-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غَداَ بِعَدُوِّ الله مُعْتَصِماً

غَداَ بِعَدُوِّ الله مُعْتَصِماً

كثيرٌ مِمَّن يدَّعون الشرف الطيني فينتسبون إن صدقا وإن كذبا إلى العترة النبوية الشريفة، ولكن كثيراً منهم لا يعرفون قيمة هذا الشرف الرفيع فيسيئون إليه، وإلى رمزه سَيِّدِ الكونين من عُرْب ومن عجم.
لقد كان هذا الإنسان الأشرف نَسَباً وعَمَلاً يُنَبِّه هؤلاء المنتسبين إليه –عليه الصلاة والسلام- ويحذرهم من الاتكال على هذا النسب والتقصير في العمل، فيقول لهم ما معناه: لا يأتيني الناسُ بأعمالهم وتأتونني بأنسابكم. وخاطب بِضْعَتَه –رضي الله عنها- فاطمة بقوله: “يا فاطمة اِعْمَلي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئا”..
إن كثيرا من الناس غالَوْا في آل البيت فنسبوا إليهم ما لا يجوز من “العصمة” التي ما جعلها الله –عز وجل- إلا للذين اصطفى من عباده، ومن هؤلاء الغالين عندنا في الجزائر الشاعر الشيخ عاشور الخنقي، صاحب كتاب “مَنَار الإشراف”، الذي “هَدَمَه” العالِمُ الجليل ابن عبد الرحمن المعروف بـ”الدِّيسي”.
من الذين تناقضت أعمالهم مع نسبهم الشَّرِيفِ كما يدعون شخصٌ خان الله –عز وجل- ورسوله -عليه الصلاة والسلام- والمؤمنين، وهو “الشريف” حسين، الذي تحالف مع أخبث قوم، وهم الإنجليز الذين وصفهم الإمام الإبراهيمي بأنهم “حلقة الشر المفرغة”، فـ”هم أول الشر ووسطه وآخره.. منهم يبتدئ الشر وإليهم ينتهي”. (آثار الإبراهيمي 3/449).. حيث تحالف معهم ضد المسلمين الأتراك الذين كانوا يحكمون منطقة الشرق العربي في مقابل وَعْدٍ عُرقوبي إنجليزي بإنشاء “مملكة عربية” يكون هذا “الشريف” تَاجَهَا، فاغتر بالوعد، وأعلن ما يسميه “القَوْمجيون”، “الثورة العربية الكبرى”، التي درَّسها لنا أستاذنا المرحوم الدكتور جمال قنان الذي كان يسميها “الخيانة العربية الكبرى”.
لقد سجل كثير من الشعراء -العرب فضلا عن علماء الدين- خيانة هذا “الشريف”، وشنَّعُوا عليه، ونَزَّهوا الرسول الكريم أن يكون من آله هذا الذي عصى الله –عز وجل- فَرَكَنَ إلى الذين كفروا وظلموا. ومن هؤلاء الشعراء الشاعر معروف الرصافي (1875-1945) الذي كتب عن هذا “الشريف” قائلا:
قالوا” الشريف. ولو صَحَّت شرافته لم ينقض العهد، أو لم يخفر الذِّمَمَا وكيف وهو الذي بانت خيانته فصرحت عن طباع تُخْجِلُ الكُرَمَا
لم تكفه في مجال البغي فتنته حتى غَداَ بعَدُوِّ الله مُعْتَصِمَا
لم يكن الرصافي ولا غيره من الشعراء الواسعي الخيال يخطر ببالهم أن يظهر شخص في مغرب العالم العربي يدعى “الشرف” ثم يلطخه بأفعال شيناء، أشنعها أن يبتغي “العِزَّةَ” عند “أشد الناس عدواة للذين آمنوا”، ولو كان هذا “مؤمنا”، فضلا عن أن يكون “أمير للمؤمنين” كما يحاول أن يرفع خَسِيسَتَهُ، لما فعل فعلته التي سيتبرأ منه بسببها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على رؤوس الأشهاد، إنه “السادس” الذي لا يستأهل أن يسمى باسم “محمد” ويتمظهر بمظاهر يخادع بها الله –عز وجل- والمؤمنين، والله خادِعُهُ في الدنيا، ولخسران الآخرة أكبر، عياذا بالله من الخيانة والخونة ولو زعموا أنهم من “آل محمد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!