-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فاتورة الإقصاء ومخلفات الفشل

ياسين معلومي
  • 2171
  • 1
فاتورة الإقصاء ومخلفات الفشل

لثاني مرّة على التوالي، يقصى المنتخب الوطني من دوري المجموعات في نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم. المرّة الأولى كانت بالكاميرون والثانية الثلاثاء بكوت ديفوار، إذ ودّع “الخضر” المنافسة بأداء هزيل ومُقلق رغم أن التشكيلة الوطنية تملك لاعبين مخضرمين يلعبون في أحسن الأندية الأوروبية، وآخرين شبانا يملكون إمكانات كبيرة، غير أن طريقة توظيفهم من طرف المدرِّب الوطني انعكست سلبا على أدائهم فوق الميدان، وجعلت مردود المنتخب في هذا العرس القاري، وبشهادة كل المتتبعين، ضعيفا وسيئا ويحتاج إلى ثورة حقيقية قد تعيده إلى السكة الحقيقية في قادم الاستحقاقات، بداية من كأس إفريقيا القادمة سنة 2025 بالمغرب ونهائيات كأس العالم سنة 2026 المقررة بكندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.

ومباشرة بعد الإقصاء من الدور الأول من كأس إفريقيا السابقة بالكاميرون، وعدم التأهل إلى كأس العالم على يد المنتخب الكاميروني في أواخر مارس 2022، كان يتوجّب على المدرِّب جمال بلماضي أن يقدّم استقالته، وترك منصبه لمدرب جديد، لكن سذاجة بعض المسؤولين الكرويين، وتعاطف الشعب معه، جعله يواصل المشوار ويُمنى بفشلٍ آخر أدخل كرتنا اليوم في نفق مظلم، وهو المسؤول عن هذه النكسة الكروية، إذ لم يستطع تجديد أفكاره الكروية، ولا تغيير تعامله لا مع الإعلاميين الذين عانوا كثيرا من طريقة تعامله معهم في مختلف الندوات الصحفية، ولا مع بعض اللاعبين الذين فضّلوا الانسحاب في صمت.

وقد مُنحت له إمكانات لم تُمنح لمدرِّب سابق ربما منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، سواء من الناحية التنظيمية أو المادية، بدليل أنه أغلى مدرب أشرف على “الخضر” دون تحقيق النتائج المنتظرة، فماعدا كأس إفريقيا التي حصل عليها سنة 2019، لم يقدّم الناخبُ الوطني أي حلول لتطوير الكرة الجزائرية، ماعدا جلب لاعبين تكوّنوا في الخارج أقنعهم بمشروع كروي مات في المهد، وأمور أخرى عديدة لا نريد ذكرها خاصة وأن حقبة بلماضي قد انتهت.

بلماضي أخطأ كثيرا عندما أصرّ على الإبقاء على لاعبين تراجع مستواهم بشكل رهيب مقارنة بما كانوا عليه في السابق، وساهموا في هذا الإقصاء الذي قد يعيد كرتنا إلى الوراء ما لم نجد حلولا سريعة قبل فوات الأوان.

بلماضي عليه أن يغادر ويترك منصبه لمدرِّب آخر لعلّه يجد الوصفة الحقيقية لداءٍ نخر كرتنا، ويعتذر للشعب الجزائري عن الأداء الهزيل لكتيبته، ويشكر كل المسؤولين الذين ساندوه للبقاء في منصبه، وجنى أموالا طائلة لا يحصل عليها حتى أحسن المدربين في العالم.

وإذا كان بلماضي يتحمّل جزءا كبيرا من الخروج المذلّ من الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم، فإنّ على بعض اللاعبين أن يعلنوا اليوم اعتزالهم دوليا ويتركوا الفرصة للّاعبين الشبان لبداية عهدٍ جديد، فبعضهم تجاوز الثلاثين من العمر ولا يمكنهم البقاء في المشروع المستقبلي الذي يتطلب ضخَّ دماء جديدة مع مدرِّب جديد بإمكانه إعادة الروح للاعبين، ومحو الآثار التي تركتها العصابة التي كانت محيطة بالمنتخب الوطني، والتي أرجعتنا إلى الوراء.

نريد من الرئيس الجديد لـ”الفاف” أن يتعامل مع هذا الإقصاء بهدوء ورزانة بعيدا عن كل الحساسيات، من خلال الجلوس مع أهل الاختصاص لإيجاد حلول لأزمةٍ كروية قد تطول ما لم نتعامل معها بحنكة وبعيدا عن كل الحسابات.. ويبقى المنتخبُ الوطني فوق كل اعتبار.. وعلينا الوقوف معه في هذه الظروف الصعبة لينهض سريعا ويستعدّ لاستئناف الجولتين الثالثة والرابعة من إقصائيات كأس العالم في شهر جوان القادم، وكذا الشروع في خوض تصفيات كأس إفريقيا 2025 ابتداءً من 2 سبتمبر المقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مصطفى

    سبحان مغير الأحوال