان التي انفجرت بالبكاء بعد مرافعة الدفاع الذي كشف عن مرض السرطان الذي أصيبت به أمها.
في حدود الساعة الرابعة من الجمعة وبعد مرافعات ودفوع المحامين، في اليوم الثالث على التوالي من المحاكمة منح القاضي للمتهمين الكلمة الأخيرة قبل دخول هيئة المحكمة للمداولات والنطق بالحكم في الوقت المقرر، حيث طالب الجميع بالإنصاف، وصرحوا بأنهم أبرياء، وأنهم يثقون في العدالة الجزائرية.
محمد الغازي: أنا بريء وراني مريض.. أطلقوا سراحي
وكانت الكلمة الأخيرة للوزير السابق للعمل محمد الغازي الأكثر جلبا للانتباه، فلم يتمالك نفسه وبصوت متهدج وعبارات عاطفية، ينفجر بالبكاء، وهو يستجدي القاضي العفو عنه وإنصافه أمام التاريخ، وكان يردد عبارات “أنا بريء وراني مريض وأقسم بالله أني ضحية..أطلقوا سراحي”.
عبد الغاني زعلان: أنا أتجرع مرارة الظلم منذ 14 شهرا
الوزير السابق للنقل والأشغال العمومية عبد الغاني زعلان، كان واثقا من العدالة الإلهية، وهو يردد “أنا راض بقضاء الله وقدره”، قائلا “سيدي الرئيس لا ذنب لي في قضية الحال، فقد مارست مهامي في أحسن وجه، ومنحت قرارات الامتياز بطريقة قانونية وبعد أن اكتشفت أنني ضحية نصب واحتيال ألغيت القرارات، وهذا هو الفعل الوحيد الذي قمت به.. أيعقل أن يلتمس في حقي ممثل الحق العام 15 سنة حبسا، وأنا منذ 14 شهرا أتجرع مرارة الظلم.. إلا أن درجتها زادت منذ يومين.. ومع هذا فأنا ثقتي في العدالة لم تتزعزع.لأنني اجتزت في نفس الامتحان..والحمد لله العدالة برأتني… وعليه سيدي القاضي فأنا مظلوم..مظلوم..مظلوم وألتمس البراءة”.
عبد الغاني هامل: أنا ضحية تصفية الحسابات وأطلب البراءة
من جهته فإن اللواء عبد الغاني هامل، رافع من أجله لما منح له القاضي الكلمة الأخيرة، وبصوت مرتفع التمس من القاضي أن ينصفه ويرد له اعتباره، الذي أسقطته تصفية الحسابات جرت معه عائلته بأكملها.
وقال هامل “سيدي القاضي أقول لكم إنني مظلوم وضحية انتقام وتصفية حسابات وصراعات سياسية من أطراف يعرفها العام قبل الخاص.. وفي ظل الجزائر العادلة وبقوة القانون واستقلالية القاضي ونزاهتكم المعروفة ألتمس منكم أن تنصفوني في محكمتكم الموقرة…فأنا لم أر في حياتي عائلة عانت مثل عائلة “هامل” وعلى هذا الأساس ثقتي فيكم سيدي الرئيس كبيرة…”.
نشيناش زوليخة: أطلب البراءة
لم تستسغ المتهمة نشيناش زوليخة المدعوة “مايا” التمسات وكيل الجمهورية في حقها “15 سنة”، وذك عندما طلب منها رئيس جلسة المحاكمة كلمة أخيرة، حيث وقفت وعلامات التعب والإٍرهاق والخوف بادية على وجهها واكتفت بالقول فقط “أطلب البراءة سيدي القاضي”، وهي العبارات التي نطقت بها إبنتاها إيمان وفرح.
المتهمون: نطالب بالبراءة التامة ورد الاعتبار
وبالمقابل التمس بقية المتهمين في قضية الحال من القاضي على غرار نجل الوزير السابق للعمل شفيع الغازي، بن سمينة بلقاسم، قوجيل كريم، بوطالب مصطفى، بلعيد عبد الغني، يحياوي عمار، بن عيشة ميلود، وشريفي محمد البراءة التامة من جميع التهم المنسوبة إليهم ورد الاعتبار لهم حيث ركز معظمهم على حالاتهم وظروفهم الاجتماعية.