-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
داعيا إلى رؤية براغماتية في ظل الحاجة المشتركة.. المحلل بن خليف:

فرصة كبيرة متاحة لتفعيل التعاون والتكامل والتنسيق المغاربي

س. ع
  • 1236
  • 0
فرصة كبيرة متاحة لتفعيل التعاون والتكامل والتنسيق المغاربي
أرشيف
عبد الوهاب بن خليف

اعتبر عبد الوهاب بن خليف، خبير في القضايا المغاربية، بأن فكرة إعادة بعث مشروع الاتحاد بين دول المغرب العربي صارت اليوم ضرورة ملحة شعبيا وسياسيا، بالنظر إلى التحدّيات الجيو-سياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها المنطقة والتطورات التي يعرفها العالم وخاصة منذ بداية الحرب في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط والحرب على غزة.
وقال بن خليف، خلال استضافته، الاثنين، ضمن برنامج “ضيف الدولية” لإذاعة الجزائر الدولية، إن المنطقة المغاربية تعرف تأخرا في بناء تكتل سياسي واقتصادي وصناعي تكاملي بين دوله أسوة بما هو معمول به في مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وذلك على الرغم من “تضافر كل العوامل المشتركة التي تقود إلى تحقيق هذا المشروع الذي حلمت به مختلف الأجيال والنخب السياسية والثقافية المتعاقبة، منذ فترة الكفاح من أجل استرجاع الحرية والاستقلال منذ مطلع القرن العشرين”.
وأضاف قائلا: “من الضروري العمل على إعادة بعث هذا المشروع التكاملي الطموح، خاصة وأن دول المنطقة لها مقومات مشتركة لا نجدها في مناطق أخرى من المنطقة العربية والأوروبية وغيرها من مناطق العالم وذلك بحكم موقعها الجيو-إستراتيجي بين قارتي أوروبا وإفريقيا وتوفرها على مقومات وموارد وثروات طبيعية وبشرية معتبرة ومتنوعة.”
واستحضر ضيف الإذاعة نموذج الاتحاد بين دول القارة الأوروبية وهو مسار انطلق بالتدرج وعبر مراحل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقال عنه: “رغم حالة العداء التاريخي بين دوله وخاصة بين ألمانيا وفرنسا والبعد الجغرافي والاختلاف اللغوي والثقافي والديني، إلا أن أوروبا قدّمت للعالم أنجح تجربة في مجال التعاون والتكامل السياسي والاقتصادي والأمني، بفعل توفّر الإرادة السياسية القائمة على تغليب المصلحة المشتركة وتبادل المنافع”.
وأردف قائلا: “هذه الدول بدأت بالتقارب الاقتصادي ثم الوحدة السياسية والعملة الموحّدة، وصولا إلى فضاء “شنغن” واستطاعت بذلك تجاوز كل التناقضات الموجودة بينها والعالم يرى اليوم تكتلا سياسيا واقتصاديا وعسكريا يتشكّل من 27 دولة وبدا أقوى من أي وقت مضى وبمنأى عن كل العواصف، وتجلى ذلك بكل وضوح خلال اندلاع الحرب في أوكرانيا ومغادرة بريطانيا للاتحاد.”
وضمن هذا السياق، يرى بن خليف بأن الفرصة كبيرة متاحة اليوم لإعادة تفعيل التعاون والتكامل والتنسيق بين دول المغرب العربي، في ظل تنامي الحاجة المشتركة والملحة للدول المغاربية، “لمواجهة التطورات الجيو-إستراتيجية الحاصلة على الصعيدين الدولي والإقليمي وفي مقدمتها أهمية التكتل وتحقيق التكامل الاقتصادي على ضوء الأزمة الغذائية العالمية الناجمة عن جائحة “كوفيد 19″ وما رافقها من أزمات متعدّدة، والتي أظهرت الحاجة إلى تضافر جهود الجميع ومنها درء الأخطار الأمنية الجديدة القادمة من منطقة الساحل.”
واقترح بن خليف رؤية براغماتية لإحياء هذا المسار تقوم مرحليا على “إطلاق مشاريع اقتصادية جديدة، خاصة وأن هناك أرضية خصبة يمكن البناء عليها ومنها الطريق السيّار المغاربي والقطار الرابط بين الجزائر وتونس وهذا المشروع يمكن أن يصل لاحقا إلى ليبيا وموريتانيا، إضافة إلى البنك المغاربي وإقامة مناطق اقتصادية وصناعية مشتركة للتبادل الحر على طول المناطق الحدودية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!